«الدماطي» يحكي عبقرية المصري القديم في ندوة بمعرض الجزائر
الجمعة، 28 أكتوبر 2016 07:31 م
أكد وزير الآثار المصري السابق الدكتور ممدوح الدماطي أن المصري القديم عرف إقامة الحق والعدل والنظام منذ عام 4200 قبل الميلاد فيما عرف باسم "ماعت"، فضلا عن براعته في العديد من العلوم والفنون مثل فن المعمار والذي يظهر جليا في بناء معبد أبو سمبل والأهرامات.
جاء ذلك خلال ندوة تاريخ مصر الفرعونية: رؤية متجددة للدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، والتي أقيمت بمعرض الجزائر الدولي للكتاب، والذي تحل مصر فيه باعتبارها دولة ضيف الشرف، وأدار الندوة، الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامه للكتاب.
وقال وزير الآثار السابق، إن الآثار المصرية، الموجودة في الخارج 5 أنواع، لا نسترد منها إلا نوع واحد فقط، وهي الآثار التي تم سرقتها بالخارج، لكن هناك 4 أنواع من الصعب أستراجعها، وهي الآثار التي خرجت بالقسمة، من خلال الحملات الاستكشافية، ومنها ما تم بيعه في المزادات، حيث كان مسموحا بالبيع، وهناك هدايا الرؤساء، حتى أن الآثار كان يتم إهداؤها حتى عام 1982، وهناك الآثار التي خرجت قبل عام 1900، حيث لم يكن هناك قانون.
وأضاف الدماطي أن تاريخ مصر الفرعونية يمتد إلى 3100 قبل الميلاد، وفقا لكتابة التاريخ، لكن كحضارة تمتد لـ7000 قبل الميلاد، مستعرضا تاريخ مصر الفرعونية، منذ الملك العقرب، وهو أبو الملك مينا موحد القطرين، والذي بدأ في عهده محاولات توحيد القطرين، مشيرا إلى أن مصر أول دولة عرفت التعداد السكاني، فقد شرح حجر رشيد، والذي يشرح قصة توحيد الملك نارمر للقطرين، أن عدد سكان مصر بلغ 210 آلاف مواطن في الدلتا في 3100 قبل الميلاد، وبلغ عدد الأغنام ١٤٢٠٠٠٠.
وقدم الدماطى شرحا تفصيليا، عن أشهر تابوت من الذهب، وهو تابوت توت عنخ أمون، وقصة حياة الملك الذهبي توت عنخ أمون.
كما شرح معرفة المصريين، بعلم فن المعمار، والذي برعت فيه مصر قديما في الأهرامات أو المعابد، وهو ما يظهر ببراعة في معبد أبوسمبل والذي تم نحته داخل كتلة صخرية.
وقال الدماطى إن مصر لم تعرف السخرة في إنشاء الأهرامات، فهناك حفائر حديثة بجوار الأهرامات لقرية العمال، تكشف عن حصص العمال من الرواتب، وهو ما يؤكد أن خوفو أول ملك حارب البطالة، من خلال مشروعه القومي وهو بناء الهرم، مؤكدا أن سرقة المقابر الفرعونية، عرفت في العصور الفرعوني نفسها، من أجل ذلك بحث المهندسين إقامة حجرات داخلية، في المقابر نفسها، لافتا إلى أن مقبرة توت عنخ أمون لم تسرق، بسبب وجود مقبرة رمسيس السادس، والتي كانت تعلوها.
وأكد أن توت عنخ أمون هو أصغر من حكم مصر، ومقبرته أصغر مقابر الملوك، لكنه أكثر الملوك شهرة بسبب ما تم العثور عليه، حيث وجد به ٤٥٠٠ قطعة أثرية.
وأضاف الدماطي أن مصر برعت في علم الفلك والهندسة، والطب حتى أن الكتابات المصرية القديمة شرحت تركيب الأطراف الصناعية، وقد كان أول نظام للضرائب في العالم، عرف في مصر عندما كان يتم تعداد الماشية، كما كانت مصر القديمة رائدة فن المسرح، ولكن كان يتم في المعبد، تلاها اليونانيون والذين عرفوا الجمهور المسرحي.
وشرح الدماطي تاريخ الحياة العسكرية المصرية، حتى أن أقدم جيش في التاريخ، كان في مصر، وكان الهكسوس أول احتلال عسكري في تاريخ مصر، بينما كان سكننس رع أول قتيل في تحرير مصر ضد الهكسوس تلاه ابنه كاموس، أخو الملك أحمس، والذي حرر مصر من الهكسوس.
واستعرض الدماطي، تاريخ الملك تحتمس الثالث، والذي لم يهزم قط في أيا من حروبه، وقد حكم مصر بعد الملكة حتشبسوت، وقد سجل معاركه في الكرنك، وقد كان أعظم حكام مصر وأدخل لها كل ما هو جديد في الدول التي حكها، من حيوانات وأشجار ونباتات وعلوم، حتى أنه من أدخل " الرمان"، لافتا إلى أن البعض يطلق عليه بونابارت مصر القديمة، وهو أمر مؤسف لأن بونابرت هزم في آخر أيامه، لكن في العالم القديم لم يكن هناك مثيل لتحتمس الثالث.
وسلط الدماطي الضوء على تفاصيل أول معاهدة سلام في التاريخ، ما بين رمسيس الثاني وملك حيفا، كما استعرض مكانة المرأة في الأدب المصري القديم، وقدم مجموعة من البرديات، منها وثيقة الزواج، ووثيقة الطلاق، لافتا إلى أن مصر القديمة حثت على تعليم المرأة، فنصت البرديات على "علموا المرأة يتعلم الرجل ويتعلم الشعب".
وقد شرح الدماطي طريقة التحنيط، كما شرحتها البرديات، لافتا إلى أن المصريين لا يزالون متمسكين بـ" يوم الأربعين " للمتوفي، وهي عادة فرعونية.
وقدم الدماطي وثيقة تكليف أحد الوزراء، وتكليف الفرعون له، حيث قال له " انتبه فانه منصب ليس حلو بل هو مر يتجرعه، انتبه في حالة أن يكون الرجل في مقر سيده فهو يفعل له الحسن ولا يفعل مثله لآخر انتبه، عندما يأتي سائل من الجنوب أو الشمال أو من الأرض فمده به وانظر له كما لنفسك".