"سكوب" وكالة المانية صغيرة للتصنيف الائتماني تريد كسر الاحتكار الأميركي
الأحد، 21 أغسطس 2016 11:00 ص
يعرض تورشتن هينريش من مكتبه الذي يطل على حديقة واسعة في قلب العاصمة الالمانية طموحاته الكبيرة، قائلا "نريد ان نصبح الصوت الاوروبي في سوق التصنيف الائتماني".
وتأمل وكالة التصنيف الائتماني التي يديرها وتحمل اسم "سكوب ريتينغز"، في تحقيق النجاح في مجال فشل فيه كثر وتريد ان تنافس الوكالات الاميركية الثلاث "ستاندارد اد بورز" و"موديز" و"فيتش" التي تهيمن على التصنيف الائتماني بلا منازع.
وتلجأ الجهات المصدرة لسندات الخزينة من شركات ومؤسسات، الى هذه الوكالات الثلاث لتقييم ملاءتها بفضل درجات تصنيف لدينها. وعادة تكون الدرجة الممتاز "ايه ثلاثية".
واجتازت "سكوب ريتيغنز" في آب/اغسطس مرحلة جديدة بانتزاعها اول تكليف بالتصنيف من شركة مدرجة في مؤشر "داكس" الاساسي لبورصة فرانكفورت، وهي الشركة الالمانية المتخصصة "غاز ليندي".
لكن في مواجهة الوكالات "الثلاث الكبرى" التي تسيطر على 91 بالمئة من السوق الاوروبي، تبدو المهمة صعبة جدا لهذه الوكالة الجديدة التي يعمل فيها ستون موظفا بينهم 35 محللا.
وتقول "السلطة الاوروبية للاسواق المالية" ان حصتها من السوق في اوروبا كانت تبلغ 0,14 بالمئة في 2014، ووصلت اليوم الى واحد بالمئة حسب التقديرات الداخلية "لسكوب ريتينغز".
- المواصفات الاوروبية -
وهناك 26 وكالة للتصنيف الائتماني حصلت على تصاريح من "السلطة الاوروبية للاسواق المالية" بينها الفرنسية "سبريد ريسيرتش" والكندية "دي بي آر اس" والايطالية "كريف" والاسبانية "اكزيسور".
ويعتبر هينريش انه المهندس الرئيسي لتعزيز سوق اوروبية مشرذمة جدا. وقد استثمر في السنوات الثلاث الاخيرة عشرين مليون يورو وفتح مكاتب في لندن وباريس ومدريد وميلانو. وقال "نجري محادثات مع وكالات اوروبية اخرى وهدفنا جميعا تحقيق توازن مع الاميركيين".
واضاف ان "الطلب على دراسات بديلة للتصنيف الائتماني كبير جدا منذ فترة طويلة"، مؤكدا انه يتبع سياسة اسعار "اكثر واقعية" من الوكالات الانغلوسكسونية الثلاث التي تستغل هيمنتها على السوق.
وتعول "سكوب ريتيغنز" على اسلوب مختلف للتصنيف، يتسم بطابع اقل ميكانيكية يأخذ في الاعتبار مواصفات مؤسسات اوروبا، مثل بنى الملكية العائلية التي تتسم بالاستقرار وحجم اساس السيولة والتزامات متعلقة بالتقاعد مثلا وكلها تفاصيل لا تعكسها الوكالات الاميركية في النهج الذي تتبعه.
وهذا ما اثار اهتمام مجموعة "هانييل" العائلية القابضة في دويسبورغ (غرب)، التي لجأت في بداية العام الجاري الى "سكوب ريتينغز" لكنها ابقت على علاقتها ب"موديز" و"ستاندارد اند بورز".
وقال الناطق باسم "هانييل" ديتمار بوشيرت لوكالة فرانس برس ان "فكرتنا عن شركة قابضة استثمارية كمؤسسة عائلية مع آفاق طويلة الامد، يمكن ان تفهمها وكالة اوروبية للتصنيف الائتماني".
- مصارف ومدينة كامبير الفرنسية -
والوكالة التي تأسست في 2002 وتخصصت في تصنيف الصناديق والشركات المتوسطة والصغيرة تريد ان تغطي كل فئات الموجودات وباتت تحدد درجات مصارف وشركات وحتى مناطق. وقد حصلت على تفويض خصوصا من مدينة كامبير الفرنسية منذ 2015.
وقد وسعت تغطيتها للدول بشرائها هذا العام الالمانية "فيري يوروريتينغ" التي تتولى تقييم 59 دينا سياديا.
قبل "سكوب ريتينغز"، فشلت وكالات عدة في هذا المجال. فقد حاول المكتب الالماني رولان بيرجيه اطلاق وكالة اوروبية للتصنيف الائتماني لكنه تخلى عن ذلك في 2012 بسبب نقص التمويل.
ومنذ الازمة المالية في 2008، ينتقد السياسيون باستمرار وكالات التصنيف الانغلوسكسونية باستمرار.
ويرى هينريش الذي كان مسؤولا في وكالة "ستاندارد اند بورز" في المانيا لمدة 15 عاما، ان قانونا اوروبيا صدر مؤخرا يفترض ان يحفز المنافسة عبر تشجيع الجهات التي تصدر السندات على مشاورة الوكالات التي تملك اقل من عشرة بالمئة من السوق، سيبقى حبرا على ورق لانه لا يتضمن اي بند ملزم.
وتعترف وكالته التي تملكها الاطراف التقليدية الفاعلة في الاقتصاد الالماني مثل عائلة شولر او شتيفان كوانت وريث العائلة التي تملك اسهم مجموعة "بي ام دبليو"، بانها تركز اليوم على نمو الربحية اذ انها تعاني من عجز، وان كان هينريش يخفي الارقام.