دراسة لجامعة الخليج العربي تؤكد انسجام التنمية المستدامة مع الرؤية الاسلامية
الإثنين، 24 أكتوبر 2016 08:45 ص
رسمت دراسة أكاديمية أعدت في جامعة الخليج العربي مؤخراً إطاراً لمشاريع التنمية المستدامة تنسجم مع الرؤى والقيم الاسلامية.
وتسعى الدراسة إلى إثبات أن إهمال تضمين التقاليد والمعرفة المحلية وفقدان الهوية الثقافية قد أفرز مجالاَ عاماَ، يتم فيه اتخاذ القرارات وإعداد المخططات العمرانية، ليس متسقاَ مع أولويات الرأي العام "وهذا يمثل احد أهم الأسباب التي أدت للوضع الراهن غير المستدام لبعض المدن العربية".
وقال معدو الدراسة إن العديد من الدراسات تشير إلى أن نمط التنمية في العديد من المدن العربية ليس مستداماً حيث تضخمت في الحجم ديموغرافيا وتوسعت مكانيا حتى أمست تعاني من مشاكل بيئية عديدة منها تفاقم إنتاج المخلفات الصلبة والاختناقات المرورية التي تسبب إهدار للطاقة وتلوث الهواء، مما أدى إلى تدني مستوى الخدمات العامة وخسائر مالية واقتصادية كبيرة ويعزز ذلك على سبيل المثال دراسة البنك الدولي لعام 2014 التي قدرت الكلفة الاقتصادية للاختناقات المرورية بالقاهرة بحوالي 2 مليار دولار مما تسبب في تردي نوعية الحياة.
واشاروا إلى ضرورة تطوير إطار مفاهيمي يعتمد على التنمية المرتكزة على الإنسان والثقافة المحلية، ويتضمن هذا الإطار اربعة أبعاد هي: الحكمة، الاجتهاد، الابتكار، الصالح العام، والعدل والإحسان؛ كمنظومة للتخطيط وادارة المدن العربية لتعزيز حماية البيئة وحفظها من التلوث والاستنزاف؛ وتجذير مبادئ الادارة الحصيفة والعادلة للموارد من خلال إحياء القيم الثقافية والمعارف والممارسات المحلية.
وأكدوا أن التنمية المستدامة في تعريفها العالمي لا تتضمن الأعراف والتقاليد المحلية بشكل متكامل، ولهذا تركز هذه الدراسة على الناحية القيمية لتأصيل العلاقة بين التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة.
وبين معدو الدراسة إن الدين الإسلامي ذو صلة وثيقة بالاستدامة حيث تأسس الإسلام على التقوى والإحسان والبر والانفاق في المجالات المشروعة وهي قيم تدعو في محصلتها إلى استدامة الموارد وتوزيعها بشكل عادل.
وشددوا على أن المدينة العربية ممكن ان تخطط وتنمى وفقاً لتعاليم الإسلام التي تدعو لاحترام ملكيات الأراضي، واستثمار الأوقاف كمصادر تمويل، والاستفادة من أموال الزكاة عبر تسييل المال وضمان ديمومته بين أفراد المجتمع، والاستفادة من مكامن القوى في المجتمعات العربية والإسلامية في تعزيز قيم التضامن والعمران الاجتماعي.