قرى ساهمت فى نجاح انتصار أكتوبر 73.. « الخطاطبة» تشهد مشروع الحرب بالمنوفية.. «شكشوك» بروفة العبور فى الفيوم.. أول ضربة جوية من «عرب الرمل».. و«الجلاء» هزت غرور الصهاينة بالسويس

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 08:40 م
قرى ساهمت فى نجاح انتصار أكتوبر 73.. « الخطاطبة» تشهد مشروع الحرب بالمنوفية.. «شكشوك» بروفة العبور فى الفيوم.. أول ضربة جوية من «عرب الرمل».. و«الجلاء» هزت غرور الصهاينة بالسويس
هشام صلاح

بعد مرحلة طويلة من التخطيط الكفاح حقق الجيش المصري انتصار السادس من أكتوبر 1973 على إسرائيل، ليستعيد الأراضي التي احتلتها الأخيرة في حرب يونيو 1967، سخر خلالها جنود مصر كل طاقاتهم من أجل إعادة رد الاعتبار للعسكرية المصرية، وكان للعديد من القرى المصرية دورًا بارزًا في هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة.

وترصد بوابة «صوت الأمة» في هذا التقرير أبرز القرى فى المحافظات التي لعبت دورًا هامًا في تحقيق نصر أكتوبر:

- «الخطاطبة» قرية مشروع الحرب


قرية الخطاطبة التابعة لمدينة السادات بالمنوفية، تسترجع ذكرياتها بعد مرور اكثر من أربعة عقود لتقص روايتها مع مشروع الحرب والذي تم الإعداد والتدريب له داخل القرية.

اختارت القوات المسلحة القرية التي تقع ما بين محافظات الدلتا الجيزة والبحيرة آنذاك، بعيدا على الأعين والكاميرات، لتبدأ مرحلة التدريب على العبور بعد هزيمة يونيو 1967، لتسخير الطبيعة الجبلية للمكان وقتها، وتوافر المياه التجريبية للقناة، إلى جانب وجود مطار حربي هناك، شهور وسنوات قضتها قواتنا المسلحة على ذلك الحال، لتتكلل جهودهم بنصر أكتوبر العظيم، في تطبيق حقيقي لما أنهكوا قواهم في التدريب من أجله.

كانت أهالي القرية تشاهد يوميا التدريبات العسكرية، ونزول الدبابات «البرمائية» التي كانت تهبط من الجبل وتقوم بعبور الرياح الناصري ثم الرياح البحيري، ثم خط سكة حديد خط المناشي وهو تقريبا ما حدث أثناء عملية عبور القناة، بعدها، كنا نشاهد موانع جبلية لان المنطقة فى القرية صحراوية، كان يتم التدريب عليها على عبور الساتر الترابي بشكل كامل.

- «شكشوك» قرية بروفة العبور


كان لقرية شكشوك بمحافظة الفيوم دورًا بارزًا في أحداث حرب أكتوبر المجيدة، وبالتحديد من خلال بحيرة قارون، حيث وقع اختيار قوات البحرية خاصة، سلاح المدرعات والمشاة لاختيار تدريبات عبور قناة السويس فى حرب أكتوبر عام 1973.

أجرت بروفة كاملة على عبور قناة السويس من خلال المجرى المائي للبحيرة والذى يتشابه موقع قناة السويس حيث قامت القوات البحرية وسلاح المدرعات والمشاة والمهندسين بعمل الكباري المائية وأطلقت خلالها المدرعات والدبابات لتعبر بحيرة قارون إلى الساحل الشمالي الذى اعتبره القادة العسكريون وقتها شبيه لأرض سيناء نظرًا لطبيعتها الصحراوية.

فى نفس الموقع بقرية "شكشوك" الواقعة على ضفاف البحيرة تم إنشاء فندق القوات المسلحة على نفس المساحة التى تم بها التدريبات لعبور قناة السويس فى حرب أكتوبر 1973.

- قرية عرب الرمل

تم الاتفاق مع الجانب المصري على تخصيص مطار قويسنا بصحراء قرية عرب الرمل في المنوفية لإيواء جناح الطيران العراقي في إقامته في مصر ولهذا تم إخلاء المطار من كافه الأمور التي تخص القوه الجوية المصرية.

وفي نهاية مارس سنة 1973، وصل من العراق السرب المقاتل التاسع والعشرون -طائرات هنتر- والسرب المقاتل السادس -طائرات هنتر- وبلغت مجموعات طائرات الهنتر العراقية التي وصلت مصر 20 طائرة استقرت في مطار عرب الرمل بقويسنا بمحافظة المنوفية.

حينما بدأت الحرب كُلفت الطائرات العراقية بواجبات في الضربة الأولى في 6 أكتوبر وانطلقت من القرية لسيناء.

بلغت خسائر السربين العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات هنتر، ومقتل 3 طيارين وأسر 3 آخرين.

- قرية أبو عطوة


لا يدرك أي زائر لقرية أبو عطوة بالإسماعيلية أن هذه المنطقة شهدت أعنف معركة للدبابات في العالم خلال حرب أكتوبر 1973.

ولن يستشعر الأطفال الذين يمرون يوميا من أمام الدبابات المنتشرة على جانبي طريق عزبة الدبابات وهم في طريقم لمدارسهم أن المكان كان مقبرة لدبابات القوات الإسرائيلية، وذلك الساري الذي يحمل أسماء لضباط وجنود هم من دفعوا أرواحهم ثمنا ليمنعوا تقدم القوات الإسرائيلية ويحموا مدخل الإسماعيلية.

المكان شهد أحداث ووقائع عسكرية هامة معروفة باسم "معركة الدبابات" بمنطقة أبو عطوة، والتى وقعت يوم 22 أكتوبر، وتعد إحدى المعارك الفاصلة فى حرب اكتوبر، حيث تمكنت المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعى من صد هجوم القوات الإسرائيلية بقيادة شارون ومنعتهم من الإستيلاء على الإسماعيلية.

ودارت معركة عنيفة مع الجيش المصرى أطلق عليها العدو "حرب فيتنام الإسماعيلية" وذلك لكثافة الأشجار بهذه المنطقة فى ذلك الوقت واستغلها العدو فى اخفاء دباباتها ولشدة المعركة.

-قرية البتانون

تعد موطن البطل الأول في حرب أكتوبر بمحافظة المنوفية، الذى أطلق عليه أعدائنا "النحيف المخيف"، على لسان رئيسة وزراء إسرائيل "جولدا مائير"، ففي منزل عائلة المشير محمد عبد الغنى الجمسى بالقرية تمت كتابه خطة حرب أكتوبر بيد المشير في كشكول أبنته.

عاش المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى فيلا والده مع أخيه عبد المجيد بالقرية، وبمجرد أن تطأ قدماك الناحية الشرقية من القرية التي قطنها الجمسى، ترى الجميع يشير إلى منزله بما فيهم الأطفال، الذي يتخذونه رمزا للبطولة المصرية وقتل المعتدين، حسب قولهم، فكلما ذكر اسم الجمسى أمام هؤلاء الأطفال قالوا عنه: «ده بيت البطل بتاع الحرب».

- قرية شاوة

شهدت سماء قرية شاوة التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية مذبحة للطائرات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر، وقد وقعت في 14 أكتوبر 1973، وأحداثها تدور بمحاولة القوت الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات الكبرى بدلتا النيل، في كل من طنطا والمنصورة والصالحية، لكي تحصل على التفوق في المجال الجوى، ما يمكنها من التغلب على القوات البرية المصرية، ولكن بعزيمة وإصرار القوات الجوية المصرية تصدوا لها في اليوم ذاته، وتعد أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية، وبذلك أصبح يوم 14 أكتوبر عيد للقوات الجوية المصرية.

وأطلقت إسرائيل غارة كبيرة الحجم تتكون من مائة طائرة مقاتلة من نوع إف-4 فانتوم الثانية وإيه 4 سكاى هاواك لتدمير قاعدة المنصورة الجوية، استمرت المعركة 53 دقيقة، واشتبكت في تلك المعركة 180 طائرة مقاتلة في آن واحد، معظمها تابع لإسرائيل.

وكانت نتائج المعركة، إسقاط 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق 7 طائرات ميج، وإسقاط ثلاث طائرات مقاتلة مصرية فضلًا عن فقدان طائرتين بسبب نفاذ وقودهما، وعدم قدرة طياريها من العودة إلى القاعدة الجوية، كما تحطمت طائرة ثالثة اثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم متناثرة في الجو كانت قد أسقطت بواسطة تلك الطائرة.

-قرية الجلاء

شهدت قرية الجلاء معركة نشبت بين القوات المصرية والإسرائيلية في 15، 16 أكتوبر 1973 في الضفة الشرقية لقناة السويس، وانتصرت القوات المصرية بواسطة عناصر من الجيش الثاني المصري، وترجع تسميتها بالمزرعة الصينية إلى القوات الإسرائيلية حيث أطلقوا عليها هذا الاسم، بسبب وجود أحرف صينية على مضخات هذه المحطة الزراعية. كما ترجع أهمية المزرعة استراتيجيا لوقوع الطريق المؤدي إلى أبو طرطور على مرمى إطلاق النار من المزرعة.

أصدر المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي قائد الفرقة أنذاك أوامره بحبس نيران قواته لحين وصول القوات الإسرائيلية وفى المساء تحركت كتيبة المقدم الإسرائيلي إيزاك وعندما قطعت ثلث الطريق فوجئت بسيل من نيران المدفعية المصرية فأصدر الجنرال برن أوامره بترك طريق طرطور الملاصق للدفاعات المصرية والتركيز على منطقة الحافيش ولكن عجزت القوات الإسرائيلية.. وأوشك الفجر على البزوغ وعندما أشرقت الشمس أيقنت القوات الإسرائيلية عدم قدرتها على الاستيلاء على المواقع المصرية.

-بئر عديب

قبيل السادس من أكتوبر بعدة ليال كان مخططا أن تدفع الكتيبه 143 صاعقة بعرباتها برا وتحت جنح الظلام من منطقه تمركزها في الجبل الأحمر بالقاهرة إلى جهة غير معلومة للقوة.

وكانت هذه المنطقة تقع خلف جبل عتاقة «بئر عديب» المشرف على مدينة السويس. ثم يتم تجميع الكتيبة هناك ليلا يوم الخامس من أكتوبر مع التمويه الجيد والانتشار وعدم التحرك نهارا أو ظهرا حتى لا تبدو أى شواهد يمكن أن يلاحظها العدو.

دعمت الكتيبة بعناصر من المدفعية الخفيفة الحديثة التى أدخلت لأول مرة، ولم يعلم العدو عنها شيئا وكذلك بعناصر من المهندسين والكيميائين والإشارة وطاقم طبى من الجراحين. وصلت الكتيبة للمنطقة المحددة في بئر عديب ونفذت الانتشار والإخفاء والتمويه الجيد ولم يعلم أحد حتى الآن ما هى العملية وهل هناك عمليات أخرى أم لا. أم هو مجرد تدريب كعشرات المرات السابقة حتى كاد الرجال يجزمون بأن العملية لن تتم، وفي صباح السادس من أكتوبر شعر الجميع بأن هناك سيارات تتحرك من القناة في اتجاه القاهرة وتحمل الجنود في فسحة وجنود آخرون ينشرون ملابسهم في الشمس ويلعبون الكرة وقد عرف بعد ذلك أن هذا كان جزءا من خطة الخداع الاستراتيجى أحسن تنفيذها ونجحت في تضليل الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية.

-جنيفة

بين خطوط النار المشتعلة فى حرب أكتوبر 1973، تسربت المدرعات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية لقناة السويس، أرض جديدة كسبتها إسرائيل قد تحسن من شروط التفاوض بالنسبة لها فى زخم الرصاص المصبوب والنابالم المحبوس ودانات المدافع ودك الدّشُم وهدير الطائرات. خليط من الكلمات العربية والعبرية وجّه بها المجندون سكان قرية «جنيفة» بالسويس، لاستخراج «وثائق إقامة إسرائيلية» بدلًا من هوياتهم المصرية ولكنهم رفضوا وكان آرييل شارون قائد القوات اللى دخلت السويس قد أنشأ قاعدة مؤقتة فوق جبل جنيف.

ظلت «جنيفة» البلدة التى هاجر عنها أهلها فى قبضة قوات الجيش الإسرائيلى منذ معركة «ثغرة الدفرسوار» وحتى انتهاء كافة مباحثات الكيلو 101، الأسابيع التى احتلت فيها القوات الإسرائيلية السويس تكرر مشهد تهريب أو إخفاء أهالى القرية للجنود المصريين العالقين فى المنطقة والمتخلفين عن كتائبهم.


- قرية الفردان

وقعت المعركة في القرية في 8 أكتوبر، ودارت بين فرقة أدان وفرقة حسن أبو سعده، وقد قام العميد حسن أبو سعده قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني بصد الهجوم المضاد الذي قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلي، وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى.

وفي وسط المعركة اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبري الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ في النجاح. وكانت المفاجأة أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق