أين تعيش أجمل النساء في روسيا

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015 05:32 ص
أين تعيش أجمل النساء في روسيا

تُعدّ "روستوف - على الدون" عاصمة الجميلات الروسيات. فالانتصارات المتكررة لفتيات روستوف في مسابقات الجمال جعلت البلدة تشتهر بجمال فتياتها. وخلال عشرين عامًا حققت النساء الروستوفيات انتصارات على المستوى العالمي أكثر من مائة مرة. ولا تكفي مشاهدة بعض ملكات الجمال من هذه المدينة لتتأكد من ذلك؛ بل يتوجب عليك الذهاب إلى روستوف.

حتى في الأيام الأكثر حرارة (قد تصل درجة الحرارة في روستوف على الدون إلى أربعين درجة مئوية)، نادرًا ما تغادر الفتيات منازلهن من دون مكياج وحذاء بكعب عال.

يُعدّ قوزاق الدون المجموعة العرقية السائدة في منطقة روستوف، ولطالما اشتهروا بشجاعتهم وبروحهم الحرة المستقلة. وتوجب على نسائهم ليس تعليم الأطفال وتدبير شؤون المنزل فحسب، بل اضطررن إلى حمل السلاح في بعض الأوقات.

وقد اختلط أكثر من مائة عرق على نهر الدون مثل الروس والأرمن والإغريق والجورجيين، والأتراك واليهود. وقد أدّت الشمس الجنوبية، مع موقع روستوف على مفترق طريق بين آسيا وأوروبا إلى ظهور المظهر الأصيل للنساء والذي امتزج مع عرق القوزاق.

تُسمى مدينة روستوف على الدون "الميناء الخامس"، رغم أنك لن تجد أي بحر هناك. لكن المدينة حصلت على هذا الاسم في منتصف القرن الماضي، بعد بناء القناة التي تربط نهري الدون والفولغا، مما مكّن المدينة من الوصول المباشر إلى خمسة بحار، بما في ذلك آزوف والبحر الأسود، وبحر قزوين، والبلطيق والبحر الأبيض.

تاريخ المدينة

تم تأسيس الروستوف على الدون كمدينة لجمع الضرائب الجمركية على البضائع الداخلة من تركيا إلى الإمبراطورية الروسية. ومع تغير الوقت، تأثرت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وتركيا، وتحولت مدينة الضرائب إلى مدينة مسوّرة.

في بداية القرن العشرين قاومت المدينة الجنوبية السلطة السوفييتية لعامين، لتصبح أحد مراكز حركات البيض. لكنها سقطت لاحقًا بيد البلشفيين، ومنذ العام 1920، بدأ السوفييت عهدهم في روستوف.

خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات الألمانية روستوف مرتين؛ في خريف العام 1941 وفي صيف 1942. وتحولت المدينة بأكملها إلى ركام تقريبًا، فقد تم تفجير المباني والمدارس والمستشفيات وأُحرقت بأكملها. وكانت روستوف على الدون إحدى المدن الروسية العشر الأكثر تأثرًا هذه الحرب.

البلدة القديمة، التي بُنيت في القرن الثامن عشر، تضم في أرجائها معالم متنوعة للجنسيات المختلفة التي عاشت فيها، حيث يقوم الكنيس اليهودي جنبًا إلى جنب المساجد، إضافة إلى كنائس اليونانيين والمؤمنين القدامى والكنائس الكاثوليكية والمعابد البوذية.

أقدم مبنى في روستوف هو "الصليب المقدّس" الأرمني، وهو جزء من دير أرمني مدمر. كان مجمع الدير في السابق مركزًا روحيًا وتعليميًا مهمًا (فيه أنشئت أول دار طباعة ومدرسة ومكتبة في جنوبي روسيا)، لكن كل ما بقى منه إلى يومنا هذا كنيسة واحدة، تضم درجًا ذا أحجار رائعة ينزل وصولًا إلى نهر تيميرنك وينابيعه، والأعمدة ذات الأحجار الهائلة للبوابة. وتحيط بالدير من جميع أنحائه حديقة يعتني بها رجال الدين في الكنيسة.

أشهر مبنى في المدينة هو مسرح غوركي، ويُعدّ المبنى تحفة فريدة من أسلوب البناءين، حيث بُني على نمط جرار عملاق. وقد بُنيت جدران المسرح من الرخام واللابردوريت المصقول. وقد أطلق مهندسون معماريون مشهورون عالميًا مثل "لو كوربوزييه" و"أوسكار نيماير" على هذا المسرح اسم "جوهرة العمارة السوفييتية".

في المناطق التي تقع قرب الدون، توجد عديد من المباني قرب البوابة القديمة، المحاطة بالحديد المشغول بعناية، ويتم الحفاظ على صالات العرض الداخلية.

الشارع المركزي في المدينة، بولشايا سادوفايا (الحديقة الكبيرة)، يذكّر بشارع النيفسكي في سان بطرسبورغ بمنازله وساحاتها المغلفة، والشقق الجماعية والأرصفة والطرق الواسعة. وبموازاة شارع بولشايا سادوفايا يقع شارع سوفوروف حيث عاش لفترة الجنرال ستالين في أحد النزل.

وجهة جذب سياحية

يوجد في روستوف على الدون وجهتا جذب رئيستان والتي قد لا تجدهما في أي مدينة روسية أخرى: الجداريات والمستودعات.

في سنة "الدفاع عن الأطفال" بالعام 1979، زُيّنت جسور المشاة في وسط المدينة بجداريات خزفية هائلة الحجم على النمط السوفييتي. وتروي الجداريات قصصًا عن الطفولة السوفييتية والعمل والثقافة والرسوم المتحركة وغير ذلك. يمكن أن ترى جداريات أكبر حجمًا من هذه فقط في محطات مترو موسكو القديمة.

كانت مستودعات بارامانوف تعمل وفق نمط معين حتى نهاية الثمانينيات في الاتحاد السوفييتي، ومن ثم تم إحراقها مرارًا وتكرارًا من أجل نهب مواد البناء التي كانت موجودة بها.

تقع هذه المستودعات على ضفة نهر الدون مما أكسبها ميزة فريدة، استفاد منها المهندسان ياكونين وشولمان عند تصميمهما مجمع المستودعات: تتدفق الينابيع من ضفة النهر والتي تبلغ درجة حرارة مياهها 9 درجة مئوية. وعمل المهندسان على تجميع مياه الينابيع في مزاريب تمرّ في صوامع الحبوب ليكون لها تأثير المبردات الطبيعية، مما ساعد في الحفاظ على ظروف جوية باردة داخلها بشكل مستمر.
انهارت الأنابيب مع انهيار المستودعات، لكن الينابيع لا زالت تتدفق. وقد تم جمع الماء لملء أكثر أحواض السباحة دهشة في روسيا.

وبصدق، لن تتمكن من رؤية هذا في مكان آخر. فداخل جدران الطوب العالية، تصبّ أعذب مياه في العالم، والتي تدفأ بأشعة الشمس، ولا تتجمد في الشتاء والربيع. وعلى طول جدران "المسبح" تنمو أعشاب خضراء على مدار العام. أما الأرضية فمفروشة بالرمل الأبيض.

بالإضافة إلى معالم الجذب في روستوف، يوجد مكان غامض يُدعى زيليني أوستروف (الجزيرة الخضراء). وتقع هذه الجزيرة بالقرب من المدينة، على الرافد الأدنى لروستوف، وتقسم النهر إلى فرعين. قبل الحرب العالمية الثانية، كانت قوات المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية تحتل هذه الجزيرة، ووفقًا لشهود عيان "كان يتم نقل شيء ما في الليل بالشاحنات". كما توجد قصص عن حجر أسود معيّن، والذي يُعتقد أن له تأثير نفسي عصبي: فهو يسبب الخوف والصداع وفقدان الذاكرة.

وأشجار الكرز التي تنمو في الجزيرة تنتج فاكهة أكثر بـ4-5 أضعاف مما تنتجه الأشجار الأخرى. يُعتقد أن من يتذوق ثمار الكرز هذه سيُصاب بمرض مجهول ويموت بسببه. ويدّعي العلماء أن السبب هو عناصر كيماوية توجد في تربة الجزيرة.

روستوف-بابا

بسبب النشاط الإجرامي في هذه المدينة منذ أكثر من مائة عام، سُميت بـ"روستوف-بابا". فقد ساهم موقعها على الميناء وبالقرب من تقاطع الطرق التجارية الرئيسة المزدحمة إضافة إلى وجود التجار والمسافرين، في جذب كثير من المحتالين والأوغاد.

كان شارع كيروف (الذي يقع إلى شرق فوروشيلوف، ويتقاطع مع شارع بولشايا سادوفايا) مركز الرعب. فهذه الجزيرة الصغيرة التي نشطت فيها المافيا سُميت على اسم بوغاتيانوف- وبفضله ظهر اسم "روستوف بابا" إلى الوجود. لكن هذه المنطقة اليوم آمنة تمامًا.

كما يُعدّ شارعا فوروشيلوف وبودينوفسكي من شوارع المركز العريقة، وهنا كانت تصطف المقاهي والمطاعم الرخيصة على طرفي الشارع، حيث أمضى المتسكعون وصغار اللصوص والنشالون وقطاع الطرق أيامًا وليال هنا وهم يبحثون عن طرائدهم. وكانت الشرطة السوفييتية تُقدّر هؤلاء مهارة اللصوص.

ويُقال إنه في إحدى المرات طلبت الشرطة السوفييتية من النشالين سرقة جواز سفر سائح أمريكي- حيث كان يتوجب عليهم التحقق من هوية ذلك السائح. وبالفعل قام اللص بالعمل الذي كُلّف به، ومن ثم عاد الجواز بهدوء إلى صاحبه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة