الأردن والصين يبحثان آخر تطورات الأزمة السورية
الأربعاء، 24 أغسطس 2016 04:37 ص
بحث وزير الخارجية الأردني بالوكالة، الدكتور محمد المومني، مع المبعوث الصيني الخاص للقضية السورية شيه شياو يان، اليوم الثلاثاء في عمان، آخر تطورات الأزمة السورية وعدد من قضايا المنطقة.
وأكّد المومني، خلال اللقاء، أن الأردن تحمل الكثير من الأعباء الأمنية والعسكرية، إلى جانب الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، إثر استقباله لنحو مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري، يشكلون نحو 20 بالمئة من سكان المملكة، مشدداً على دعم المجتمع الدولي للدول المستضيفة للاجئين كونها تتحمل العبء نيابة عن العالم أجمع بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن استقبال الأردن لهذا العدد الهائل من اللاجئين شكل ضغطاً كبيراً على قطاعات التعليم والصحة والطاقة والخدمات، حيث تضم المدارس الحكومية نحو مئة وخمسين ألف طالب سوري، كما استقبلت المستشفيات الحكومية مئات الآلاف من اللاجئين، وقدمت لهم كامل الرعاية الصحيّة التي يحتاجونها.
وأوضح المومني أنه لا مصلحة لأحد باستمرار الأزمة السورية، وأن حلها يشكل مصلحة استراتيجية ترتبط بالأمن والاستقرار العالمي، وليس الإقليمي فحسب، مؤكداً أن تفشي ظاهرة الإرهاب في الداخل السوري يرتب على الأردن أعباء أمنية وعسكرية إضافية، حيث يرتبط مع سوريا بحدود يبلغ طولها نحو ثلاثمائة وثمانية وسبعين كيلو متراً.
وأكد أن بلاده حافظت على نهج التعاطي المسؤول مع الأزمة السورية، ودَعَم جهود الحل السياسي بما يضمن الحفاظ على وحدة سوريا الترابية، واستقرار مؤسساتها، ووقف نزيف الدماء، وإعادة الأمن والاستقرار إليها، والقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك، لافتاً إلى أن هذا الموقف الأردني تبنته لاحقاً جل دول العالم.
ودعا المومني إلى تكثيف الجهود الدولية للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، مؤكداً أن الأردن ينظر إلى العملية السياسية على أنها مفتاح الحل للأزمة السورية على المستويين الإنساني والأمني، فكلما تعثّر المسار السياسي يستجد المزيد من التراجع على هذين المستويين.
وأكد أن الوصول إلى هدنة مستقرة ومستمرة من شأنه أن يؤسس لبداية حوار جاد ومثمر حول الحل السياسي المنتظر للأزمة السورية.
وأشار المومني إلى أن عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية هو السبب الرئيس لتفشي الصراع وانعدام الاستقرار في المنطقة، وأن استمرار غياب العدالة وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني من بين أهم الأسباب التي أدت انتشار التطرف والإرهاب.
وشدد المومني على أن التنظيمات الإرهابية تستخدم غياب العدالة لبث شعور التطرف والكراهية وتجنيد المزيد ليصبحوا أتباعاً لها.
وأعرب المبعوث الصيني عن تقدير الصين لموقف الأردن تجاه الأزمة السورية، واضطلاعه بدور إنساني كبير في خدمة اللاجئين السوريين، رغم الأعباء الكبيرة التي تشكلت على موارده.
وأكد أن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الرؤيتين الأردنية والصينية لحل الأزمة السورية، وفي مقدّمتها التوافق على الحل السياسي عبر المفاوضات التي تضم جميع الأطراف، وضرورة بذل الجهود الدولية من أجل دفع العمية السياسية لإشاعة الأمن والاستقرار في سوريا.
وأبدى المبعوث الصيني استعداد بلاده لتعزيز مستوى التعاون والتنسيق مع الأردن وبقية دول المجموعة الدولية لدعم سوريا لضمان الارتقاء بالمستوى الإنساني، ومكافحة الإرهاب، ودفع العمية السياسية للوصول إلى حل يضمن أمن سوريا واستقرارها.
ودعا القوى الدولية الفاعلة إلى أداء دور أكبر لتطبيق هدنة شاملة تضمن وقف إطلاق النار ومنع أحداث العنف، والالتفات إلى الجانب الإنساني، والبدء الفوري للمفاوضات، وتطبيق آلية فاعلة لمراقبة الهدنة بهدف ضبط جميع الأفعال والممارسات المخالفة لها.
كما دعا المبعوث الصيني المجتمع الدولي إلى إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وعدم تهميش القضية الفلسطينية، مؤكدا موقف الصين الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيّة.