«إخوان الأردن» بين إنشقاقات الداخل والصدام مع النظام

الجمعة، 28 أكتوبر 2016 12:00 م
«إخوان الأردن» بين إنشقاقات الداخل والصدام مع النظام
الحركة الإخوانية الأردنية
حسن الخطيب

عبرت التجربة الحزبية الجديدة لإخوان الأردن بإنشائها حزب «الشراكة والإنقاذ»، عن حالة الانشقاق التي تعيشها الحركة الإخوانية الأردنية، وانشطار الجماعة إلى عدد من الكيانات الشرعية وغير الشرعية، بعد انقسامهما إلى تياري «الصقور» وهم أكثر قربا لإخوان مصر، و«الحمائم» وهم المنادون بمراجعة أفكار الجماعة، وربما يقود الانقسام جماعة الإخوان المسلمين لنهايتها.

مرحلة التأسيس

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كامتدادا لإخوان مصر، نشأت الجماعة في 1945 بعدما أرسل إمامهم حسن البنا إلى الملك عبد الله الأول، رسالة تعبر عن رغبته في تأسيس فرع لهم بالمملكة الهاشمية، فلاقى ترحيب الملك، وأصر على تخصيص مقر لهم في الأردن، ليصير أول مقر لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ويرجع سبب ترحيبه إلى أن الجماعة عاشت في تلك الفترة مدا جماهيريا، بسبب مواقفها وجهادها في قضايا العروبة، والقضايا التحررية في العالم العربي، وكان صاحب المبادرة عبد اللطيف أبو قورة، الذي اقترح على المرشد العام وقتها بتأسيس فرع لهم بالأردن، وبدأت الجماعة فور تأسيسها بإقامة الندوات والمحاضرات والاحتفالات الإسلامية والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ساهمت في إنشاء الكلية العلمية الإسلامية بعمان، وشاركت في رابطة العالم الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي، ولجنة نصرة الجزائر، والمؤتمر الإسلامي لـبيت المقدس، كما شارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948م بسرية أبو عبيدة عامر بن الجراح مما أعطى لهم ثقلا سياسيا بالأردن.

مرحلة الانتشار

قدم «قورة» اقتراحا لحسن البنا بضم الجماعة في فلسطين ليكونوا امتدادا لإخوان مصر والأردن، وافق البنا بعدما رأى أن الانضمام سيزيد من قوتهم لتشكل جماعة واحدة، واهتم الإخوان في فلسطين بـمخيمات اللاجئين، وأنشأت بعض المدارس بها، كما أصدر الإخوان في هذه الفترة مجلة الكفاح الإسلامي، التي كان يرأس تحريرها يوسف العظم، وعقدوا مؤتمر القدس عام 1953م بمشاركة واسعة من علماء ومفكرين وقادة إسلاميين من مختلف أقطار العالم الإسلامي.

في عام 1954 أصدرت الجماعة بيانا نادت فيه بأن الأردن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، والحكم بشريعة الله هو مطلب الإخوان وغايتهم في هذه الدنيا، وأكد البيان على أن قضية فلسطين قضية إسلامية ولا بد من حشد جميع الإمكانات المادية والمعنوية لتحريرها من اليهودية العالمية والصليبية الدولية، وعارضت الجماعة مبدأ «آيزن هاور» عام 1957 المعروف بمبدأ ملء الفراغ في الشرق الأوسط.

شارك الإخوان في الانتخابات النيابية عام 1956، ونجح لهم 4 مرشحين من 6، ووقفوا ضد إقامة المسارح والحفلات معتبرين أنه فساد تمارسه الحكومة الأردنية، واعتقل عدد من أفراد الجماعة بسبب ذلك، وفي العام 1963 شارك الإخوان في الانتخابات النيابية، ونجح لهم اثنان وأنشأوا مع مجموعة من الشخصيات الإسلامية «جمعية المركز الإسلامي الخيرية»، وأنشأت المستشفى الإسلامية في عمان والعقبة وعدة مدارس.

مرحلة السطوع

بمشاركة الجماعة في العمليات ضد إسرائيل مع حركة فتح، زاد ثقلهم سياسيا وسطع نجمهم، وشهدت الفترة توافد الشباب وأساتذة الجامعة لإعلانهم الولاء، وشهدت فترة السبعينيات مدا إسلاميا كبيرا، بعدما اعترضت الإخوان على معاهدة «كامب ديفيد» بزعم أنها تعترف بالدولة الإسرائيلية، ما أدى لتدفق الشباب على الجماعة.

وركزت الجماعة في هذه المرحلة على التربية والدعوة، واتجهت نحو التوسع في العمل النقابي وشاركت في الانتخابات النيابية التكميلية في 1984 بحصولها على مقعدين آخرين في المجلس، وشارك الإخوان في الانتخابات البلدية في إربد ومادبا وسحاب، وتقدم الإخوان في قيادة العمل الطلابي في الجامعات.

اتسعت مشاركة الجماعة السياسية في تلك الفترة، وكانت أكثر حضورا ونجاحا بين القوى السياسية المختلفة، وفي بداية التسعينات على اثنين وعشرين مقعدا بالمجلس النيابي الحادي عشر بالإضافة إلى رئاسة المجلس لثلاث دورات متتالية، كما شاركت بخمسة وزراء، وحصلت على 17 مقعدا، بعد إصدار قانون الصوت الواحد، وأنشأوا حزب جبهة العمل الإسلامي سنة 1992.

مرحلة التراجع

نتيجة لاستمرار التراجع في الممارسة الديمقراطية والتضييق على الحركة الإسلامية بعد توقيع معاهدة «وادي عربة» التي عارضتها الجماعة بشدة، رأت أنه لا بد من مراجعة المشاركة السياسية الرسمية ومنها المجلس النيابي، واحتجاجًا على تلك الحال، قررت الجماعة مقاطعة الانتخابات النيابية لعام 1997، ولم تجد تلك الدعوة صدى بينهم، وشاركوا وتصدروا العمل السياسي والاجتماعي بالمملكة، حتى انتخابات 2007 لم تحصل الجماعة إلا على 6 مقاعد في البرلمان.

مرحلة السقوط

شهد إخوان الأردن منذ 2013 انشاقاقات عن بعضها البعض بعدما دار جدل حول إشهار الجماعة ومدى توافقهم مع القوانين الأردنية، واعتبارهم خطرا على المملكة الهاشمية، تم تضييق الخناق عليهم وتحجيم أعمالهم، ما دفع إلى انقسامهم فقرر فريق الابتعاد عنهم، وآخرون انفصلوا وكونوا كيانات جديدة ما بين كيان «الصقور» و«الحمائم»، ولازالت الجماعة تشهد انشقاقات لتعلن عن قرب نهايتها بالأردن

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق