غلاء الأسعار يبدد «فرحة العيد» في الإسكندرية

شماسي متراصة وكراسي متلاصقة وأسر وعائلات تتجاور على الشواطئ، يحاولون الهروب من هموم الحياة اليومية بقضاء العيد على عروس البحر المتوسط الإسكندرية، إلا أن غلاء الأسعار في الإسكندرية هذا الموسم بدد جزء من سعادتهم بالعيد.

«ارتفاع درجات الحرارة شجعني أني أقضي العيد على الساحل» يقول محمد أبو سعدة، موظف حكومي، مضيفًا «الأطفال أيضًا يحتاجون إلى لتغيير الجو قبل الدراسة».

ولكن شبح الغلاء يلاحق أسر الطبقة الوسطى مهما حاولوا الهروب منه «ارتفاع سعر البنزين أدي إلى ارتفاع أسعار المواصلات من القاهرة إلى الإسكندرية من 30 جنيهًا العام الماضي إلى 35 جنيهًا، وزادت في العيد إلى 40 جنيهًا، وأسعار إيجار الشقق ارتفعت بزيادة تتجاوز 30% عن الأيام العادية»، يشتكي أبو سعدة.

المصريون لديهم الحيل دائمًا للتوفيق أوضاعهم والاستمتاع بالحياة على قدر الإمكان «اتقاسم مع أقاربي إيجار الشقة التي ننزل بها، وكل منا يساهم بوجبة وبعض السلع الآخرى التي نحضرها معنا من القاهرة لمواجهة ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة هنا» يوضح الموظف البالغ من العمر 34 عامًا.

حتى أهالي الأسكندرية يواجهون مشاكل تكدر صفو قضاء عيدهم على الشاطئ، «أملك الكراسي والشمسية، ولكنني أضطر لدفع رسوم دخول للشاطئ ورسوم إيجار شمسية وكرسي، لأنه لا توجد شواطئ عامة»، يصف أحمد إبراهيم، صاحب محل أدوات كهربائية بالأسكندرية الوضع.

وتابع إبراهيم قائلًا: «رسوم دخول الشاطئ تبلغ 10 جنيهات للفرد، بمعنى أن الأسرة المكونة من أربع أفراد تدفع 40 جنيها في اليوم، ويبلغ إيجار الشمسية 4 جنيهات والكرسي جنيهان، وبهذا فأن قضاء يوم على الشاطئ يكلف الأسرة حوالي 50 جنيهًا، وهذا لم يكن موجودًا من قبل».

الشباب الذين يقدمون إلى الأسكندرية معًا لقضاء يومًا في العيد أو العيد بأكمله على الشواطئ شعروا أيضًا بارتفاع الأسعار، «الفرد منا يدفع 100 جنيهًا في الأيام العادية تكلفة قضاء يوم في الإسكندرية بدون شراء مأكولات، ولكن في العيد يبلغ قضاء اليوم أكثر من 200 جنيه»، يقول أحمد عمرو، عامل.

ويضيف الشاب البالغ من العمر 18 عامًا أنه يحرص دائما على اصطحاب أصدقائه لقضاء ولو حتى يوم واحد في الأسكندرية في العيد، لأن «القاهرة أصبحت مملة وأماكن الخروج بها محدودة وجوها خانق».