جنون الأسعار يطفىء فرحة الغلابة بالعيد.. ارتفاع ملحوظ فى أسواق اللحوم والكيلو يسجل 100 جنيه.. الملابس والأحذية تقضى على رواتب أولياء الأمور.. ومواطنون: «مش عارفين نعيش»

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016 01:42 م
جنون الأسعار يطفىء فرحة الغلابة بالعيد.. ارتفاع ملحوظ فى أسواق اللحوم والكيلو يسجل 100 جنيه.. الملابس والأحذية تقضى على رواتب أولياء الأمور.. ومواطنون: «مش عارفين نعيش»
هشام صلاح

تردد الأسر في مصر، وهم يواجهون تكاليف عيد الأضحى، المقولة الشهيرة في السينما المصرية «راحت فلوسك يا صابر».. تلك الجملة الشهيرة التي رددها الفنان فريد شوقي، للفنان أحمد رمزي في فيلم «الأبطال»، حيث كان لـ«فريد» أموال عند بعض الأشرار ويسعي جاهدًا لاستعادتها، بينما كان بين رمزي ونفس الأشرار ثأر قديم لأنهم قتلوا أسرته بالكامل أمام عينيه وهو طفل، وكان كلما ضيق فريد الخناق على أحد الأشرار وكاد أن يسترد منه أمواله يسبقه رمزي ويقتله فيصيح فريد بـ: «راحت فلوسك يا صابر».

فعند طبع عملة من فئة الـ200 جنيه لأول مرة في عام 2007، تساءل الناس: هل نحتاج فعلا لهذه العملة كبيرة القيمة؟، ولكن في 2016 بدا واضحا أن العملة المصرية الأعلى قيمة انخفضت أهميتها وأصبح إنفاقها أكثر سهولة، ومع قدوم العيد وزيادة معدلات استهلاك المصريين، اتضح بشكل أكبر انخفاض أهمية الـ200 جنيه، حيث أصبحت بالكاد تكفى لسداد بند واحد من بنود إنفاق الأسر المصرية في عيد الأضحى، اللحمة أو الخضار أو الأرز أو الملبس أو الأحذية أو الكعك أو العيدية أو التنزه.

بات «أكل اللحمة» حلما مستعصيا على الفقير بعد أن وصل سعرها إلى 100 جنيه للكيلو الواحد؛ مما جعلها في غير متناول محدودي، فضلًا عن طمع تجار الأضاحي كعادة كل عام وغياب الرقابة على الأسواق.

وارتفعت أسعار اللحوم البلدية في العيد بنسبة 25%، ليصل سعر كيلو اللحوم البلدية إلى 90 جنيها بارتفاع 10 جنيهات، وتخطت حاجز الـ100 جنيه في بعض الأحياء الراقية.

وعن أسعار اللحوم البلدية الحية، وصل سعر كيلو اللحم الجاموسي للعجل «الذكر» 34 جنيها، وسعر كيلو اللحم الجاموسى للأنثى إلى 28 جنيها، بينما وصل سعر كيلو لحم العجل البقرى «الذكر» إلى 35 جنيها، ويتراوح سعر كيلو لحم الخراف القائم ما بين 35 و38 جنيها، أما عن سعر أضحية الخروف كاملًا كان المعدل ما بين 1500 حتى 3000 جنيه، وأسعار العجول تراوحت بين 7000 حتى12000 جنيه.

أما أسواق «فاكهة» اللحوم بالمذابح فشهدت إقبالًا كبيرًا من محدود الدخل، الذي هرب من جشع الجزارين إلى سوق «الحتت» الفشة والكرشة والممبار، رغم أن أسعارها زادت عن العام الماضي، فارتفعت أسعار كيلو لحمة الرأس إلى 30 جنيها، وكذلك الممبار الضانى بـ25 جنيها للكيلو، والكرشة بـ 10 جنيهات، والكوارع العجالى يباع بـ80 جنيها للزوج، ولحم البتلو بـ50 جنيها، والعكاوى يباع بـ80 جنيها بعد أن كان يباع بـ 35 جنيها، والفشة بـ25 جنيها بدلًا من 15 جنيها للكيلو، والكبدة والقلب والكلاوى بـ75 جنيها بدلًا من 35 جنيها، ورأس العجل البقرى الكبير يباع بنحو 250 جنيها، والرأس الصغير بـ50 جنيها.

«اللحمة مولعة» هكذا قالت سيدة، رفضت ذكر اسمها، مضيفة أنها خصصت 300 جنيه لشراء 3 كيلوجرامات من اللحم لأفراد أسرتها الخمسة، وأنها غير راضية عن الأسعار الحالية المرتفعة مقارنة بدخل أسرتها.

أما لؤى يسرى فقال: «إحنا من قرية وعلشان كدة بناكل لحمة رأس»، حيث أكد أن أسعار فاكهة اللحوم فى متناول محدودي الدخل، فكيلو لحمة الرأس يقدر بنحو 30 جنيها للكيلو بالمقارنة بكيلو اللحم الذى يصل إلى 90 جنيه.

وأضاف لؤى، أن والدته غير راضية عن ارتفاع الأسعار هذا العام، خاصة أن عائلته بأكملها تجتمع لإعداد ما يزيد عن 10 كيلوجرامات من اللحم، «وهذا يكلفهم الكثير، إلا أن الاعتماد على الكرشة ولحمة الراس والكوارع يسد العجز»، حسب قوله.

• الـ «200» الثانية.. أرز ومكرونة

شهدت أسعار السمن والزيت والأرز والمكرونة والسكر ارتفاع ملحوظ خلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يباع كيلو السكر للمستهلك بـ5 و5.50 بدلا من 4.5 جنيه للكيلو الواحد بزيادة قدرها جنيه واحد.

كما ارتفعت أسعار السمن بكافة أنواعها لـ90 جنيهًا للكرتونة مقابل 83 جنيهًا، والتي تحتوى على أربع علب سمنة، وتباع للمستهلك بـ24 جنيهًا مقابل 21 و22 جنيهًا بزيادة قدرها جنيهان.

كما ارتفعت أسعار المكرونة بنسبة 15% حيث بلغ سعر الكرتونة التي تحتوى على 20 عبوة لـ45 جنيهًا بدلا من 39 جنيهًا عما كانت أسعارها من قبل، وتباع للمستهلك بـ2.75 قرشًا بدلا من 2.25 قرشًا، كما استقرت أسعار الأرز على أسعارها عند 4.5 جنيها للجملة، وللمستهلك يباع بـ5.50 أو 6 جنيهات للكيلو.

وقال أحمد فتحي، أنه خصص 400 جنيه لشراء أرز ومكرونة وثمن لأبنائها الأربعة، حيث أكدت أن أسعار السلع الغذائية شديدة الارتفاع، وقالت إن أسعار الأرز مرتفعة بشكل كبير خاصة أنه يحتاج إلى لحم وملابس لأطفاله.

أما حسن النجار، فقد خصص نحو 300 جنيه لشراء زيت وسكر وأرز، حيث خصص لكل منهم 100 جنيه فقط، نتيجة عدم كفاية راتبه لتغطية احتياجاته.

ارتفعت أسعار الخضراوات والفاكهة بنسبة تتراوح بين 20 و25%، حيث وصل سعر كيلو الطماطم 5 جنيهات، فيما تراوح سعر كيلو الخيار بين 4 و5 جنيهات، وارتفع الباذنجان إلى 4 جنيهات، كما وصل سعر كيلو الكوسة إلى 5 جنيهات.

وقالت فتاة، رفضت ذكر اسمها، إنها تخصص ما بين 200 إلي 300 جنيه للذهاب إلى سوق الخضار والفاكهة، حيث تفضل تناول الغداء مع أسرتها على مائدة العيد.

لا يكتمل احتفال المصريين بعيد الأضحى دون شراء ملابس جديدة، ما يدفع أولياء الأمور لأن يخصصوا مبلغا من المال لشراء ملابس العيد، يراعون فيه ارتفاع الأسعار.

ووفقا لجولة في أسواق ملابس الأطفال، فإن سعر القطعة الواحدة يتراوح بين 30 جنيها وحتى 150 جنيها، وبين 40 جنيها وحتى 300 جنيه لملابس الرجال، وبين 30 جنيها وحتى 250 جنيها لملابس السيدات.

«زوجتي اشترت ملابس العيد بالفعل لأبنائي بنحو 1500 جنيه من منطقة الهرم» كما قال أسامة أحمد، أب لخمسة أطفال، مشيرا إلى ضيقه من ارتفاع أسعار ملابس الأطفال.

وقال رجل آخر، رفض ذكر اسمه، إنه قام بشراء ملابس العيد بنحو 600 جنيه لابنيه وابنته، فحسب قوله، وجد الأسعار شديدة الغلاء عليه، ما دفعه لزيادة ما خصصه بنحو 200 جنيه لكي يتمكن من إسعاد أولاده بأطقم كاملة، حسب قوله.

أما صبري عبد العظيم، فقد خصص نحو 800 جنيه لشراء الملابس لأطفاله الأربعة، حيث خصص لكل منهم 200 جنيه فقط، وبالرغم من أن الملابس أسعارها مرتفعة عن الحد الذي خصصه.

كما شهدت أسعار الأحذية زيادة في أسعار البيع للمستهلك مع عيد الأضحى، لتسجل مستوى قياسيًّا بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وسط حالة من الرواج النسبي تسيطر على السوق لارتفاع معدل الشراء من جانب المواطنين لقضاء إجازة العيد بالإضافة إلى حفلات الزفاف التي تقام في مثل هذه المناسبات.

كما ارتفعت أسعار الأحذية سواء المستوردة أو المصنعة محليًّا لتتراوح سعر بيعها بين 200 إلى 400 جنيه للرجالي "حسب الخامة"، والأطفال من 100 جنيه إلى 200 جنيه، بينما سجلت الأحذية الحريمي ما بين 150 و350 جنيهًا.

وقالت موظفة المترو، رفضت ذكر اسمها، أنها خصصت 600 جنيه لشراء أحذية لأبنائها الثلاثة، حيث أكدت أن أسعار الأحذية شديدة الارتفاع عليها، وقالت إن أسعار ملابس الفتيات مرتفعة بشكل كبير خاصة أنها تحتاج إلى عباءة وشطنه وحجابا لكل فتاة.

«اشتريت حذاء لأبنى بـ150 جنيه» كما قال أحمد محمد، مضيفا أن مبلغ 150 جنيه لطفلين فقط يعتبر كبيرا، خاصة أنه اشترى الملابس من منطقة وسط البلد الشعبية.

تتبارى محلات الحلويات فى سباق الدعاية لإنتاجها من الكعك، هذه القطع المصنوعة من الدقيق والسمن، التى عرفتها مصر منذ عهد الفراعنة، حتى عهدنا هذا، إلا أن أسعاره قد ارتفعت هذا العام بشكل ملفت، الأمر الذى يزيد عبء مصروفات المصريين خلال فترة العيد.

«أخصص نحو 200 جنيه لشراء الكعك خلال العيد».. بهذه الكلمات استهل إبراهيم عبد الصبورحديثة، مشيرا إلى أنه لم يقم بشرائه حتى الآن، لكنه يعلم أن أسعاره ارتفعت بشكل كبير هذا العام، فحسب قوله، تصل أسعار الكعك في بعض المناطق إلى 90 جنيها للكيلو، وفى بعض محلات القاهرة الكبرى، فسعر كيلو الكعك يتراوح بين 30 جنيها إلى 100 جنيه، وفقا لعبد الصبور، الذي قرر شراء 3 كيلوجرامات من الكعك والحلوى مثل البسكويت والغريبة.

أما بائعة الخضار رفضت ذكر أسمها، فأكدت أنها خصصت 150 جنيها لشراء الكعك، ما يكفى لشراء ما بين كيلو جرامين لـ3 كيلوجرامات، وهى كمية مناسبة لأسرتها المكونة من أربعة أفراد.

على الجانب الآخر، يقول بهجت محمد، أحد خبازون الكعك في فرن بمنطقة الهرم، إن السبب الرئيسي فى زيادة الأسعار نتيجتها ارتفاع مكونات الكعك من السمن والزبد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والماء، ما رفع أسعار المنتجات بنحو 6 جنيهات تقريبا.

«العيديه» مصدر سعادة الأطفال والمراهقين في العيد، ولكنها في المقابل تمثل عبئا على الأسر، ولكن العادة «العبء» صمدت أمام كثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المصريون في السنوات الماضية.

«أخصص للعيديات نحو 300 جنيه» كما قال محمد إسماعيل، الجد المهتم بإسعاد أحفاده، حيث أكد أنها عادة إسلامية جميلة، تزيد الود والسعادة بين الأسر، مضيفا أنه لا يعطى عيديه أقل من 50 جنيها لمن هم أكبر من 17 سنة، وينخفض المبلغ للأطفال.

يحيى أدهم، مهندس زراعي، قال إنه سيخصص ما بين 5 و10 جنيهات لكل طفل، و20 جنيها للشاب، بإجمالي 40 جنيها لأبنائه، وهذا نتيجة انخفاض دخله هذا العام، هذا بالإضافة إلى عيديات أطفال العائلة، «لابد من إعطاء الأطفال عيدية لكى يعلموا بأن يوم العيد مختلف عن باقى الأيام».

«العيدية هى الحاجة الوحيدة اللى بتحسسنا إننا لسه صغيرين ما كبرناش» كما قال عبد الرحمن عبدا لجواد، الذي يخصص 300 جنيه للعيديات، يدفعها لـ 16 طفلا من أبناء العائلة.

أما محمد كرم فيخصص نحو 500 جنيه للعيديه «وتكون فلوس ورقها جديد» لكى يتأكد من سعادة أولاده وأقاربه، حيث أكد أنه يعطى العيدية لجميع من يجده من الأطفال فى العائلة.

مظاهر الاحتفال بالعيد فى مصر لا تكتمل إلا بالخروج من المنزل، فالمنتزهات والقوارب النيلية والمراكز التجارية تزدحم بشدة خلال فترة العيد.

وتتراوح أسعار تذكرة صالات السينما وفقا لموقعها وجودة الصورة، حيث تبدأ من 20 حتى 30 جنيها بمنطقة وسط البلد، وترتفع إلى ما بين 30 و45 جنيها فى المراكز التجارية بأكتوبر ومدينة نصر، وتتراوح بين 55 و75 جنيها للصالات ذات التجهيزات الخاصة.

كما تتراوح أسعار التنزه فى القوارب النيلية الكبيرة بين 5 و10 جنيهات للفرد، أما فى حالة تأجير قارب صغير بشكل فردى، فتبلغ تكلفته نحو 150 جنيها للساعة الواحدة.

«أنا باعمل حسابى على 100 جنيه تقريبا علشان الخروجة»، كما قال إيهاب أشرف، أحد الشباب الذين يفضلون الذهاب لمنطقة وسط البلد للجلوس فى المقاهى وتناول الغداء ومشاهدة أحد أفلام السينما.

ويخصص عبد العليم عبد الرازق ما يتراوح بين 200 و300 جنيه للذهاب مع أسرته إلى النادى، لقضاء وقت ممتع فى منطقة هادئة وبعيدة عن زحام شوارع القاهرة.

ويخصص حسن على نحو 300 جنيه للتنزه بالحدائق طوال أيام العيد الثلاثة، لكى يتمتع بالأجواء ذات الطبيعة الخضراء وتناول وجبة الغداء فى أحد المطاعم، وكى يتمكن أطفاله من اللعب بأمان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة