بالفيديو والصور.. «صوت الامة» تخترق العالم السري لمافيا ترقيع «غشاء البكارة»..سماسرة يصطادون ضحاياهم من «مواقع التواصل»..6 آلاف جنيه لإعادة العذرية..عيادات بير السلم تعين مندوبين.. و«أزهرى»: محرمة

الخميس، 04 أغسطس 2016 01:03 م
بالفيديو والصور.. «صوت الامة» تخترق العالم السري لمافيا ترقيع «غشاء البكارة»..سماسرة يصطادون ضحاياهم من «مواقع التواصل»..6 آلاف جنيه لإعادة العذرية..عيادات بير السلم تعين مندوبين.. و«أزهرى»: محرمة
أمنية سيد

وكأننا فتحنا صندوق الدنيا، لنرى العجائب، لنكشف ماوراء الستار، ففى مغامرة صحفية كشفت «صوت الأمة» سماسرة الأطباء الخارجين عن القانون والذين يعزفون على شرف الفتيات اللاتى وقعن فى فخ الحرام، أو لللاتى فقدن غشاء البكارة وتحاول جاهده لاسترجاعة لضمان شرفها يوم العرس.

نزيف.. قتل.. اغتصاب.. نهايات متعددة ومختلفة لمن فقدت عذريتها، في مجتمع يعتبر غشاء «البكارة» هو الدليل الوحيد على عفة الفتاة، ويلتف الجميع حول من تفقده للتخلص منها، برغم وجود العديد من الامور التي تتسبب في فقده غير العلاقات المحرمة، الأمر الذي يدفع الفتاة إلى السعي، لاسترجاعه قبل الزواج بأي طريقة ممكنة، بدون الاستعانة بأحد من الاقارب، مما يجعلها فريسة للنصابين، والمنتحلين صفة الاطباء، او للعمليات التي تتم بعيادات «بير السلم».

وعلى الرغم من تجريم هذه العملية في مصر بعدة قوانين، إلا أنه لا زالت تجريها عدد من العيادات الخارجة عن نطاق الصحة والقانون، ويتلخص دورها في وضع قطعة جلدية، من خلال جراحة بسيطة، ويدوم هذا الغشاء الجديد من يوم إلى ثلاثة أيام على الأكثر وبعدها ينفض، وتلجأ إليها الفتيات قبل الزواج بيوم أو يومين.

صفحات تروج لمنتجات وعمليات
لم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة، صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تروج لعمليات من هذا النوع، فضلًا عن لإعادة العذرية لوقت ضئيل جدًا بدون إجراء عمليات، أو الرجوع إلى أطباء، وصارت تجارة رائجة.

في الوتيرة ذاتها، رصدت «صوت الأمة» إحدى هذه الصفحات التي تروج للعمليات والمنتجات معًا، بالإضافة إلى وجود العديد من المواقع الخاصة بنشاطهم، وتواصلت محررة «صوت الأمة» مع الأدمن الخاص بالصفحة والتى كانت تحت مسمى «عمليات اعادة العذرية – غشاء البكارة».

أول مكالمة هاتفية
وفي أول مكالمة هاتفية بالرقم المذكور، استمعت المحررة لصوت شابًا يبدو عليه الرقي إلى حد ما، متلفظًا بكلمات مغايره لما في الرسائل الخاصة بالصفحة قائلًا تحديد مكان العيادة على حسب طلبك طبيب أو طبيبه، وعملية ترقيع الغشاء تستغرق ٢٥ دقيقه، باستخدام البنج الموضعي، مؤكدًا عدم حدوث أي مضاعفات.

5 آلاف جنيه للعملية
وأضاف أن ثمن العملية يساوي ٥ آلاف جنيه، وبالسؤال عن مكان العيادات التي بمحيط الجيزة، اجاب قائلًًا: يوجد عيادة في وسط البلد، وبحلمية الزيتون، وتم الاتفاق على معاودة الاتصال بعه عقب إجراء الاجهاض بالخارج.

وعقب مرور أربعه ايام، لعدم الشك في الامر، عاودنا الاتصال به مؤكدين اننا قمنا بإجراء الاجهاض بالخارج، ونريد إجراء عملية الترقيع في اسرع وقت، للسفر إلى محافظة أخرى خلال أيام قليلة، وحينها طلب صورة من تحليل دم فوري وأنه سيقوم بالتواصل مع الطبيبة المختصة لمعرفة الميعاد المتاح.

عيادة حلمية الزيتون
وفي غضون ساعه أو اقل عاود مساعد الطبيبة الاتصال بنا ويدعو «كمال مجدي»، مؤكدًا على إمكانية إجراء العملية اليوم، من خلال مقابلة أحد الاشخاص في محطة حلمية الزيتون في تمام الساعة ثلاثة عصرًا، للتوجه إلى العيادة.

مندوب المنطقة
وعقب عدة دقائق، قام بالاتصال مرة أخرى، للسؤال على توقف النزيف من عدمه، وقام بإعطائنا رقم «مندوب المنطقة» الذي من المنتظر أن يكون في انتظارنا في محطة المترو.

رفع ثمن العملية لــ 6 آلاف
ولم يذهب محررة «صوت الأمة» إلى المكان المذكور، وقمنا بالاعتذار على الرقم الخاص بهم لرسائل الواتساب، وقمنا بالاتصال على رقم المندوب، وحينها قام بالرد علينا شخصًا أخر، يظهر من نبرة صوته كبره في السن، وتدني مستواه الاجتماعي، حيث قال "هخلي اللي هتعمل العملية تكلمني عشان عايز اعرف منها حاجات، والموضوع حصل كام مرة"، وعند اصراره على التواصل بالفتاة التي ستجري العملية، قام محرر اخر بارد عليه، ككونه الشص الذي اعتذر على "الوتساب" وخطيب الفتاة، وتم الاتفاق تعلى المقابلة في محطة "حلمية الزيتون" ولكنه قام برفع ثمن العملية إلى ٦ آلاف.

عيادة عين شمس
وفي اليوم الموافق 28 من يوليو الماضي، وعندما توجهنا إلى محطة «حلمية الزيتون» في تمام الساعه الــ 7 مساءً، قمنا بالاتصال على «المندوب»، وحينها اخبرنا بتغيير مكان المقابلة إلى محطة «عين شمس» لقربها من العيادة، وبالمحطة قابلنا شخص يدعى «هاني العناني ابو صدفا» بمرحلة الاربعين كما يبدو عليه، وكان بصحبته أحد الاشخاص، ويحملون مطواه، وبالوقوف معه خارج المحطة اخبرنا ان العيادة بشارع «ابراهيم عبد الرازق» بالقرب من المحطة، ولكنه طالب زيادة في النقود، ولكننا اخبرناه انها ليس في مقدرتنا، وحينها قال «اومال جيتوا ليهظ، اما يبقى معاكوا فلوس تعالو»، وحينها قام بالانصراف وكان يبدو عليه القلق، مؤكدًا امكانية عمل العملية في حاله الحصول على مبلغ الــ 9 الآف جنيه، مشيرًا إلى ان الطبيبه ليست من القاهرة، وهذا المبلغ مقابل سفرها.

«الطبيبه تروج لعمليات بالاسكندرية»
وبالبحث في «الفيسبوك» برقم الطبيبه المختصه، وجدنا صفحة تحمل اسم «rana ahmed»»، تروج ايضًا لصفحة لعمليات ترقيع غشاء البكارة بــ «الاسكندرية» تحمل اسم «دكتورة رنا لعمليات ترقيع غشاء البكارة فى الاسكندرية»، وبالاتصال بها اكدت على انها هي من تقوم باجراء العملية بالقاهرة، وانه لا يوجد اي مضاعفات.

عصابة
الامر الذي يوضح مدى بشاعة هذه المجموعة الذي يقومون بالترويج للمنتجات، وللعمليات بالقاهرة والاسكندرية، علنًا عل صفحات التواصل الاجتماعي بدون اي خوف من عقاب القانون والدولة، لتجريمهم هذه الاشياء.

رأي الطب
في هذا الصدد، قال رشوان شعبان، امين عام مساعد نقابة الاطباء، إن تلك العمليات تعد جريمة، حتى «الاجهاض» تجرم قانونيًا في حالة إجرائها خارج المستشفيات، وبدون علم الاطباء المختصة، لاحتمالية تعرض الفتاة لمضاعفات خطيرة، قد تؤدي بحياتها، لما يتم استخدامه من منتجات ضارة ومنهية الصلاحية في اغلب الاحوال، مما يتسبب في مشاكل بالرحم فيما بعد.

حالات استثنائية
وأضاف «شعبان» أن «ترقيع الغشاء» مجرم بكافة الاشكال، ويتم شطب من يقوم بهذه العمليات من نقابة الأطباء، عقب ظهور نتائج تحقيقات لجنة آداب المهنة، ومن ثم يتم احالته للقضاء، لمحاسبته على تلك الجريمة البشعة، باستثناء الحالات التي فقدتها عقب تعرضها لحدثها او عيب خلقي، ويتم إجرائها بتصريح من الصحة، وبالمستشفيات الطبية.

رأي الشرع
وبالنسبة لرأي الشرع في تلك العملية، قال اشرف اسعد، الداعية الازهري، إن تلك العمليات محرمة جملة وتفصيلًا، موضحًا أن عملية إعادة البكارة، التي فضت نتيجة جماع غير مشروع، «جريمة أكبر من جريمة الزنا نفسها»، ويجب مصارحة الزوج وعدم غشه، حتى لا يفسد عقد الزواج، لبنائه على باطل.

وأكد «اشرف» على أن هذه العملية تسببت في انتشار الرذيلة والفواحش بالمجتمعات العربية، مؤكدًا ان «غش» الزوج يتنافى تمامًا مع عقيدة «إن الله أمر بالستر»، ولابد من مصارحة الزوج.

علم النفس
وتابع احمد فوزي، استشاري علم النفس بكلية البنات بعين شمس، أن هذه العمليات غير مرغوب فيها، بعيدًا عن رأي الدين، لأن نجاح أي علاقة زوجية مبنية في الاساس على الصراحة والصدق، سواء كان فقدان «العذرية» نتيجة لعلاقات غير مشروعة، او اعتداء على الفتاة، او لحادثة.

وأشار «احمد» إلى أنه يجب توعية الفتاة على خطورة هذه العملية، واهمية المصارحة، والبعد عن الخوف والرعب من الاعتراف بالخطيئة، لأن الصدق اساس كل علاقة بالمجتمع.

«تثقيف المجتمع»
وأكد على على ضرورة تثقيف المجتمع واخراجه من دائرة العيب والخوف من الحديث في هذه المواضيع، وتدريس منهاج توضح مدى خطورة هذه العمليات، وانواع فقد الغشاء، لان التوجه إلى العقلانية في هذه الأمور يجنبنا الكثير من التفكك الاسري والمجتمع. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة