فيديو وصور.. «ساقلته».. تحكي مرارة السيول
الأحد، 30 أكتوبر 2016 09:02 م
«دموع.. صراخ.. عويل».. وليالًي من الظلمات عاشها أبناء مركز ومدينة «ساقلته»، وخمس قرى تتبعها في محافظة سوهاج بصعيد مصر، دموع تحكي آلام الحسرة وخسارة «المال، والمأوى».. وصراخ على فقدان شخوص كانت السيول كفيلة بأن تفتح لهم صفحات من الحزن، وكانت آخر مساكنهم القبور.. وعويل وخوف على مستقبل أصبح لا يري فيه أبناء «ساقلته» النور.
صورة بطلها السيول والأمطار وعوامل الطبيعة.. ويلات الحسرة والندم سيطرت على محيط مدينة الصعيد «ساقلته»، عقب الغضب الذي أطاح بالأخضر واليابس.. خطف «المال، والبنون، والأرض».
«السيول دمرت بيوتنا.. وزرعتنا ماتت.. وجهاز بناتي الثلاثة باظ».. هكذا قال مشوادي السيد عوض، 58 عامًا، فلاح، أحد أهالي قرية الحاجر بنجع الليذية، بمركز ومدينة «ساقلته»، بمحافظة سوهاج، مشيرًا إلى أن السيول أغرقت البيوت وأغرقت المحاصيل الزراعية، قائلًا: «جهاز بناتي باظ.. أنا عندي 3 بنات كنت مجهزهم.. ولكن عليه العوض ومنه العوض».
وتقول «عجوز اليلذية»، جميلة شحاتة، 67 عامًا، ربة منزل، بقرية «الحاجر» في نجع «الليذية» بمركز «ساقلته»: «يوم السيول كنت بجيب عيالي من على أول الطريق.. كنت خايفة عليهم من المطر.. وأول مارجعت لقيت البيت غارق في المياه.. وكل الأجهزة والفرش باظ بسبب المياه»، مشيرة إلى أن الضرر الذي نتج عن السيول لم يكن المرة الأولى، قائلة: «دي المرة الثالثة اللي فرشنا وعفشنا يبوظ فيها».
وطالبت «عجوز الليذية» المسؤولين بالتدخل وإيجاد حلول جذرية لمشكلة السيول، كما طالبت ببناء منزلها بطريقة تقاوم مياه السيول.
«البلد خربانة.. وبيوتنا تدمرت.. ومحاصيلنا ماتت».. هكذا قال هاني لمعي بولس، أحد أبناء قرية «الليذية» بمركز «ساقلته» التابعة لمحافظة سوهاج، مشيرًا إلى أن محافظ سوهاج تجاهل الأزمة وأعلن أن قرى مدينة «ساقلته»، لم تشهد أي سيول، قائلًا: «المحافظ مشفش المصايب اللي احنا عايشين فيها.. حتى لما نزل يشوف مشاكل السيول مفكرش ينزل من العربية بتاعته»، موضحًا أن الأراض الزراعية فسدت بسبب انتشار مياه السيول، فضلًا عن المنازل التي خربت أجهزتها.
ومن جانبها أكدت نعمات قديس، ربة منزل وإحدي أهالي نجع عطية، بمركز «ساقلته»، أن السيول التي ضربت الخمس قرى التابعة لمدينة «ساقلته»، هددت أرواح الأهالي منذ الساعات الأولى لصباح يوم الخميس الماضي، قائلة: «أنا صحيت من النوم على أصوات الرعد والبرق»، موضحة أن تقلبات الطبيعة كانت تشير إلى انتظار كارثة طبيعية.
وأضافت «نعمات»، وبعد مرور بضع ساعات بدأ هطول الأمطار، قائلة: «الساعة 7 مساء تحولت الأمطار لسيول»، موضحة أنها أغرقت البيوت الموجودة بالنجع كافة، متابعة: «تسببت الأمطار والسيول في انقطاع شبكات المحمول والتيار الكهربائي».
وفي ذات السياق أكدت نعمة جابر خلف، 44 عامًا، ربة منزل، إحدي أهالي قرية الحاجر بنجع الليذية بمركز ومدينة «ساقلته»، أن السيول كادت أن تودي بحياتها، موضحة أنها كانت تعمل بالحقل مع زوجها، حتي فاجأتها الأمطار وهطلت بشكل غزير وأسقطتها على وجهها في المياه.
«ياناس ألحقوني.. حد ينجدني.. بغرق هموت».. هكذا استكملت «نعمة» حديثها، مشيرة إلى أن أحد الجيران ساعدها على الهرب من السيول وأنقذها من الموت، موضحة أن جميع المنازل أصبحت خربة، وأثاث المنازل والأدوات الكهربائية «بقت من الماضي»، على حد قولها.
وطالبت «نعمة» الرئيس بالتدخل لنجدتهم من تكرار كارثة السيول، مشيرة إلى أنها المرة الثالثة التي يمروا بتجربة الموت، كما طالبت بمساعدتها على إعادة بناء منزلها مرة أخرى.
وفي ذات السياق أكدت بخيتة يوسف عبدالعال، 32 عامًا، ربة منزل، إحدي أهالي قرية الحاجر بنجع الليذية بمركز ومدينة «ساقلته»، أنها استيقظت من النوم وهي غارقة في بحر من المياه، موضحة أن السيول اخترقت بيتها أثناء نومها.
وقالت «بخيتة»: «كنت نايمة أنا وعيالى،، والمياه دخلت علينا فاجأة.. وقمنا مفزوعين من النوم.. وطلعنا نجري فوق سطح البيت عشان نهرب من المياه»، مشيرة إلى أن السيول دمرت البيت وكافة محتوياته، وأنهم لا يجدون الآن «قوت يومهم» على حد قولها.
وقالت سناء الصغير، 32 عامًا، ربة منزل، إحدي أهالي قرية الحاجر بنجع الليذية بمركز ومدينة «ساقلته»، إن جميع منازل مركز ومدينة «ساقلته»، والخمس قرى التابعة لها تدمرت نتيجة تدافع المياه داخل البيوت.
وأوضحت فاطمة يوسف عبد العال، 48 سنة، ربة منزل، إحدي أهالي قرية الحاجر بنجع الليذية بمركز ومدينة «ساقلته»، أن السيول اختطفت جميع ممتلكات أهالي القرية، قائلة: «كل حاجة راحت.. ومحدش وقف معانا.. والعيال بيصرخوا من الجوع»، مضيفة السيول دمرت حياة أهل القرية.