صحيفة إسرائيلية:«هل وقف الحرب في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل؟»
الأحد، 11 سبتمبر 2016 04:02 م
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية روسية أمس الأول الجمعة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا يأتي كأخبار جيدة للمجتمع الدولي، ولإسرائيل، وفوق ذلك كله للشعب السوري، ومع ذلك فإنه من السابق لأوانه الاحتفال بانتهاء الحرب الدموية التي تسببت في مقتل 400 ألف شخص وتسببت في إصابة أكثر من مليون آخرين وحولت أكثر من 10 ملايين شخص إلى لاجئين.
وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه اتفاق معقد ولا تزال بعض تفاصيله طي الكتمان.. وأنه سيتم الحكم على الاتفاق من نتائجه، وإذا ما أحدث أي تغيير بالكلية.
ووفقا للاتفاق فإن الولايات المتحدة وروسيا ستستمران في قصف الجهاديين – جبهة النصرة التي غيرت إسمها مؤخرا وتنظيم داعش بالتحديد.. ولهذه الغاية ستنشئ الولايات المتحدة وروسيا مركز قيادة مشترك والذي سينسق العمليات العسكرية الجوية، وأيضا العمليات البرية المرجحة، وتحديدا تلك التي بقيادة القوات الخاصة، بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وينص الاتفاق أيضا على أن الدولتين ستعملان على تنسيق الجهود الرامية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تشتعل فيها المعارك، من بينها حلب التي تعرضت لأكثر الضربات عنفا.. كما أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد أيضا ملزمة بتنفيذ الاتفاق، حيث يتضمن الشق الخاص بهم من الاتفاق الامتناع عن تنفيذ الهجمات الجماعات الأخرى – المعارضة الأكثر اعتدالا- ومع ذلك، فإنه كما يخشى الأسد، أن تلك الجماعات المتمردة ليست أقل عدائية من داعش والنصرة.
وتابعت الصحيفة أنه ليس من الواضح أيضا ما تم الاتفاق عليه بشأن القوات التركية، والتي لا تزال تحافظ على تواجدها داخل الأراضي السورية وتستمر في مهاجمة القوات الكردية.. والذي هم أيضا بدورهم – الأكراد – حلفاء للولايات المتحدة والمعارضة المعتدلة.
وأضافت الصحيفة أنه بشكل مختصر فإن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه – أو على الأقل تم إعلانه - لا يضمن أن يجلب الهدوء إلى تلك الفوضى في سوريا على الرغم من التحفظات، فإن الاتفاق يقدم بعض الأمل بشأن تقليل إراقة الدماء وخفض التفجيرات.
وذكرت الصحيفة أنه إذا أثمر الاتفاق، أو جزء منه، فإن ذلك سيسعد إسرائيل أيضا.. حيث أنه يتمركز بالقرب من حدود إسرائيل عند هضبة الجولان – المحتلة منذ عام 1967- منظمتان جهاديتان إحداهما شهداء اليرموك، والثانية هي جبهة النصرة، وبالإضافة لهما يوجد العديد من المتمردين الذين يعملون شمال مرتفعات الجولان .. وأنهم في المجمل من مسلحي القرى والذين هم إما معارضين أو مؤيدين لنظام الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تعلمت كيف تحافظ على الهدوء النسبي على الحدود عبر العديد من الإجراءات، والتي من بينها بناء الجدران العازلة ورسائل التهديد والهجمات العسكرية.
وأضافت الصحيفة أنه في حال تنفيذ الاتفاق فإنه سيتم ازالة الجهاديين من الحدود مع اسرائيل في الجولان، وستزيد قوات الأسد من نفوذها وسيطرتها جنبا إلى جنب مع المجموعات التي تريح إسرائيل.. وستزيد فرصة الحفاظ على الهدوء بشكل أكثر.. ومع ذلك، فإنه حتى هذه المرحلة، يجب أن نكون متشككين من نجاح هذا الاتفاق فعلا.