رئيس «الأرصاد الجوية»: السيول في فصل الخريف ظاهرة طبيعية.. والموجة مستمرة حتى 5 نوفمبر المقبل.. ومصر تتأثر بالمناخ العالمي
الأحد، 30 أكتوبر 2016 05:38 م
أمل غريب
تتعرض عدد من محافظات مصر لموجة من الأمطار والسيول، حيث تسبب ذلك في غلق أغلب الموانئ، وتهدم عدد كبير من المنازل وتشريد أعداد غفيرة من الأهالي، كما أغرقت عدد من المحاصيل الزراعية نتيجة لغرق بعض الأراضي الزراعية في تلك المحافظات، وهو بدوره ما خلق حالة من التخوف لدى الكثيرين من المواطنين بسبب تلك الاضطرابات المناخية التي تتعرض لها محافظات مصر، نتيجة لعدم استعداد أجهزة الإدارة المحلية في أغلب المحافظات لمثل هذه الموجات التي اعتبرها البعض جديدة على الطبيعة المناخية لمصر
«صوت الأمة» أجرت حوارا مع الدكتور «أحمد عبدالعال» رئيس الهيئة القومية للأرصاد الجوية، للوقوف على آخر المستجدات المناخية التي من المتوقع حدوثها وتحليل ما تتعرض له مصر من تغيرات في حالة الطقس، وإلى نص الحوار..
كيف ترى موجة الأمطار والسيول التي تتعرض لها عدد من محافظات مصر؟
هذه ظاهرة طبيعية وموجودة وتعتبر من أهم سمات فصل الخريف، وغالباً ماتحدث في نفس التوقيت من كل عام، كما أنه من المعروف عن الخريف أنه من الفصول الانتقالية التي تشهد دائماً انخفاضاً في درجات الحرارة والأمطار، وهو يختلف عن السنوات السابقة نظراً للتغيرات المناخية التي يظهر تأثيرها على مصر، كما ظهرت على جميع البلاد نتيجة التطورات المناخية التي أثرت على العالم.
هل من المتوقع حدوث موجة أخرى من السيول في الفترة القادمة؟
من المؤكد أنه طالما لازلنا في فصل الخريف فإنه علينا دائما توقع حدوث مثل هذة الظواهر الجوية، ونكون دائماً في إنتظارها، ونكون دائما على استعداد تام لها وتحديداً في تقلب حالة البحار والموانئ .
آلا ترى أن موجة السيول أتت مبكراً هذا العام وليس في فصل الشتاء كما اعتدنا دائماً في مصر؟
لا أرى أنها أتت مبكراً هذا العام فقد حدثت العام الماضي في نفس الميعاد، وبدأت تحديداً في 28 أكتوبر وانتهت 5 نوفمبر كما نذكر جميعاً، ولكنها ضربت محافظات الوجه البحري وتركزت أكثر في محافظتي الإسكندرية والبحيرة.
لم تشهد محافظة البحر الأحمر مثل هذه الموجة من السيول منذ وقت قريب.. ما تفسيرك لهذا؟
ليس من الممكن أن نحدد منطقة بعينها في توقع موجات السيول، فالمسألة تتحدد وفقاً للمنخفض الجوي الذي تتعرض له تلك المناطق ومن أين يأتي ذلك المنخفض الجوي.
هل من المتوقع أن تشهد مصر شتاءً بارداً هذا العام؟
لا يمكن الربط بين ما يحدث في فصل الخريف بما هو متوقع في فصل الشتاء، ومن السابق لأوانه أن نتكلم في هذا الشأن الآن، لكنه يتم قياس التغيرات المناخية إذا كانت كمية الأمطار 10 أضعاف الكمية التي سقطت في نفس الموعد من السنة التي سبقتها، وذلك يكون في فصل الخريف، وهذا العام إذا كانت الأمطار أكثر من نفس الموعد في خريف 2015، فبالتالي سيكون الشتاء المقبل أكثر برودة.
البعض يتساءل عن سبب تأرجح الطقس بين الحر والبرد في هذه الأيام؟
نحن نعيش فصل الخريف وهو فصل التقلبات المناخية وليس فصل الشتاء أو الصيف، وهو أمر عادي في مثل هذا التوقيت من كل عام، أما فصل الشتاء سيبدأ 22 ديسمبر.
هل تشهد مصر حالة من الاضرابات المناخية؟
بكل تأكيد العالم كله يشهد حالة اضراب مناخي كبير، ومصر ليست بمنأى عن العالم وبالتأكيد فإن مناخها يتأثر بقوة تبعاً للظروف المناخية العالمية نتيجة لعوامل كثيرة تؤثر بالسلب على الطقس والمناخ العالمي والمصري بالتباعية.
هل يمكن أن يكون للإنسان دور في حدوث الاضطرابات المناخية؟
بكل تأكيد لا يمكن أن نغفل دور الإنسان في التسبب بالاضرابات المناخية التي يشهدها العالم نتيجة الاستخدام المفرط في مواد «الأيروسول» ومشتقات البترول والانبعاثات الغازية التي تؤدي بدورها إلى تصاعد غاز الميثان وغازات الاحتباس الحراري والتي تكون غطاء كبير من الملوثات فيمنع ارتداد الموجات الضارة بعد امتصاص الأرض لحرارة الشمس طيلة النهار، وبالتالي يمنع خروج بعض هذه الإشعاعات التي تطلقها إلى الفضاء الخارجي، وينتج عنها غازات الاحتباس الحراري التي تكون هي العامل الأوحد في ارتفاع درجات الحرارة والاضطرابات المناخية التي يتعرض لها العام ومن بينهم مصر.
