«الصحة العالمية» تحيي أسبوع الوقاية من التسمم بالرصاص.. غدا

السبت، 22 أكتوبر 2016 01:38 م
«الصحة العالمية» تحيي أسبوع الوقاية من التسمم بالرصاص.. غدا

تحيي منظمة الصحة العالمية، غدًا أسبوع العمل الخاص للوقاية من التسمم بالرصاص على الصعيد الدولي 2016 تحت شعار «احظروا الطلاء المحتوي على الرصاص» في الفترة من 23 إلى 29 أكتوبر الحالي.

وتشير تقديرات معهد القياسات الصحية والتقييم إلى أنه في عام 2013 تسبب التعرض للرصاص في 853 ألف وفاة، كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يشكل 0.6% من عبء المرض العالمي.

وتتحمل المناطق النامية أعلى عبء مترتب، مشيرة إلى أنه من الأمور المقلقة بوجه خاص دور التعرض للرصاص في حدوث الإعاقة الذهنية لدى الأطفال.

كان التحالف العالمي للتخلص من الدهانات المحتوية على الرصاص، قد تأسس في عام 2011 من أجل الإنهاء التدريجي لصنع وبيع مواد الطلاء المحتوية على الرصاص، والتخلص في نهاية المطاف من الخطر الذي تنطوي عليه تلك المواد، ويهدف التحالف العالمي من أجل التخلص من مواد الطلاء المحتوية على الرصاص إلى تحقيق الأغراض التالي ذكرها خلال أسبوع الحملة عن طريق: إذكاء الوعي بمسألة التسمم بالرصاص، تسليط الأضواء على جهود البلدان والجهات الشريكة الرامية إلى منع تسمم الأطفال بالرصاص، والحث على اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخلص من مواد الطلاء المحتوية على الرصاص.

ويعتبر الرصاص معدنا ساما يوجد بشكل طبيعي في القشرة الأرضية، وأسفر استخدامه بكثرة عن تلويث البيئة بشكل واسع النطاق وعن تعرض الإنسان لأضراره وإحداث مشاكل كبيرة في الصحة العمومية في أصقاع كثيرة من العالم.

ومن المصادر الهامة لتلويث البيئة أنشطة التعدين وصهر المعادن والتصنيع وإعادة التدوير واستمرار بعض البلدان في استخدام الطلاء والبنزين المحتويين على الرصاص، ويزيد على الثلاثة أرباع استهلاك الرصاص في العالم لأغراض صناعة بطاريات الرصاص الحمضية للسيارات، على أنه يستخدم أيضًا في عدة منتجات أخرى من قبيل الأصباغ والدهانات واللحام والزجاج الملون والأواني البلورية والذخيرة والخزف المزجج والمجوهرات ولعب الاطفال وكذلك في بعض مستحضرات التجميل والأدوية التقليدية.

وقد تحتوي مياه الشرب المنقولة بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص أو موصولة ببعضها البعض على الرصاص نتيجة لحامها بالرصاص، ويحصل الآن من عمليات إعادة التدوير على معظم الرصاص المُستخدم في العالم لأغراض تجارية.

والطفل الصغير، مُعرض تحديدًا للتسمم بالرصاص لأن جسمه يمتصه من مصدر معين بمعدل يفوق امتصاص جسم البالغ له بمقدار يتراوح بين 4 و5 أمثال، وعلاوة على ذلك فإن فضول الأطفال الفطري وسلوكيات وضع اليد في الفم المقترنة بأعمارهم تؤدي إلى تناولهم وابتلاعهم أجسامًا حاوية على الرصاص أو مطلية به، مثل التربة أو الغبار الملوث بالرصاص ورقائق الطلاء المتحللة والملوثة بالرصاص.

وتتفاقم طريقة التعرض هذه لدى الأطفال المصابين بالقطا، «الرغبة الدائمة والملحة في تناول أشياء ليست من المواد الغذائية»، ممن قد يلتقطون مثلًا رقائق طلاء حاوية على الرصاص من الجدران وأطر الأبواب والأثاث ويتناولونها، وأدى التعرض للتربة والغبار الملوثين بالرصاص والناجمين عن إعادة تدوير البطاريات وأنشطة التعدين إلى إصابة صغار الأطفال في السنغال ونيجيريا بحالات جماعية للتسمم بالرصاص ووقوع عدة وفيات بين صفوفهم.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، إلى أن معدل تعرض الأطفال للرصاص يسهم سنويًا في إصابتهم بنحو 600 ألف حالة جديدة من حالات العجز الذهني. كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يستأثر بمعدل وفيات قدره 143 ألف حالة وفاة سنويًا تلقي بأثقل أعبائها على الأقاليم النامية.

ويرزح إقليم جنوب شرق آسيا التابع لمنظمة الصحة العالمية تحت وطأة ما يقارب نصف عبء الأمراض الناجمة عن التعرض للرصاص، فيما يتحمل كل واحد من إقليمي غرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط التابعين للمنظمة حوالي خمس هذا العبء.

أما التعرض للرصاص بمستويات أدنى لا تسبب أية أعراض واضحة للعيان أو التي كانت تعتبر آمنة في السابق، فإن من المعروف عنها اليوم أنها تسفر عن إصابة العديد من أجهزة الجسم برمتها بطائفة واسعة من الأضرار.

ويؤثر الرصاص تحديدًا على نمو دماغ الطفل مما يؤدي إلى هبوط معدل ذكائه وتغيرات في سلوكه، من مثل تقصير مدى الانتباه وزيادة السلوكيات المعادية للمجتمع وانخفاض مستوى التحصيل العلمي، كما يتسبب التعرض للرصاص في الإصابة بفقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، والقصور الكلوي، وتسمم جهاز المناعة، والأعضاء التناسلية، ومن المعتقد أن آثار الرصاص العصبية والسلوكية لا شفاء منها.

ولا يوجد تركيز آمن معروف لمستوى الرصاص في الدم، ولكن من المعروف أن هناك تناسبًا طرديًا بين التعرض للرصاص وطائفة أعراض التسمم به وآثاره، وحتى مستوى تركيز الرصاص في الدم بمقدار متدن يصل إلى 5 ميكروجرام ديسيلتر، الذي كان يعتقد في وقت ما أنه "مستوى آمن"، قد ينجم عنه هبوط مستوى الذكاء لدى الطفل ومعاناته من صعوبات سلوكية ومشاكل في التعلم. ومن بواعث التشجيع أن نجاح التخلص تدريجيًا من البنزين الحاوي للرصاص في معظم البلدان أدى إلى تخفيض كبير في مستويات تركيز الرصاص في الدم على مستوى السكان، ولا يوجد الآن سوى 6 بلدان تواصل استخدام هذا النوع من البنزين.

وحددت منظمة الصحة العالمية الرصاص بوصفه واحدًا من عشر مواد كيميائية تثير قلقًا أساسيًا بشأن الصحة العمومية، ويلزم أن تتخذ الدول الأعضاء حياله إجراءات لحماية صحة العمال والأطفال والنساء في سن الإنجاب، وتعكف المنظمة حاليًا على وضع مبادئ توجيهية بشأن الوقاية من حالات التسمم بالرصاص وإدارتها، والتي ستزود راسمي السياسات وسلطات الصحة العمومية والمهنيين الصحيين بإرشادات مسندة بالبينات على التدابير التي يمكنهم اتخاذها لحماية صحة الأطفال والبالغين من التعرض للرصاص.

وفي مسح نفذته منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي ينسق على نحو مشترك شؤون تحالف التخلص من دهانات الرصاص، فإنه حتى 30 يونيو 2016 أكدت 62 حكومة فقط أنها اتخذت تدابير مكافحة ملزمة قانونًا بشأن الطلاء المحتوي على الرصاص.

ونظرًا لأن الدهانات الحاوية على الرصاص هي مصدر تعرض دائم للرصاص في كثير من البلدان، فقد انضمت المنظمة إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أجل تشكيل التحالف العالمي للتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص، وهذا التحالف هو عبارة عن مبادرة تعاونية لتركيز وحفز الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الدولية بشأن وقاية الأطفال من التعرض للرصاص الموجود في الدهانات الحاوية عليه والتقليل إلى أدنى حد من حالات التعرض المهني لمثل هذه الدهانات، أما الهدف العام للتحالف فهو تعزيز التخلص تدريجيًا من تصنيع وبيع الدهانات الحاوية على الرصاص، والقضاء في نهاية المطاف على المخاطر التي تشكلها تلك الدهانات، وما التحالف العالمي للتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص إلا وسيلة هامة للإسهام في تنفيذ الفقرة 57 من خطة تنفيذ مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة والقرار II4B للنهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية، المتعلقين بالتخلص من الدهانات الحاوية على الرصاص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق