كارتر: اتفاق من حيث المبدأ على أن تلعب تركيا دورا في الموصل

السبت، 22 أكتوبر 2016 08:44 ص
كارتر: اتفاق من حيث المبدأ على أن تلعب تركيا دورا في الموصل
وزير الدفاع الأمريكي

قال وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر اليوم الجمعة إن هناك "اتفاقا من حيث المبدأ" على أن تلعب تركيا دورا في معركة استعادة مدينة الموصل الواقعة شمالي العراق من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، معربا عن تفاؤله إزاء إمكانية معالجة الخلاف بين الأتراك والعراقيين.

وفي تصريحات للصحفيين بعد اجتماع مع قادة أتراك، ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال كارتر إنه يعتقد أن تركيا يجب أن تلعب دورا في معركة الموصل، ولكن أي قرار نهائي يحتاج إلى موافقة عراقية.

ولم تزل هناك تساؤلات حول سماح الجانب العراقي لتركيا بمواصلة لعب دور عسكري في العراق، الأمر الذي تعارضه بغداد.

لكن كارتر قال للمراسلين الذين رافقوه "أنا على يقين، بناء على المحادثات التي أجريناها، بأننا سوف نتمكن من العمل من أجل تسوية تلك الأمور العملياتية بطريقة تأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الاطراف".

وأضاف أن تركيا لها دور تاريخي في المنطقة، وسوف يكون "من المناسب أن تلعب دورا في الحملة المناهضة لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في كل من العراق وسوريا".

تأتي تصريحات كارتر وسط تصاعد التوترات بين تركيا والعراق بشأن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، وقد تفاقم الخلاف في الأيام الأخيرة مع بدء عملية استعادة الموصل.

تبادل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاهانات. وفي وقت سابق هذا الأسبوع احتشد آلاف من أتباع داعية شيعي خارج السفارة التركية في بغداد، وطالبوا بإنهاء "الاحتلال" التركي في شمال العراق.

كانوا يشيرون إلى وجود نحو 500 جندي تركي في قاعدة شمالي الموصل يقومون بتدريب المقاتلين السنة والأكراد منذ ديسمبر/ كانون أول الماضي.

تقول بغداد إن الجنود موجودون هناك بدون إذن وطالبتهم بالانسحاب، وهو ما ترفضه أنقرة وتصر على أنها سوف تلعب دورا في تحرير المدينة.

وتدرب القوات التركية القوات الكردية الموالية للزعيم الكردي مسعود بارزاني.

وقال كارتر إنه يعتقد أن ثمة أمورا كثيرة تستطيع تركيا القيام بها وستكون مثمرة للغاية للجهد الحربي.

كما لفت إلى أن العراق "يتفهم أن تركيا عضو في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية وسوف تلعب دورا في عمليات مواجهة التنظيم في العراق. ثانيا، بما أن تركيا تجاور المنطقة التي تقع فيها الموصل فلديها مصلحة في النتيجة النهائية هناك".

وفي السياق، قال مسؤول دفاعي بارز إن الولايات المتحدة تأمل أن ترتب لعقد اجتماع بين الأتراك والعراقيين الأسبوع المقبل، وأن تتمكن تركيا من عرض مساعدات إنسانية وطبية ومساهمات غير عسكرية.

تحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول الحديث علنا بشأن المناقشات الجارية.

وصل كارتر إلى تركيا اليوم الجمعة في زيارة قصيرة، وأجرى جلسات مفاوضات ماراثونية مع أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم ووزير الدفاع فكري إيشق.

كما زار كارتر مقر البرلمان التركي، والذي تعرض للقصف خلال الانقلاب الفاشل الذي وقع في وقت سابق من العام الحالي.

وقبل الاجتماعات أوضح كارتر أن السيادة العراقية ستكون القضية الرئيسية في الاجتماعات.

وقال "أجرينا نقاشات طويلة مع الجميع حول ذلك - حول احترام السيادة العراقية في سياق إدارة الحملة المضادة لداعش".

وأضاف "من المهم جدا بالنسبة لجميع أعضاء الحملة المضادة لداعش المشاركة في هذه الطريقة المتكاملة. هل سأتحدث مع الأتراك حول ذلك؟ بالطبع".

كما ذكر أن الأمر الرئيسي هو "إبقاء تركيز الجميع على هذا الهدف وهو هزيمة داعش (الدولة الإسلامية)... لان ذلك تهديد لنا نحن الثلاثة".

وفي الوقت ذاته تطالع الولايات المتحدة تقارير بأن طائرات حربية ومدفعية تركية وجهت ضربات للأكراد السوريين في شمال سوريا يوم الخميس، وقتلت نحو 200 منهم.

وقال كارتر إن لديه القليل من التفاصيل عن الحادثة، ولا تزال هناك تساؤلات حول إجمالي الضحايا وما إذا كانوا من القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة أم لا.

وكانت القوات الكردية السورية مصدرا للتوتر بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعتبر الولايات المتحدة الجماعة المسلحة - وحدات حماية الشعب - القوة الأكثر فعالية في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتقول تركيا إنها امتداد لجماعتها الكردية المسلحة المحظورة والتي كانت قد نفذت سلسلة من الهجمات الدموية في تركيا في السابق، وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وأبلغ وزير الدفاع التركي فكري إشيق، كارتر أن تركيا تتوقع من الميليشيا السورية الكردية مغادرة بلدة منبج السورية غدا، وأن تنسحب إلى شرق نهر الفرات، كما وعدت.

ونقل مسؤول تركي عن إشيق قوله لكارتر "لا يمكننا الوثوق بكلمة منظمات إرهابية، لا يمكننا معرفة ما سيقوم به (المسلحون الأكراد) غدا".

واشترط المسؤول تكتم هويته لأنه غير مخول بمناقشة الحديث علنا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق