بوروندى تمانع دخول قوة بوليس دولى لمجابهة العنف على أراضيها

رفضت بوروندى استقبال قوة بوليس دولى للمساهمة فى حفظ الأمن ومجابهة اعمال العنف التى تشهدها البلاد منذ ابريل 2015 و اسفرت حتى الان عن سقوط اكثر من 400 قتيل ، و كان مجلس الأمن الدولى قد قرر الشهر الماضى ارسال 288 من قوات البوليس الدولى الى بوروندى لكن بوروندى تحفظت على القرار و بدأت مفاوضة مع مجلس الأمن بغية تعديله ، و تقترح بوروندى عددا لا يزيد عن 50 كقوة بوليس دولى للعمل على اراضيها بشرط الا تكون تلك القوة " مسلحة " و اعتبرت ان قدوم قوات اكبر مزودة بالاسلحة لمواجهة اعمال العنف بمثابة افتئات على سيادة بوروندى على اراضيها .. وقد اشارت تقارير مجلس الامن الدولى بعين القلق على تصاعد العنف فى بوروندى و ما اسفر عنه ذلك من نزوح 200 الف بوروندى عن ديارهم منذ اعلان رئيس بوروندى بيير نكونزيزا السعى لولاية رئاسية ثالثة و فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى شهدتها البلاد فى يوليو 2015 .

و يتهم الاتحاد الافريقى بوروندى بعرقلة عمل بعثات المراقبة الدولية و الانسانية فى البلاد ، فمن أصل 200 مراقب قرر الاتحاد الافريقى إيفادهم إلى العاصمة البوروندية بوجيمبورا هذا العام لم يتم السماح فقط سوى لخمسين مراقب بالقيام بعملهم .

وفى يناير الماضى تراجع الاتحاد الافريقى عن ايفاد قوات حفظ سلام قوامها 5000 فرد الى بوروندى بسبب معارضة رئيسها بشدة لهذا الامر مما اضطر الاتحاد الافريقى الى رفع الأمر الى مجلس الأمن الدولى خشية اندلاع اقتتال عرقى جديد فى بوروندى على غرار ما شهدته البلاد فى تسعنيات القرن الماضى من مذابح جماعية ، لكن المراقبون يسبعدون عودة مشاهد القتال بين عرقيتى الهوتو و التوتسى فى بوروندى فى الوقت الراهن بالنظر على كون معارضى رئيس بوروندى حاليا من المنتمين الى عرقيات متعددة و ليس الى عرقية واحدة فى مواجهته ، و تجدر الاشارة الى ان رئيس بوروندى الحالى كان هو القائد السابق لقوات عرقية الهوتو المتمردة على سيطرة ابناء عرقية التوتسى فى بوروندى على مقاليد الحكم و السلطة فى البلاد وقد تولى السلطة فى العام 2005 كجزء من اتفاق سلام رعته الأمم المتحدة أبرم بعد صراع طويل مع الجيش البوروندى الذى ينتمى على مستوى القيادة و التشكيلات الى ابناء عرقية التوتسى .