«الرصاص vs الفكر».. مناظرة تتسبب في اغتيال «فرج فودة».. الدعوة للمقاومة تنهي حياة «غسان الكنفاني».. ورحيل «شكري بلعيد» يملأ تونس غضبًا.. والأردني «ناهض حتر» آخر الضحايا
الأحد، 25 سبتمبر 2016 12:24 م
يمتلئ التاريخ العربي بقائمة اغتيالات طويلة، ليس للرؤساء والمسئولين السياسيين فحسب، بل للمثقفين أيضًا، فالأصوليين ومؤيدي التيارات الإسلامية يكمن بداخلهم عداء شديد لكل المثقفين، خاصة المستنيرين منهم، ولطالما كانت تهمة المثقفين الملتصقة بجانب أسمائهم هي «الكفر»، نفّذ كثير من المنتمين للتيارات الإسلامية عمليات اغتيال بحق المثقفين، والذي كان آخرهم اليوم، ناهض حتر، في عمان، بعد إطلاق 3 رصاصات على رأسه، بعد تهم وجهت له بالإساءة للذات الإلهية.
«فرج فودة»
لم تكن العلاقة بين الكاتب العلماني الكبير فرج فودة، وبين أعضاء الجماعة الإسلامية، هي اختلاف في الآراء، بل وصل الخلاف بينهم إلى حد القتل، حيث اغتاله اثنين من أعضاء الجماعة الإسلامية تربصا له أثناء خروجه من الجمعية المصرية للتنوير، وتبين بعد ذلك أن من قتلوه هما أميّان، لم يعرفوا القراءة أو الكتابة، ولكنهما قاما بقتله تنفيذًا لأوامر الجماعة، التي اعتبرته مرتدًا عن الإسلام وأهدرت دمه.
وكانت مناظرة «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية»، التي جمعت بين المتحدث باسم الجماعة الإسلامية وبين فرج فودة، حيث كانت هذه المناظرة بمثابة المناظرة التي قتلت صاحبها، فعقب الندوة أصدرت الجماعة فتوى مفادها أن فرج فودة مرتد عن الإسلام ويجب قتله؛ فضلًا عن تلك الكتابات التي نشرها في كتابه والتي تهاجم استخدام الدين في السياسة والعنف.
«حسين مروة»
مفكر وكاتب وقيادي بارز في الحزب الشيوعي، هكذا يوصف دائمًا حسين مروة، الذي اغتيل في منزله يوم 17 فبراير عام 1987، برصاصات لم تقدّر شيخوخته ولا مرضه، بعد أن أثرى المكتبة الفكرية العربية بعشرات الكتب، كان أشهرها وأكثرها إثارة للجدل كتاب «النزعات المادّية في الفلسفة العربية الإسلامية»، ويعد مروة كاتب تنويري ونموذج فريد في الفكر التنويري العربي.
كان حسين مروة دائمًا يفكر ويكتب خارج السرب الطائفي والمذهبي الذي اجتاح لبنان آنذاك، كما حرص على عدم الدخول والمشاركة في عاصفة الاصطفافات الطائفية التي تتقاتل في لبنان، وقُتل مروة بأيادٍ لبنانية آثمة اغتالته وعجزت عن محو آثاره الفكرية والصحفية والسياسية.
«مهدي عامل»
اغتيل الفيلسوف اللبناني حسن عبد الله حمدان، والشهير بـ«مهدي عامل»، على يد حركة أمل، التي كانت تعارض حزب الله، وقيل في لبنان أن عامل قُتل لكونه شيعيًا، حيث كان فيلسوفًا مستنيرًا يكتب دون المساس بالطائفية في كتاباته، وفور قتله قال عامل «في بيروت يا بيروت مهدي مات»، الأمر الذي يعني أن كثيرًا من المواطنين كانوا يوافقونه في آرائه.
«غسان كنفاني»
روائي، قاص، صحفي فلسطيني، يعد من أشهر الكتاب ليس على مستوى فلسطين فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، إلا أن ظروف دولته الذي نشأ بها جعلته يُكرس حياته للدفاع عنها والتحريض ضد أعدائها؛ اغتيل كنفاني على يد المخابرات الإسرائيلية في 8 يوليو 1972، حيث كان عمره آنذاك 36 عامًا، بعد أن قاموا بتفجير سيارته قرب بيروت، نتيجة كتاباته الدائمة التي كانت تدعو إلى المقاومة.
«شكري بلعيد»
أما شكري بلعيد فهو سياسي ماركسي، فهو ينتمي للتيار الماركسي اللينيني، وكانت كتاباته تظهر بها انتمائه لهذا التيار، اغتالته أشخاص تابعة للتنظيمات الإسلامية المتشددة، وذلك أمام منزله، ما جعل عدد من المظاهرات تخرج في تونس منددة بعملية الاغتيال.