أوزبكستان الإسلامية.. «دواعش» آسيا الوسطى المزعجين لروسيا

الخميس، 27 أكتوبر 2016 04:17 م
أوزبكستان الإسلامية.. «دواعش» آسيا الوسطى المزعجين لروسيا
حركة أوزبكستان الإسلامية

تمثل حركة «أوزبكستان الإسلامية» ذات الطابع المتطرف مصدر قلق للدولة الروسية، هكذا تتعامل موسكو معها منذ تدشين الحركة في حقبة التسعينات من القرن المالضي، على يد إسلاميين عرب وباكستانيين وشيشان وروس، علاوة على عناصر أوكرانية وقرغيزستانية وأوزبك وطاجيك.

ورغم المحاولات الروسية، لتقليل هذا الخطر القريب جغرافيًا منها، إلا أنه تضاعف منذ عامين، وتحديدًا في أكتوبر 2014، عندما أعلنت الحركة الانضمام لمعسكر تنظيم داعش الإرهابي، عبر بيان متلفز، ألقاه أحد قيادات الحركة ويدعى عثمان غازي، الذي قال فيه: «باسم كل أعضاء حركتنا ووفاء بواجباتنا، أُعلن أننا في الصفوف نفسها لداعش في هذه الحرب بين الإسلام والكفار».

وفسر مراقبون البيان بأنه يعلن عن ولاء غير مطلق، مدللين على ذلك بتحفظ «غازي» في استخدام كلمة مثل «البيعة»، والتي تعني عند الإسلاميين السمع والطاعة، في كل الأمور إلا الشرك بالله، ما جعلهم يتعاملون مع البيان كما لو أنه مباركة للمشروع الداعشي ليس أكثر، ودعم هذا الرأي تمسك الحركة باسمها الذي عرفت به منذ ظهورها، على خلاف تنظيمات أخرى أطلقت على نفسها اسم «الولاية» عقب البيعة.

لكن هذه الرؤية تناقض الإحصائيات السنوية التي تصدر من جهات معنية بجنسية المتطرفين المتواجدين في سوريا والعراق، ووفقًا لهذه الإحصائيات فإن الجنسيات الآسيوية احتلت رقم مهم في المشهد هناك، مع ترجيحات بأن يكون هؤلاء منتمين لحركة «أوزبكستان الإسلامية»، هذا بالإضافة لشغل عدد منهم لمناصب قيادية في فرعي داعش في سوريا والعراق، وإعراب عدد آخر من مكان تواجدهم في بلدانهم عن استعدادهم للحرب بجوار تنظيم الدولة.

«النشأة»


وتعرف «أوزبكستان الإسلامية»، كتحالف إسلامي في دول آسيا الوسطى، يؤمن بضرورة إقامة الدولة الإسلامية وتهاجم في خطاباتها الغرب وإسرائيل.

ويرجع تاريخها إلى التسعينات، فترة استقلال أوزبكستان، عندما قام رئيس البلاد إسلام كريموف، بتعقب كل من ينادي بإقامة دولة إسلامية، واستمر أسلوب الصدام بين الطرفين على مدار الفترة من 1991 وحتى الآن، كمحاولة لعرقلة قيام حركة وهابية في إقليم فرجانا.
وأخذت الحركة في 1999، طابع غير محلي، إذ استهدفت وعلى مدار الخمسة عشر عامًا التالية، مناطق في دول آسيا الوسطى كلها.


«التعامل العالمي معها»


صُنفت الحركة كتنظيم إرهابي عقب أحداث 11 سبتمبر بشهر واحد، لعلاقتها آنذاك بتنظيم القاعدة، وكرد على ذلك ركزت أوزبكستان الإسلامية عملياتها على قوات التحالف التي قدمت إلى أفغانستان لتحريرها، لتقف بذلك بجانب طالبان، والقاعدة.

وتورطت الحركة في الفترة من 2001 وحتى 2005 في عمليات واسعة إلى أن خفت نجمها بتعقب قيادات فيها وإلقاء القبض عليهم، إلى أن عادت مجددًا في 2010.

الزعيم الجديد

وفي هذا العام برزت مؤشرات على استعادة الحركة بعض نشاطها، بعد خفوت دام لعدة سنوات، إلا أن جزء منها انتقل إلى الشمال الغربي للبلاد وجزء انتقل إلى أفغانستان للحرب بجانب طالبان، لذا تفتت قوة الرعيل الأول بقى الآن من يؤمن بفكر الحركة وانضم لها لاحقا، فيما اعترفت الحركة في صيف 2010 بمقتل أحد مؤسسيها هو طاهر يولداشوف، بقصف نفذته طائرة أمريكية دون طيار في جنوب وزيرستان، وتم الإعلان عن عثمان أديل زعيمًا جديدًا لها.

وفي السنوات القليلة الماضية، تؤكد التقارير الواردة من وسائل الإعلام والحكومة الأفغانية وحلف الناتو وجود حركة «أوزبكستان الإسلامية» في شمال أفغانستان، ومن حدود باكستان إلى الحدود الإيرانية، ولكن الأعداد المرجح وجودها كانت محدودة بالمقارنة بالمساحة الشاسعة التي تنتشر فيها، ودفع ذلك ببعض عناصر الحركة لترك بلادها والانتقال إلى سوريا والعراق لاعتبار القتال فيها أكثر فعالية مقارنة بالعمل في مناطق آسيا الوسطى التي تصل لـ2200 كيلومترًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق