أثري: المصريون سبقوا العالم فى التعبير عن فرحتهم وبهجتهم
السبت، 06 أغسطس 2016 11:34 ص
أكد الدكتور حسن سليمان مدير عام المكتب الفنى للأثار المصرية للمجلس الأعلى للأثار أنه كما سبق المصريون العالم أجمع بعلومهم وحضارتهم وثقافتهم فقد سبقوا العالم كذلك فى التعبير عن فرحتهم وبهجتهم، مشيرا إلى أنهم عرفوا الأعياد قبل أن يدرك العالم معنى الفرح، حيث حرص المصرى القديم على الاهتمام بالأعياد فخصص لها مواعيد ثابتة ومعروفة يحتفل بها.
وأشار سليمان - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة - إلى أن مصر القديمة عرفت الأعياد على المستوى الرسمى والشعبى والمحلى، حيث تنوعت الأعياد ما بين أعياد رسمية تخص الملك والدولة، وأعياد محلية تخص إقليم بعينه أو مدينة بعينها، وأعياد خاصة تخص فئة أو مجموعة أو أصحاب مهنة بعينها، إلى جانب الأعياد الدينية التى تخص الألهة والمعابد والأعياد الجنائزية، والتى لايزال بعضها أو كثير منها موجودا حتى الأن، بالإضافة إلى أعياد زراعية خاصة بالزراعة أو النيل.
وقال "إن الاحتفال اليوم بأول ذكرى لافتتاح القناة الجديدة يذكرنا باحتفال ملوك مصر العظام فى احتفالاتهم العريضة وخاصة الاحتفالات السياسية والرسمية والدينية، حيث احتفلت القيادة السياسية فى مصر القديمة بأعياد لها مناسبة رسمية أو سياسية أو دينية مثل احتفال الملك بعيد السد أو اليوبيل الثلاثينى، ويعنى مرور أو انقضاء العام الـ30 لبلوغ أو ارتقاء الملك لعرش البلاد، وكان يظهر الملك نفسه فى وضع القوة والشجاعة، وأنه قادر على العطاء والبناء".
وأضاف أن القيادة السياسية فى مصر القديمة احتفلت أيضا بعيد تولى أو بلوغ الملك المصرى للعرش، فكان الملك المصرى يظهر مرتديا تاج الوجه القبلى مرة وتاج الوجه البحرى مرة أخرى، ثم تظهر طقسة اتحاد الشمال والجنوب (سماتاوى)، كما عرفت مصر القديمة الاحتفال بعيد وضع حجر الأساس للمعبد المصرى، حيث كان لزاما على الملك أن ينتقل لمكان المعبد والذى وضع فيه حجر الأساس، وبعد الانتهاء من بناء المعبد كان يحتفل بافتتاح المعبد فى حضور الملك تشاركه الآلهه.
وأوضح سليمان أن القيادة السياسية فى مصر القديمة حرصت على الاحتفال بالأعياد المصرية فى أوسع نطاق البهجة والفرح وإدخال السرور على الشعب.. فقد كان الملك يخرج على شعبه ليحتفل بينهم ومعهم ويشاركهم مظاهر الاحتفال بالأعياد، حيث كان الملك والكهنة وكبار رجال الدولة وجموع الشعب يقفون صفا وتقف الفرق الموسيقية وتعزف الموسيقى وتنشد الأغانى وسط تهليل وهتافات من عامة الشعب والكل يمرح فرحا، وكانت فرحة جموع الشعب لا تكتمل إلا بعطايا الملك حيث كان يقدم الهبات لشعبه ويوزع عليهم الهدايا.