صور ..الأمطار تغزو قنا.. والأهالي يستقبلونها بالدعاء

«يارب أرحم عبيدك.. يارب الأمر بإيدك»، دعاء أهالي قنا، الذي هز أركان المحافظة، مساء أمس الجمعة، عقب تجمع مياه السيول والأمطار بمخرات ترعة المعنا.

مشهد جنائزي.. ودموع الخوف تنهمر كأنها تفتقد أقرب الأهل والأصدقاء، تنافس الأمطار والسيول في ملء مخرات السيول التابعة للمحافظة، يترقبون فتح مجارى الصرف الصحي، وتحويل المياه إلى مخرات السيول.

ترعة المعنا.. إحد ادوات محافظة قنا لمواجهة أزمة السيول والأمطار، وهجوم الطبيعة على أبناء الصعيد، ومابين رفع درجات الإستعداد، وغضب الطبيعة الأم، وقف الأهالي بخوف يترقبون وصول السيول والمياه القادمة من مخرات السيول إلى ترعة المعنا، رافعين أذرعهم بالدعاء خوفاً من غضب الطبيعة والتى كشرت عن أنيابها، مراقبين تدفق المياه.. خائفين من ارتفاع منسوب المياه والتى تهدد الأرواح والمنازل.

ووسط ظلام دامس، وأصوات المياه التي تجري دون توقف.. تعالت أصوات الأهالي، تأتي من أعلى الكبارى المطلة على مخر سيل المعنا، قائلة: «يارب حنن علينا.. يا رب أرحم عبيدك يا رب الأمر بإيدك.. يا رب استرها».

«الدعاء يا ناس الدعاء».. هكذا بدأ عم محمد علي، أحد أهالي محافظة قنا حديثه، قائلًا: «ربنا سترها علينا النهارده.. بعد يوم من الموت»، موضحًا ان أهالي قنا شهدوا اليوم الموت بأعينهم، من خلال الأمطار التي لم تتوقف، مشيرًا إلى أن السيول دخلت إلى منازل المواطنين، بسبب تدافعها وانتشارها بطرقات وشوارع المحافظة.

ويقول علاء علام، أحد شباب مدينة قنا، «لولا الجيش كان زمان الناس ماتت»، في إشارة إلى تدخل الطائرات الحربية مساء أمس الجمعة، لنجدة السيارات وركابها، التي حبستهم مياه الأمطار ولم يتمكنوا من الهرب.

وبين الشكاوى والأنين ظهرت صوت هامس يقول « اللهم لك الحمد على كل شىء.. اللهم أرحمنا واغفر لنا وتوب علينا».. هكذا بدأت الحاجة زينب، إحد أهالي قنا حديثها، موضحة ان كل ماشهدتها المحافظة هو خير من الله.. قائلة: «حد يزعل انها بتمطر ده خير.. أدعوا ربنا أدعو ربنا أنها ساعة دعاء»، وتابعت الدعاء.