أسئلة الكتابة وجدوى الكلمة في عالم الثورة الرقمية

الإثنين، 29 أغسطس 2016 09:43 ص
أسئلة الكتابة وجدوى الكلمة في عالم الثورة الرقمية
صورة تعبيرية

"هل هناك جدوى للكتابة الآن" ؟!..سؤال طرحه مؤخرا نبيل عبد الفتاح الباحث والكاتب بجريدة الأهرام فيما وصف سؤاله بأنه "يبدو وكأنه محمول على روح محبطة أو نزعة لليأس أو رغبة في إشاعته" !.

ولم يكن الباحث والكاتب نبيل عبد الفتاح أول من تساءل عن جدوى الكتابة وهو ذاته يقر بأن السؤال مستمر عبر مراحل وعقود زمنية عديدة وطرح في الانتقال من الصحافة المكتوبة إلى الإذاعة ثم ظهور "الراديو الترانزستور" الذي جعل عالمنا قرية عالمية في نهاية عقد الخمسينيات من القرن الماضي وفق وصف مارشال ماكلوهان الباحث الكندي الشهير في نظريات وسائل الاتصال الجماهيري.

وكان من الطبيعي أيضا أن يطرح السؤال ذاته من جانب العديد من الباحثين في ظل "ثورة التلفاز" ثم "الثورة الرقمية" حيث عالم الانترنت وما يصفه نبيل عبد الفتاح "ببروز خطاب التغريدات الموجز إيجازا شديدا والتناص داخله بين اللغة الرقمية واللغة العربية والعامية ومفرداتها".

وإذ أفضت هذه الثورة الرقمية ضمن تداعيات عديدة وعميقة "لفجوات بين الكتابة الرقمية وعالمها الافتراضي وتفاعلاته واختصاراته الوجيزة وإنتاج الدلالة داخله وبين الكتابة الورقية وتراجع مستمر في قراء الصحف والمجلات وتحولهم من الورقي إلى الرقمي لاسيما بين الأجيال الجديدة والشابة" يرصد الباحث نبيل عبد الفتاح أسباب طرح "سؤال الكتابة وجدواها" مجددا.

فمع أن السؤال قديم رغما عن طرحه المتجدد والمستمر ثمة أسباب لطرحه في اللحظة الراهنة من وجهة نظر هذا الباحث والكاتب بجريدة الأهرام وقد أورد بعضها من منظوره ليتحدث عن "جمود اللغة العربية كأنساق وبنى ودلالة عن مسايرة التطورات اللغوية على صعيد الكتل اللغوية الكبرى في عالمنا اي الانجليزية والأسبانية والفرنسية".

كما تحدث نبيل عبد الفتاح في هذا السياق عما وصفه بالضعف المتنامي للطلب السياسي على الكتابة والضعف اللغوي والتكوين الثقافي للقراء والمتعلمين "على نحو يؤدي إلى الإقبال على الكتابة الرديئة أسلوبا ومضمونا واستبعاد الكتابة الأكثر عمقا وتركيبا للقلة البارزة من الكتاب على نحو يشيع لدى بعضهم الإحساس بلا جدوى الكتابة العميقة ورفيعة الأسلوب".

وكذلك أشار في طرحه الذي جاء بعنوان "الكتابة النقدية وسلطة التفاهة واليأس" الى "صعود دور الناشط السياسي وخطابه الشعبوي" و"ضعف المستوى الثقافي لغالب القراء بما أدي لبروز ظاهرة عدم القدرة على التمييز والفرز بين الكتابة الجيدة والعميقة ورفيعة المستوى وبين الكتابة الرديئة والسطحية" و"تراجع أعداد الكتاب ذوي الأساليب اللغوية الخاصة" و"سطوة الكتابة المتشابهة التي لا تستطيع التمييز بين كتابها على نحو أدي إلى شيوع نمط كتابي متشابه يدفع إلى الصد عن القراءة والتلقي".

لاشك-كما يقول نبيل عبد الفتاح-ان وضعية الكتابة وأنماطها السائدة ورداءة غالبها يجعل الكتابة الجميلة والعميقة والمتفردة تبدو "محاصرة ومستبعدة" وضعف الطلب عليها على نحو يشيع روح اليأس واللاجدوى وانعزال الكتاب الباحثين عن الحقائق النسبية .

ورغم كل ذلك ها هو نبيل عبد الفتاح يعود ليؤكد في ختام طرحه على أن الكتابة مازالت "أداة تغيير للإنسان والمجتمع وكل الظواهر الجديدة للتفاهة وتجلياتها الخطيرة وهي أداة لمقاومة طغيان التفاهة وصانعيها ومصالحها".

وبقدر ما يسعد كل محب للكلمة بهذا الانتصار للكتابة من جانب كاتب تساءل عن جدوى الكتابة بقدر ما تستمر التساؤلات سواء في مصر والعالم العربي أو في الغرب عن معنى الكتابة وجدوى الكلمة فيما تتردد مصطلحات مثل "اغتراب الكاتب" والكتابة في سياق ما بعد الحداثة.

وكان الكاتب والباحث والروائى الدكتور يوسف زيدان قد أعلن في صيف عام 2012 أنه قرر التوقف عن كتابة أى مقالات أسبوعية فيما أثار تساؤلات حول فائدة الكتابة وجدواها غير أنه عاد ليستأنف كتابة المقالات الصحفية دون أن يكف عن إطلاق أراء مثيرة للجدل عبر وسائط متعددة للتعبير.

وفى طرح بعنوان :"فى الشأن العام:طنطنة الخطابة وعبثية الكتابة"-تساءل الدكتور يوسف زيدان منذ نحو أربعة أعوام عن فائدة الكتابة وجدوى الكلام معيدا للأذهان أنه كتب من قبل عن ضرورة إنقاذ مدينة الإسكندرية .

وقال زيدان :إن مدينة الإسكندرية التى يعيش فيها قرابة خمسة ملايين من المصريين تهددهم الأمراض بسبب الزيت الفاسد الذى تسكبه السفن أمام الشواطىء ومئات العمائر التى تشاهقت بلا تصاريح بناء أو مراعاة للقواعد الهندسية.

ومضى الدكتور يوسف زيدان ليقول ان المطاف انتهى به إلى قرار بالكف عن كتابة المقالات الأسبوعية لا فى الشأن العام ولا حتى فى المعرفة مضيفا :"وليس ذلك لأن ما ناديت به من أمور بديهية يتم دوما إهماله وإنما الأدهى من ذلك فيما أرى أن الكتابة العبثية هذه هى ابتذال للكلمات وتهوين من شأن الكتابة ذاتها وهذا أمر لا أرضاه لنفسى ولا للكلمات ولا للكتابة".

وفيما وجه يوسف زيدان الشكر للجريدة التى كان يكتب بها والتي ظلت تقدر مقالاته كما أعرب عن شعوره بالأسى لمفارقة قرائه فقد خلص للقول بأنه قرر التوقف عن "هذا النزيف المجانى " المتمثل فى مقالاته الأسبوعية مؤكدا من جديد على أن "الكتابة لابد لها أن تكون محترمة ولا تبتذل نفسها بالمداومة من غير طائل وإلا صارت مثل طنطنة الخطابة والكلام المجانى المبتذل".

والجدل الثقافي مطلوب في قضية وجودية لأي كاتب مثل "جدوى الكتابة" وفي حالة غياب أي اهتمام بالكتابة لابد وأن يشعر الكاتب بالإحباط والاغتراب على حد وصف المفكر والكاتب الكبير السيد يسين الذي لم يخف حرصه الشديد على قراءة تعليقات القراء لما يكتبه على الشبكة الالكترونية وعبر بريده الالكتروني ولو كانت تحوي انتقادات عنيفة ورافضة لآرائه حتى لا يعاني من ظاهرة "اغتراب الكاتب".

والحقيقة أن هناك تساؤلات قلقة حتى فى الصحافة الثقافية الغربية عن جدوى الكتابة وأزمة الكلمة فيما تساءل الكاتب والناقد والأكاديمى البريطانى تيم باركز عما إذا كان العالم بحاجة لروايات وقصص ؟!.

ومن وجهة نظر الكاتب والروائى الأمريكى جوناثان فرانزن فان "العالم يحتاج بشدة للكتابة الابداعية القصصية" غير أن تيم باركز عاد ليتساءل عن طبيعة هذه الحاجة وما الذى سيحدث إن لم تلب ؟! مشيرا لرأى يذهب إلى أن أغلب القراء يطالعون القصص التى تعزز قناعاتهم ولا تثير أى شكوك فى مدى صحة هذه القناعات.

وأضاف فى طرح بمجلة "نيويورك ريفيو" أن الوسائط الاتصالية الجديدة باتت فى حد ذاتها مشكلة فكاتب مثل جوناثان فرانزن يتهم شبكة الانترنت وتويتر وفيس بوك بأنها تلحق أضرارا بالثقافة الجادة ومتعة الكتاب الورقى.

وقبل ذلك بكثير كان الروائى البريطانى دى.اتش.لورانس قد هاجم بشدة روايات الكاتب الروسى العظيم ليو تولستوى معتبرا أنها "لاأخلاقية وتطفح بالشر والفساد" ولم يتوقف الجدل حول جدوى الكلمة ومعنى الإبداع فيما رأى تيم باركز انه على المستوى الشخصى بات مقتنعا بأن الكتابة هامة شريطة أن تتمتع بمستوى رفيع وإلا فالصمت افضل.

وفي سياق ما يعرف "بعلم اجتماع القراءة" ومتغيرات "مابعد الحداثة" في الغرب هناك إلحاح على ضرورة إلا يقدم الكاتب أو المؤلف نصا مغلقا محملا بالأحكام القاطعة وزاخرا بالنتائج النهائية والتي عادة ما تقوم على وهم أن المؤلف يمتلك اليقين ويعرف الحقيقة المطلقة.

فالكاتب في ظل هذه المتغيرات عليه ان يقدم نصا مفتوحا بمعنى تضمنه لكتابة قد لا تكون واضحة تماما بل يستحسن أن تكون غامضة نوعا ما حتى يتاح للقاريء أن يشارك بفعالية من خلال عملية التأويل في قراءة النص وهو تصور للكتابة قد لا يكون بعيدا عن تصور الكاتب والروائي الإيطالي الراحل ايتالو كالفينو عن ضرورة عدم اكتمال النص لأن العالم ذاته غير مكتمل ويعاني من نقص ما.

وإذا كانت الوسائط الاتصالية تحمل مضامين ثقافية فان هذه الوسائط تتعرض لانتقادات حادة طالت الجانب القيمى..ومن المفارقات الدالة أن تشن اليزابيث ميردوخ الابنة الثانية "لامبراطور الميديا" روبرت ميردوخ هجوما حادا على الشركة الإعلامية الجديدة لوالدها بسبب ما وصفته "بغياب القيم فى عمل هذه الشركة".

و مؤكدة على ضرورة "إعلاء القيم الإنسانية فوق قيم الربحية المادية"-اعتبرت اليزابيث ميردوخ أن "العمل من اجل الربح المادى وحده دون أي غاية أخلاقية هو الطريق للكارثة وافضل وصفة لها" كما أن هذا النهج يهدد الرأسمالية بمعناها الحقيقى والمنشود بقدر ما يهدد الحرية .

أما الكاتبة المصرية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوي صاحبة ال54 كتابا والتي بدأت الكتابة منذ الطفولة وكتبت أول قصة وهي في الثالثة عشرة من عمرها ونالت الكثير من الجوائز العالمية فقالت في مقابلة صحفية أن الجائزة الوحيدة التي تسعدها أن "تستوقفني فتاة شابة في الطريق وتقول لي كتابك غير حياتي".

ونوال السعداوي التي جمعت ما بين الطب والأدب والإبداع تقول :"مهما بلغت الآلام والتضحيات في حياتي فهي لا تساوي لذة الكتابة والإبداع" معتبرة أن "لذة الإبداع تفوق كل متع الدنيا".

ووسط أحاديث ونقاشات عن مأزق الكتابة فى خضم تداعيات ما عرف "بالربيع العربى من منظور التحديات الجمالية وعدم التسرع مع أهمية التقاط الصيرورة فى جوهرها الحقيقى كان الكاتب الصحفى اللبنانى سمير عطا الله قد اعتبر أن الكف عن الكتابة خيانة فى حق مئات الآلاف من الضحايا مضيفا :"نحن نكتب للذين يؤمنون بأن الإنسان حر وله كرامة بشرية وله حياة يحياها ".

وكان هذا الكاتب المتميز في جريدة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن قد استعاد ذكرى الشاعر اللبنانى خليل حاوى الذى لم يطق الحياة أمام مشهد الدبابات الإسرائيلية فى بيروت عام 1982 فأطلق النار على نفسه "وطائر الشعر الجميل".

وقرار الدكتور يوسف زيدان بالتوقف عن كتابة المقالات الصحفية ثم العودة لها يثير أيضا تساؤلات عن عملية الكتابة فى سياق ما تنطوي عليه المتغيرات الحادة فى المنطقة العربية كلها من تحديات ابداعية والطموح المشروع فى التعبير الإبداعي عن نبض اللحظة وملامح المرحلة وإمكانية النفاذ لجوهر التحولات والأشكال والمضامين الجديدة لعلاقة الثقافة بالسياسة.

ويبدو أن تلك المرحلة بمتغيراتها الحادة وتغيراتها المتلاحقة تفرض بالفعل تحديات ابداعية على الكتاب تتطلب عدة ابداعية ومعرفية وأدوات تحليلية اكثر نضجا وموائمة بين شروط الإبداع ومتطلبات المرحلة بل ومتغيرات العلاقة بين الكاتب والقارىء فى المشهد الجديد والواقع المتحول مع التأكيد على أن الإبداع ليس وصفة جاهزة وإنما عملية معقدة لا يجوز اختزالها فى تسجيل الواقع او استنساخه أو إعادة إنتاجه.

وفى كتاب "الرؤية الابداعية" الذى أعده هاسكل بلوك وهيرمان سالينجر مجموعة من المقالات والدراسات والشهادات التى قدمها عدد من أهم مبدعى الإنسانية فى القرن العشرين حول العملية الابداعية التى تقع فى منتصف المسافة بين تجليات علم النفس والنشاط الانسانى فى لحظات من الصعب إخضاعها للمنطق او الدراسة.

وهذا الكتاب ممتع وهام لأن الذين يتحدثون خلال صفحاته هم اهم كتاب القرن العشرين وكل منهم يناقش أدبه أو إنتاج زملائه ..فمارسيل بروست يتكلم عن روايته "الزمن المفقود" وتوماس مان يكتب عن فن الرواية وعن الفنان والمجتمع وجارثيا لوركا يتحدث عن المسرح وجان بول سارتر يكتب عن مسؤولية الكاتب واندريه مالرو يتناول الرواية والفيلم.

ومع أن الكاتب والروائى الأمريكى جوناثان فرانزن يحمل بشدة على الوسائط الاتصالية الجديدة معتبرا انها تضر بالثقافة- فهناك بالتأكيد من يتخذ موقفا ايجابيا حيال مستحدثات ثورة المعلومات مثل الانترنت وتويتر ويوتيوب "التى قضت على الصمت".

ومن الأسئلة التي قد تفرض نفسها على الكاتب: هل تريد أن تعيش منعزلا أم تكون من رواية العالم الكبرى ..أليست قيمة الفنان أو جزء من قيمته أن مشاعره لا تتوقف عند حدوده فكيف يمكن للكاتب أن يغيب نفسه عن رواية العالم الكبرى؟ .

وقد يكون الجواب الذي يقدمه الكاتب أن "واجبنا أن نعمل ما فى وسعنا ليستمر القارىء فى القراءة ونتيح له الدخول إلى عالم يتملكه ويجد فيه تعبيرا عن تساؤلاته وأشواقه " فالأمر أقرب "لعقد بين الكاتب والقارىء".

لكن الشاعر محمد آدم المنتمي لما يعرف في مصر "بجيل السبعينيات" قد يكلف نفسه ما لا تطيق عندما يقول :"إذا استطعت أن أحدث نقلة نوعية في كتابة النص الشعري الذي ينطلق من ثقافته ومن موروثه ويزلزل الأرض الراكدة أرض الكتابة الميتة أكون قد أنجزت شيئا بالفعل وهو أنني زحزحت طريقة الكتابة العربية خطوة إلى الأمام" موضحا أن التغيير في شرط الكتابة يعني "أنك تزلزل وتهدم عقلا مسكونا بالثبات والجمود في طريقة الأداء والرؤية لأكثر من ألف سنة"!.

على أي حال هناك شعراء تبنوا أفكارا شبيهة قبل محمد آدم ومنهم الشاعر الشهير نزار قباني الذي قال عنه الناقد الراحل رجاء النقاش :"كانت لديه فكرة هي أن يكون شعره بمثابة صدمة محركة للمجتمع العربي فقد كان يحس بأن المجتمع العربي أصبح عليه أن ينفض غبار الأيام والسنين عنه وأن يخرج إلى عصر جديد يستطيع أن يواجه فيه الحضارة الحديثة المتقدمة".

كانت وسيلة الشاعر الراحل نزار قباني لتحقيق الصدمة في مجتمعه هي قصائده وكان الشعر عند نزار قباني عصيان وغضب وبركان وزلزال وقد قالها صراحة :"ما هو الشعر إذا لم يعلن العصيان؟..وما هو الشعر إذا لم يحدث الزلزال في الزمان والمكان"؟!.

انه نزار قباني ابن الربيع الذي ولد في الحادي والعشرين من مارس عام 1923 بدمشق وقضي يوم الثلاثين من ابريل عام 1998 وقال ضمن أشعاره المتمردة:"أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة والكتب القديمة..انعي لكم كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة" فيما رأى السر في مأساتنا أن "صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا أطول من قاماتنا" وخلاصة القضية عنده توجز في عبارة "لقد لبسنا قشرة الحضارة ومازالت الروح جاهلية".

وربما ظلم نزار قباني عندما وضع في خانة شعراء الغزل المخملي وهو في الحقيقة كان يسعى عبر الشعر لتحقيق صدمة تهز المجتمع العربي وتنهض بالإنسان العربي حتى يسترد إرادته الحرة وهتف من الأعماق الشاعرة :"نريد جيلا قادما مختلف الملامح..لا يغفر الأخطاء لا يسامح..لا ينحني لا يعرف النفاق"..كان يريد جيلا غاضبا في "زمن يسبح ضد الشعر..وضد الحب..وضد الوردة واللون الأخضر".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق