قرى «كفر الشيخ» ترفع راية العصيان على عادات الزواج.. إلغاء «الشبكة والستائر وحفلات الأفراح» للشباب..الإكتفاء بالأجهزة الكهربائية والمنزلية الأساسية فقط للفتيات..وخبراء: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة»
الأحد، 21 أغسطس 2016 12:37 م
في ظل هذه الموجة من الغلاء التي تضرب البلاد وارتفاع نسبة العنوسة، بسبب عدم القدرة على الزواج، تعالت أصوات كثيرة في الآونه الأخيرة تطالب برفع العبء والتكاليف التي لا فائدة منها، لتيسر مشروع الزواج الذي أصبح عقدة كبيرة على الكثير من الأسر المصرية.
ورصدت «صوت الأمة» الإجراءات التي اتخذها المواطنين بكفر الشيخ لتخفيف العبء عن كاهل راغبي الزوج، من خلال التقرير التالي:
تحديد المهر وتأجيل حجرة الأطفال
نظرا للتكاليف العالية التي يتحملها الشاب عند الزواج، عقد أهالي قرية السحماوي بمحافظة كفر الشيخ مؤتمر لمناقشة تخفيف أعباء الزواج التي أصبح من أهم المشاكل التي تواجه الشباب في هذا العصر.
وحدد المجتمعون، المهر بمبلغ لا يزيد 4000 جنيه فقط حتي يكون في متناول الشباب، وإلغاء حفلة تقديم الشبكة أو ما يعرف بالخطوبة أو قراءة الفاتحة، واقتصار الأمر على أسرة العروسين دون إضافة أعباء مالية، وإلغاء ما يعرف بـ«النيش» ومحتوياته، وتأجيل حجرة الأطفال لما بعد قدوم المولود الأول، وإلغاء السجاد والستائر أو إختيار أنواع مناسبة الثمن، وإلغاء ما يعرف بـ«السابع» بكل ما يتكلفه من نفقات".
الإكتفاء بالأجهزة الكهربائية الأساسية
وفي قرية شاهين بدأ أهالي القرية في اتخاذ خطوات إيجابية للبدء في تطبيق مبدأ إلغاء الذهب فى الزواج، واتفق أهالي القرية على التحرك نحو التخفيف عن كاهل الأسرة، كما اتفقوا أيضا على عقد لقاءات أخرى لوضع النقاط الأساسية لتحديد تكاليف الزواج التى سيتبعونها، وشملت المقترحات الاقتصار على ليلة الفرح أو "الدخلة" والإحتفال بليلة الحنة في المنزل، والاكتفاء بالأدوات والأجهزة الكهربائية الأساسية، وطقم حلل واحد فقط، وعدم المغالاة في المفروشات والأطقم القطنية والاكتفاء بسبعة أو عشرة أطقم كحد أقصى، ومنع إطلاق الأعيرة النارية ومنع المشروبات الكحولية والمخدرات في الأفراح.
وقوبلت مقترحات كبار عائلات القرى، بترحيب من الأهالي، وقال شريف راغب، أن الخطوات التي يتم إتخاذها الآن من قبل كبار العائلات والمتمثة في إلغاء الشبكة وتحديد المهر وإلغاء العديد من جهاز العروسين، هي خطوات جديدة ويجب تفعيلها على أرض الواقع للقضاء تماما على زيادة نسبة العنوسة عند الفتيات، والعزوبية عند الرجال، لان هذه التكاليف تتسبب بشكل مباشر في العزوف عن فكرة الزواج عند الشباب وزيادة نسبة العنوسة بين الفتيات.
وأضاف راغب، أن تطبيق هذه الخطوات ستكون سبب في إنفراجه قوية لدى الشباب في مشروع الزواج، وستحد بشكل مباشر من الممارسات غير الشرعية في المجتمع المصري.
أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة
وقال الدكتور أشرف راضي، أستاذ علم الإجتماع، إن المغالاة فى المهور من أهم أسباب تأخر الزواج وإنتشار ظاهرة العنوسة، وهى من التقاليد القبلية البالية والطقوس الإجتماعية بين العائلات للتعبير عن مكانة العائلة الاجتماعية والاقتصادية، وتعد الشبكة والمشغولات الذهبية من أهم أركان مراسم الزواج وخاصة فى المجتمعات الريفية ذات النعرة العصبية.
وأضاف أن أهم الحلول التى تواجه ظاهرة العنوسة هي الإستغناء عن تقديم المشغولات الذهبية مع ارتفاع أسعار الذهب وإعتبار الشبكة هدية رمزية يقدمها الخاطب للمخطوبة، على أن يحفظ أهل الفتاة حق ابنتهم فى مقدار وقيمة الشبكة كتابة فى قسيمة الزواج،
وأكد أن ولى الأمر عليه الإلتزام بنص الحديث "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة"، مشيرا إلى أن ذلك يعد نوعا من التكاتف الإجتماعي، ووسيلة فعالة لمواجهة ظاهرة تأخر سن الزواج.