قرار جديد لـ«اليونسكو» يرفض مصطلح «الهيكل الـمزعوم» في القدس
الأربعاء، 26 أكتوبر 2016 01:17 م
رحب مجلس أوقاف القدس، بموقف لجنة التراث العالـمي «الدورة الاستئنافية رقم 40» والـمنعقدة حاليا في باريس، والتي تبنت قبل قليل قرار «بلدة القدس القديمة وأسوارها»، وذلك بأغلبية ساحقة لأعضاء اللجنة التي اعتمدت القرار الـمعد من قبل الأردن وفلسطين والـمقدم من الـمجموعة العربية.
وجاء تبني القرار رغم الـمعارضة الشرسة والضغوط الهائلة التي مارستها إسرائيل على الدول الأعضاء واليونسكو لإفشال القرار، والذي يعكس بالدرجة الأولى الوضع القائم قبل احتلال القدس عام 1967 والـمستند إلى التعريف القرآني الإسلامي والتاريخي «للمسجد الأقصى على أنه كامل الحرم الشريف وانه مكان عبادة خاص بالـمسلمين وحدهم»، وأن الحائط الغربي هو «الحائط الغربي للمسجد الأقصى والحرم الشريف» بخلاف ما تدعيه سلطات الاحتلال من مسميات تهويدية وقد رفضت لجنة التراث العالـمي التعاطي مع محاولة إسرائيل إدخال مصطلح «جبل الهيكل» في لغة القرار.
وحيث أن القرار أيدته عشر دول و8 دول إمتنعت عن التصويت في حين عارضت القرار دولتين ودولة اخري تغيبت عن الجلسة، ومن أهم البنود التي تضمنها القرار، التأكيد على عدم شرعية أي تغيير أحدثه الاحتلال في بلدة القدس القديمة ومحيطها وذلك بناء على الـمواثيق الدولية مثل مواثيق جنيف ولاهاي وقرارات اليونسكو والأمم الـمتحدة، والتأكيد على أن ما ورد في قرار اللجنة لا يؤثر على الوضع القانوني للقدس على أنها مدينة محتلة بحسب قرارات الأمم الـمتحدة ومجلس الأمن الدولي الـمتعلقة بفلسطين، فضلًا عن إدانة شديدة ومطالبة سلطات الاحتلال بالوقف الفوري لجميع أعمال الحفريات غير القانونية التي تنفذها مجموعات الـمستوطنين بطريقة تمثل تدخلات صارخة ضد آثار القدس، وإدانة شديدة لاقتحامات الـمتطرفين وقوات الاحتلال الـمستمرة للمسجد الأقصىالحرم الشريف وحث سلطات الاحتلال على منع جميع الإهانات والانتهاكات لقداسة الـمسجد الأقصى والحرم الشريف بما في ذلك التدمير الـمتكرر لبوابات وشبابيك الـمسجد القبلي والبلاط التاريخي لقبة الصخرة الـمشرفة.
كما شملت البنود، مطالبة سلطات الاحتلال بتسهيل تنفيذ مشاريع الإعمار الهاشمي في الـمسجد الأقصىوالحرم الشريف مع التشديد على وقف التدخل في مبنى باب الرحمة، ومطالبة إسرائيل بالسماح غير الـمشروط لوصول السلطة الـمعنية والـمتمثلة بخبراء الأوقاف الأردنية من أجل الـمحافظة على بلدة القدس القديمة وأسوارها من الداخل والخارج، إدانة شديدة ومطالبة إسرائيل بإزالة القطار الخفيف من جوار أسوار القدس القديمة، وإدانة شديدة ومطالبة سلطات الاحتلال بوقف جميع مشاريع التهويد مثل «بيت هليبا» و«بيت شتراوس» والـمصاعد الكهربائية والتلفريك الهوائي وإزالة آثار الدمار الناجم عن هذه الـمشاريع، مطالبة سلطات الاحتلال بإعادة الآثار الـمنهوبة وتزويد مركز التراث العالـمي في اليونسكو بتوثيق واضح لـما تمت إزالته من آثار.
كما تضمنت البنود، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي تمكين الأوقاف الإسلامية الأردنية من تنفيذ تصميم مشروع إعادة ترميم طريق باب الـمغاربة، إدانة شديدة لاستمرار إسرائيل بمنع بعثة الـمراقبة والخبراء التابعة لليونسكو من الوصول إلى مدينة القدس وأسوارها، الإبقاء على «بلدة القدس القديمة وأسوارها» على قائمة التراث العالـمي الـمهدد بالخطر كموقع مسجل من قبل الأردن عام 1981.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من قرار مماثل صدر عن الـمجلس التنفيذي لليونسكو بتاريخي 13 و18 أكتوبر 2016 والذي استغلته إسرائيل لزيادة دعاية التباكي والإدعاء بأنه «ينكر صلة اليهود بالقدس» مع العلم بأن القرارين يهدفان للمحافظة على الوضع القائم وتوثيق الانتهاكات بما في ذلك تغيير الـمصطلحات التاريخية وابتداع سلطات الاحتلال لـمصطلحات ومسميات جديدة مثل «جبل الهيكل» الـمزعوم.