السفارة المصرية بالكويت تقيم أمسية في ذكرى رحيل الغيطاني
الأربعاء، 19 أكتوبر 2016 11:35 ص
أقام المكتب الثقافي للسفارة المصرية بالكويت، أمسية في الذكرى الأولى لوفاة الكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني، مساء أمس، بحضور السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف، الذي افتتح الأمسية بالإشارة إلى أن الغيطاني أحد من مثلوا ضمير مصر الثقافي، وأسهم في إثراء ساحة الثقافة العربية والمصرية بالعديد من الأعمال الأدبية والفكرية، ولعب أدوارًا مختلفة في تشكيل الوعي في مصر لدى أجيال مختلفة، كما أسهم بالعمل الصحفي في دعم هذا الدور، وبينها عمله مراسلًا حربيًا في فترة حرب أكتوبر المجيدة.
وأوضح ياسر عاطف أنه دعا السيدة ماجدة الجندي زوجة الكاتب الكبير الراحل لكتابة كلمة للأمسية نيابة عن أسرة الغيطاني، وأنها استجابت لدعوته مشكورة، وقام السفير المصري بقراءة الورقة التي قدمت فيها الكاتبة ماجدة الجندي الشكر للسفارة المصرية وللمثقفين والأدباء الكويتيين المشاركين في الأمسية واستعرضت الدور الثقافي الهام لدولة الكويت في دعم الثقافة العربية والمبدعين من مختلف العالم العربي، كما تحدثت عن الأديب الراحل جمال الغيطاني الإنسان والأديب والصحفي وأشارت إلى إسهامته المتميزة في المجال الأدبي والثقافي والإعلامي المصري والعربي كما تحدثت عن مشوار حياتهما معًا.
من جانبه، أعرب الدكتور نبيل بهجت، المستشار الثقافي المصري عن سعادته بالأمسية التي تستعيد منجزات أديب وقامة مصرية أسهمت في تشكيل الوعي، وألهمت أجيالا عديدة، وقدم سيرة موجزة للغيطاني وأبرز أعماله والجوائز التي حصل عليها.
وأدار الأمسية الكاتب المصري إبراهيم فرغلي وشارك فيها الدكتور أحمد سعيد أستاذ التاريخ المصري القديم، الذي قدم ورقة عن الدور الذي قدمه الغيطاني في تعريف المشاهد المصري والعربي بالتاريخ المصري وتراثه الحضاري في العصر الفرعوني وفي القاهرة الفاطمية عبر برنامجه التلفزيوني تجليات الغيطاني، وتوقف عند عدد من محطات الآثار والتاريخ التي أبرزها الغيطاني وقدم تاريخها تفصيليًا.
كما قدم الدكتور محمد السيد، العميد السابق لآداب المنيا وأستاذ الفلسفة في جامعة الكويت، ورقة عن أدب الحرب في أعمال الغيطاني، التي استلهمها من خلال عمله مراسلًا حربيًا على جبهة القتال خلال حرب أكتوبر، وتوقف عند نصين من بين أعمال الغيطاني هما الرفاعي والغريب، موضحًا الخصائص الفنية والمضمونية للعملين، وخصوصًا لرواية الغريب التي تم تحويلها لعمل سينمائي بنفس العنوان، كما توقف عند بعض ردود أفعال وتعليقات القراء الشباب على «الغريب» الذي يعد أحد الأعمال المهتمة بتأكيد البطولة وقيم الوطنية.
وتحدث أيضًا خلال الأمسية الدكتور نزار العاني، الناقد والكاتب الصحفي السوري، حيث قدم شهادة عن الكيفية التي استقبل بها الجمهور السوري أعمال الغيطاني في الستينات، وكيف كان المد الناصري من بين أسباب حسن استقبال أعمال الغيطاني الأدبية ونفاذها فور ورودها لدمشق.
من جهته، قدّم مدير الأمسية الكاتب إبراهيم فرغلي شهادة شخصية عن علاقته بالغيطاني، واصفًا إياه بأنه كان شخصًا ثريًا متعدد الوجوه، وقال «أعتقد أن كل شخص اقترب منه التمس فيه جانبًا مختلفًا، ولا أظنه منح لأحد كل جوانب شخصيته، ودائمًا ما كنت أغبط أصدقائي محرري أخبار الأدب؛ لأنهم حظوا بفرصة الاقتراب منه وتأمل تفاصيل شخصيته الغنية».
وتحدث «فرغلي» عن بعض المواقف التي مرّ بها في لقاءاته مع الغيطاني، وأفراد أسرته مؤكدًا على أنه كان أبا حنونًا وليبراليًا لأبعد مدى، كما أوضح أن علاقته بأعمال الغيطاني بدأت مع كتاب «رسالة في الصبابة والوجد»، التي يعتبرها عملا فريدا بسبب لغتها التي تستلهم لغة المدونات القديمة للتعبير عن قصة حب عصرية ومنها تابع بقية أعمال الغيطاني الذي يعتبره أحد أبرز المغامرين والمجددين في السرد المعاصر.