رئيس البرلمان العربي:الصراعات والإرهاب تنال من حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية
الإثنين، 24 أكتوبر 2016 06:03 م
أكد أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، على أهمية التعاون والتنسيق بشأن تعزيز التشريعات الضرورية لحماية حقوق الإنسان، التي تكفل التصدى للتهديدات الأمنية الجديدة، وكافة النشاطات التي تهدد أمن واستقرار الشعوب في كافة أنحاء العالم والنيل من حقوق المواطن، والعمل على إعادة النظر فى التشريعات والإتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب، دون إصدار تشريعات من شأنها زيادة التوتر وتقويض الحرب العالمية ضد الاٍرهاب.
وقال الجروان في كلمته امام الدورة «135» للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف، بسويسرا، اليوم: إن هذه الدورة محملة بالكثير من هموم شعوبنا التي تعاني من القضية الرئيسية بها، وهي قضية الصراعات والإرهاب التي تنال من حقوق الانسان والكرامة الإنسانية، وأنه بالفعل عبء كبير ولكن ستكون دورة تاريخية لأنها وضعت يدها على لب المعاناة، وتكون بداية عهد جديد من المصارحة والمكاشفة أمام شعوب العالم لدور البرلمانيين في تخفيف المعاناة عن شعوب المنطقة التي ترغب في العيش في سلام وتسعى إليه.
وأشار الجروان، إلى سعي البرلمان العربي لمد جسور التعاون مع شركائنا في كافة انحاء العالم، لضمان العيش الكريم للمواطن وصيانة حقوقه، وأن العرب لن ينسوا يوما الشعوب التي ساندتهم ووقفت إلى جانبهم في قضاياهم المصيرية، قائلا: "وفقنا في عقد أول جلسة مشتركة خلال شهر أكتوبر الجاري مع برلمان عموم إفريقيا، وتوجت بإعلان شرم الشيخ، الذي يعطي لعلاقات الشراكة الإستراتيجية التي تربط المنطقة العربية بأفريقيا البعد الشعبي والبرلماني المطلوبين من أجل خدمة مصالح شعوب المنطقة".
وأكد الجروان، على أن حقوق الإنسان بيئتها السلام، وأن نبذ الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل أصبح ضرورة، ولابد من مساندة كافة دول العالم لسلام تلمسه الشعوب وتجني ثماره، مشيرا إلى أن إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون العدالة ضد رعاة الاٍرهاب تعارض مبدأ سيادة الدول، وفقا للقانون الدولي، ويجب أن تكون القوانين موحدة للدول في حربها على الاٍرهاب والحد من تمويل وتمدد التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم داعش الإرهابي وتفرعاته، وكافة المجموعات والمنظمات الإرهابية الأخرى في شتى أنحاء العالم، لذا ندعم ونساند عملية تحرير الموصل للتخلص من التنظيم الإرهابي مع ضمان حماية أرواح المدنيين، كما ندعم جهود الشعب المصري وقواته المسلحة في حربها ضد الارهاب.
وقال رئيس البرلمان العربي، إن مساندة الدول العربية في التخلص من الجماعات الإرهابية التي لا تريد استقراار، ولا تلتفت لحقوق الانسان يمثل اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي، يدعونا جميعا لدعم بناء الجيش الوطني الصومالي، وتفعيل المؤسسات الدستورية في الصومال، كما يدعونا للدعم اللا مشروط للاتفاقات الهادفة لوقف الصراع في ليبيا، والوقوف بجانب الشعب الليبي في حربه ضد الارهاب، مؤكدا على ضرورة استمرار المشاورات اليمنية للوصول الى حل سياسي شامل وفق المرجعيات المتفق عليها ممثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشيدا بنتائج الحوار الوطني بجمهورية السودان الذي استمر لأكثر من عام وصولا للتوافق على الوثيقة الوطنية لتحقيق السلام، ودعا المجتمع الدولي لمساندة هذه التجربة وهذا النموذج للتوافق والمصالحة.
وأكد على دعمه الراسخ والمساندة الكاملة لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلى، وضمان حقوقه الوطنية في تقرير مصيره، والعيش في سلام واستقرار داخل حدود دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
و رحب بالقرار التاريخي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بشأن القدس والمقدسات الإسلامية، الذي اعتبر أنه لا وجود لأي ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، وقدر كافة الدول الصديقة التي انتصرت للحق والحقيقة، في التصويت على هذا القرار الذي تترتب عليه المسؤولية القانونية والسياسية الدولية بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية التي تتعرض بصورة متسارعة وغير مسبوقة للانتهاكات الجسيمة، والتي تصنف كجرائم حرب وتطهير عرقي وتدنيس وعبث ومحاولة لتهويد القدس الشريف.
وأشار الجروان، إلى إننا نكاد نتفق جميعاً أن ربط الصراع بحقوق الإنسان يجعل وجهتنا تتجه نحو أشقائنا في سوريا، وما يحدث هناك من صراع ومجازر ترتكب يوميا، ونتيجة لهذا الصراع، فإن اللاجئين والمهجرين السوريين بلغوا تقريبا نصف تعداد الشعب السوري، يعيش معظمهم ظروف غاية في القسوة، مؤكدا بأن العمل سوياً لحل هذه المأساة الإنسانية سوف يساعد في الضغط على المجتمع الدولي وصناع القرار بتأمين عودة هؤلاء اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم بسلام لتجنب كثير من الإشكاليات المحتملة في المستقبل.
واوضح رئيس البرلمان، أن الشعوب العربية نؤمن بالتعايش والتواصل المبني على حسن الجوار، وأن مبدأ حسن الجوار هو الدعامة الأساسية لنشر السلام وتحقيق الأمن والاستقرار وضمان حقوق الشعوب، ومن هذا المنطلق لابد من الانتباه إلى أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية مرفوضة وتعد مخالفة وانتهاكا للقانون الدولي، وأن عدم احترام الأعراف الدولية والحشد بحجج مختلفة يزيد التوترات في المنطقة، كما طالب النظام الإيراني بإنهاء الاحتلال والتجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، بالتفاوض المباشر أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية.