قوات الحكومة الموازية بقيادة حفتر تهاجم المنطقة النفطية في شرق ليبيا
الإثنين، 12 سبتمبر 2016 07:56 ص
شنت القوات الموالية للحكومة الموازية في ليبيا الاحد هجوما مباغتا على منطقة الهلال النفطي التي تتبع سلطة الحكومة المعترف بها دوليا، واعلنت سيطرتها على ميناءين رئيسيين، في تطور من شأنه ان يزيد من تعقيد النزاع الليبي.
وأكد قيادي عسكري يقاتل في قوات حرس المنشآت النفطية التي تتولى حماية المنطقة النفطية لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا "سيطرة قوات (الفرق اول خليفة) حفتر على (ميناءي) السدرة وراس لانوف".
وقال العقيد احمد المسماري، المتحدث باسم قوات الحكومة الموازية التي يقودها الفريق اول خليفة حفتر، "سيطرنا على بلدة راس لانوف بالكامل، الميناء والمدينة، كما سيطرنا على ميناء السدرة بالكامل ايضا، وقد غنمت قواتنا اسلحة وذخائر".
واضاف لوكالة فرانس برس "ما زالت الاشتباكات مستمرة في (ميناء) الزويتينة ومداخل اجدابيا" على بعد نحو 190 كلم غرب مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس).
وقالت وكالة أنباء "وال" القريبة من الحكومة الموازية ان حفتر اطلق على الهجوم المباغت اسم "البرق الخاطف". ونقلت عنه قوله لقواته قبيل بدء العملية العسكرية "الآن دقت ساعة الصفر، فتقدموا تقدم الذئاب واقتحموا اقتحام الأسود".
وأكد قيادي عسكري من حرس المنشآت على الارض لفرانس برس "سيطرة قوات حفتر على السدرة وراس لانوف".
في المقابل، قال المتحدث باسم جهاز حرس المنشآت النفطية علي الحاسي "شنت قوات تابعة لحفتر عند الساعة السابعة صباح اليوم (05,00 ت غ) (...) هجوما على موانئ الزويتينة وراس لانوف والسدرة استخدمت فيها الطيران والاسلحة الرشاشة".
واضاف "الاشتباكات مستمرة (...) لدينا قتلى وجرحى في صفوفنا، لكننا لم نحص اعدادها بعد".
وهذه اول اشتباكات بين قوات الحكومة الموازية والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني منذ وصول الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي الى طرابلس نهاية مارس الماضي.
ويحظى الهجوم بغطاء سياسي من قبل الحكومة الموازية في شرق ليبيا.
وقال حاتم العريبي المتحدث باسم هذه الحكومة لفرانس برس "بكل تأكيد الحكومة تبارك تحركات القوات المسلحة لاسترجاع السيطرة على منطقة الهلال النفطي بالكامل، فهذا هو دور الجيش والشرطة للحفاظ علي مقدرات الدولة".
واضاف ان الحكومة الموازية المدعومة من البرلمان المنتخب في شرق البلاد "تدعو (...) جميع ابناء منطقة الهلال النفطي ممن كانوا في جهاز حرس المنشآت النفطية الى الانضمام للجيش او الرجوع الى منازلهم".
- صراع أكبر وضربة قاضية -
تقع منطقة الهلال النفطي في شمال شرق ليبيا بين مدينتي بنغازي وسرت (450 كلم شرق طرابلس) حيث تخوض القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا، منذ اربعة اشهر معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي حال تمكنت قوات حفتر من السيطرة بشكل كامل على المنطقة النفطية، فستحرم حكومة الوفاق الوطني من أهم مواردها المالية، في وقت كانت هذه الحكومة تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية.
وقد تؤدي مهاجمة قوات الحكومة الموازية للمنطقة النفطية الى تأجيج الصراع بينها وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تقاتل الجهاديين في سرت وباتت قاب قوسين او ادنى من استعادة السيطرة على كامل المدينة.
وعبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع "تويتر" عن قلقه من الهجوم.
وقال انه "قلق جدا من التقارير حول اشتباكات في منطقة الهلال النفطي. هذا الامر سيؤدي الى مزيد من الانقسام والحد من تصدير النفط. النفط لليبيين جميعا".
واضاف "الخلاف يمكن ان يحل فقط عبر الحوار وليس القتال. أحض جميع الأطراف على الجلوس معاً. ليبيا موحدة بحاجة لجيش موحد".
وفي آب/أغسطس، أعلن حرس المنشآت النفطية في ليبيا اعادة افتتاح قريبة لميناءي السدرة وراس لانوف اللذين تبلغ طاقتهما التصديرية نحو 600 الف برميل في اليوم. الا ان قوات الحكومة غير المعترف بها التي تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق مقرا هددت بقصف السفن التي قد تتجه الى الموانئ الليبية لتصدير النفط لصالح حكومة الوفاق.
ومنذ انتفاضة العام 2011 والاطاحة بنظام معمر القذافي، يعيش قطاع النفط في ليبيا تراجعا مستمرا حيث انخفضت معدلات الانتاج اليومي من نحو مليون و600 الف برميل يوميا الى نحو 200 الف برميل، لتصبح ليبيا، اغنى دول افريقيا بالنفط بنحو 48 مليار برميل، اقل دول منظمة "اوبك" انتاجا في العام 2015، بحسب موقع المنظمة.
وتعصف بهذا البلد الشمال افريقي الذي يسكنه نحو ستة ملايين نسمة فقط ازمات سياسية ونزاعات عسكرية عنوانها الصراع على السلطة، الى جانب التهديدات الجهادية، تسببت بوقف الانتاج في العديد من الحقول وباغلاق موانئ التصدير على فترات متقطعة وبانقسام المؤسسة التي تدير القطاع الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد الليبي.
واغلقت موانىء التصدير في المنطقة النفطية في مراحل عدة منذ 2011، كان آخرها في بداية العام الحالي اثر تعرضها لهجمات من تنظيم الدولة الاسلامية تمكن حرس المنشآت من صدها.
وتصدر ليبيا حاليا كميات بسيطة من النفط من عدد محدود من موانئها، بينها البريقة وطبرق في الشرق.