شرم الشيخ تستعد لاستقبال البرلمان الإفريقى في أكتوبرالمقبل.. مصر تحتفل بمرور 150 ام على تأسيس الحياة النيابية.. رئيس مدينة شرم: المدينة جاهزة لاستقبال أي حدث عالمي.. الاحتفال يقلل من التوغل الإسرائيلي
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 12:45 م
تستعد مدينة السلام والجمال شرم الشيخ، في العاشر من الشهر المقبل، لاستقبال البرلمان الإفريقى من 10 إلى 21 أكتوبر القادم، وستستضيف شرم الشيخ الجلسة الثالثة للدورة التشريعية الرابعة للبرلمان؛ تضامنا مع احتفال مصر بمرور 150 عامًا على تأسيس الحياة النيابية في البلاد، وتستعد المدينة جيدا من الناحية الأمنية والنظافة والتجميل وكافة الاستعدادت التي تليق بمكانة شرم الشيخ كمدينة عالمية.
وقال اللواء محمود السولية، رئيس مدينة شرم الشيخ، لـ«صوت الأمة» إن المدينة جاهزة تمامًا لاستقبال أى حدث عالمي، مهما كان حجمه، ومهما كانت المدة المتبقية، مؤكدًا أنهم مستعدون بكافة الأجهزة المعنية لاستقبال هذا الحدث، وشرم الشيخ في أبهى صورها، ومستعدون منذ شهر تقريبًا لهذا الحدث، ولدينا تعليمات مشددة من محافظ جنوب سيناء، بالاستعداد الجيد والظهور بالمظهر المشرف كعادتنا، والمدينة جاهزة من الآن قبل الحدث بشهر تقريبا ومنتظرين هذا الحدث الإفريقى بفارغ الصبر.
مصر تستعيد مكانتها بزعامة القارة الافريقية
استضافة مصر لجلسات البرلمان الإفريقي، ستعيد مصر إلى مكانتها التي كانت تحتلها في القارة خلال حقبة حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وهي ليست مجرد مراسم بروتوكولية عادية، ولكنها ذات أبعاد استراتيجية على جميع الصعد، سياسية واقتصادية ودينية، خاصة وأن الاحتفالية المصرية سيحضرها العديد من رؤساء البرلمان العربية والأجنبية والأفريقية بطبيعة الحال.
مكاسب متوقعة
أما المكاسب المتوقعة على الصعيد الإفريقي، فقد تجلت أولها في مطالبة رئيس البرلمان الإفريقي روجيه كوندون وعدد من أعضائه للسلطات المصرية خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة بتخصيص قاعة لجلسات برلمانه داخل حرم مجلس النواب المصري، وفي حال حدوث ذلك تكون مصر هي المقر الرسمي للعديد من المنظمات العربية والإقليمية، مما يزيد من ثقلها السياسي، وأوراق الضغط التي تملكها، كما تعد مطالبات رئيس البرلمان الإفريقي وعدد من نوابه باستضافة مصر لمقر البرلمان، اعترافًا صريحًا من "كوندون" بأن مصر أكثر الدول الأفريقية أمنًا، وخاصة بعد الحادث الأخير الذي تعرض إليه بعض نواب البرلمان الإفريقي في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرج، والتي تعد دولة المقر الحالي للبرلمان الإفريقي، حيث تعرضت نائبة من السنغال لحادث سرقة وإطلاق نار نقلت على إثره إلى المستشفى، هي وعدد آخر من النائبات خلال مشاركتهن في جلسات البرلمان هناك، لتضاف إلى سجل الحوادث العديدة التي أصيب بها أعضاؤه منذ عام 2012.
وستكون لاستضافة مصر جلسات البرلمان الإفريقي في مدينة شرم الشيخ تحديدًا، وتمكنها من توفير الأمن اللازم لإنجاحها، تبعات مباشرة على عودة السياحة مرة أخرى إلى البلاد وتنشيطها، على الصعيدين الإفريقي والدولي، ليكون نوع من الدعاية المجانية لقطاع السياحة، حيث سيكون الإنفاق على استضافة البرلمان الإفريقي، لتعود المكاسب على قطاعات عدة، وفي مقدمتها السياحة طبعًا، بنفس التكلفة.
البعد السياسى من هذا البرلمان
أما عن البعد السياسي الأهم والذي يكمن في الحيلولة دون ازدياد التغلغل الإسرائيلي الصهيوني في القارة السمراء، وخاصة أثيوبيا وما له من مآلات على حصص مصر من مياة نهر النيل، وبالتالي الوصول إلى تسوية مرضية مع جميع دول المنبع، في عدم تأثر حصة مصر من المياه، عبر تكوين تكتلات قارية قوية تكون حائلًا دون انفراد أثيوبيا بالقرار فيما يخص سد النهضة.
البعد الاقتصادى
أما عن البعد الاقتصادي، فقد كان للمستشار السياسي لرئيس البرلمان الإفريقي وعضو مجلس النواب المصري مصطفى الجندي، مطالبات بإقامة معرض كبير للمنتجات والسلع المصرية على هامش إجتماعات البرلمان الإفريقي في شرم الشيخ، لتكون فرصة مناسبة لزيادة التبادل التجاري مع دول إفريقيا، والتي تعد سوقًا واعدًا، بحسب العديد من الباحثين والمتخصصين في قطاعي الاقتصاد والإستثمار.
الدور المصري فى افريقيا
تغلغل الدور المصري في إفريقيا مرة أخرى عبر السياسة، المتمثلة في استضافتها لجلسات البرلمان الأفريقي، ومقره مستقبلًا، يضيف إلى القوى الأخرى التي تمتلك مصر في القارة السمراء، وفي مقدمتها القوة الناعمة، والتي يمثلها منذ نحو 1044 عامًا، الأزهر الشريف ببعثاته التعليمية التي يوفدها إلى دول القارة لنشر تعاليم الإسلام، ناهيك عن دور وزارة الصحة والتي ترسل العديد من القوافل الطبية لعلاج المرضى الفقراء منهم في معظم الدول الأفريقية.