في دمياط.. الشبكة تحرق جيوب «العرسان»
الأحد، 23 أكتوبر 2016 11:29 ص
أضواءً شديدة تنير المنطقة بأكملها، أصوات أغاني تعلو في سماء المنطقة، تجذب إليها الشباب والفتيات من مختلف الأعمار، منصة كبيرة يجلس عليها العروسين، هكذا تبدو الأفراح في دمياط، والتي يحلم بها جميع الشباب والفتيات، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي في حياتهم الشخصية، لكن سرعان ما تظهر مشاكل عديدة تؤرّق الشباب وتجعلهم يشعرون بصعوبة تحقيق هذا الحلم، الذي يتلخص في الحصول على شبكة ذهب لإرضاء إحدى الفتيات.
وترتبط كمية الذهب التي تحصل عليها الفتاة بالنسب في محافظة دمياط، فرغم ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، إلا أنه مازالت هناك قرى بدمياط تطالب بكمية كبيرة من الذهب؛ والتي تعد اعترافًا من العريس بقدر العروس.
«مينفعش نلغي الشبكة ممكن نخليها رمزية بس متتلغيش»، هكذا قالت سعاد حدو، إنه يمكن لأهالي دمياط شراء شبكة رمزية بسعر منخفض، لكن إلغاؤها يعد أمرًا صعبًا للغاية وغير مقبول، فلا يمكن تحديد مبلغ معين للشبكة، فكل شاب يجلب شبكة حسب ظروفه، كما أن مبادرات إلغاء الشبكة لن تنجح في دمياط، لأن المجتمع الدمياطي يحب التفاخر ويهتم دائمًا بالمظاهر؛ لأنها موروث ثقافي.
وتقول سامية أبو عيد، أحد أهالي دمياط، إن أمر الشبكة يُترك لأولياء الأمور، فإذا كان الشاب مجتهدا فلماذا لا نتخلى عن الشبكة؟، فإلغاء الشبكة لن يجتمع عليه الكل، مضيفة: «مبادرات إلغاء الشبكة إذا نجحت فى كافة محافظات مصر فلن تنجح فى دمياط، لكون المجتمع الدمياطي رأسمالي تتحكم به المادة، بينما تأتي لغة العواطف في المرتبة الثانية، بخلاف المحافظات الأخرى والتي تجمع طوائف متشابهة إلى أقصى الدرجات».
أما تجار المجوهرات فلهم رأي آخر، فيرى محمد الصايغ، تاجر المجوهرات أن ارتفاع الأسعار لن يصب في مصلحتهم كما يظن البعض، فحركة الشراء ضعيفة للغاية، خاصة مع الأصوات التي نادت بإلغاء الشبكة، قائلًا: «نتمنى أن تعود الأسعار لسابق عهدها فنحن لا نريد سوى تنشيط حركة الشراء».
ويوضح محمود التاجوري تاجر المجوهرات، سبب انصراف الشعب الدمياطي عن شراء الذهب، قائلًا «الشعب الدمياطي من الفئة المتوسطة، وهي المحرك الأساسي للسوق وحركة البيع والشراء، وهذه الطائفة انصرفت تمامًا عن الشراء وما نشهده هذه الأثناء حركة ضعيفة جدًا».
ويقول محمد عزمي، أحد أبناء دمياط، عامل دهانات، «واجهت مشكلة مع أسعار الذهب، فكانت واحدة من الأسباب التي جعلتني انفصل عن خطيبتي، فطبيعة الدمايطة هى الاتفاق، وفي ارتفاع الأسعار المستمر ماقدرتش التزم بالاتفاق مع أهل العروسة، وهو ما تسبب في انفصالنا».