«داعش» ينقل حلم الخلافة إلى أوروبا.. فرار عناصره لألمانيا وفرنسا وبريطانيا بمساعدة المهاجرين وشباب الاتحاد.. توقعات بعودة 7000 مجاهد أوروبي من بين صفوفه.. «كيرشوف» قلق من استخدام التنظيم أسلحة كيماوية

الإثنين، 31 أكتوبر 2016 12:36 م
«داعش» ينقل حلم الخلافة إلى أوروبا.. فرار عناصره لألمانيا وفرنسا وبريطانيا بمساعدة المهاجرين وشباب الاتحاد.. توقعات بعودة 7000 مجاهد أوروبي من بين صفوفه.. «كيرشوف» قلق من استخدام التنظيم أسلحة كيماوية
داعش
حسن الخطيب

نجح تنظيم «داعش» في تشكيل خلايا منتشرة بجميع الدول الأوروبية، التي تعد أرضا خصبة ومفرخة جيدة لضخ الشباب إلى صفوف التنظيم، بسبب وفرة الشباب المتقبل للفكر الأصولي، الأمر الذي تكرر مع الكتلة الإسلامية الآسيوية، التي سمُح لها منذ عقود نشر الفكر المتطرف على أراضيها، حينما كانت تمتلك أدوات تحريكه بما يتفق مع سياستها الخارجية في الدول العربية والشرق الأوسط.

تشير محاولات «داعش» التوسع وتأكيد وجودها في الغرب، إلى أهداف استراتيجية أكثر عمقًا من فكرة الانتقام، هذا ما رصدته صحيفة «ديرشبيجل» الألمانية وأطلقت بصدده تحذيرات أمنية من الدرجة الأولى، عن وجود أذرع «داعشية» في العواصم الأوربية، بما فيها العاصمة الألمانية برلين، موضحة أن تلك الأذرع في تنامي مستمر، ما يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي للاتحاد الأوروبي، مستدلة بما حدث في فرنسا يوليو الماضي، ناقلة ما قاله منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، من أن تنظيم «داعش» غير من استراتيجية تنفيذ هجماته، وبدء في استخدام الأسلحة الكيميائية.

أعلن التنظيم في وقت سابق عن عزمه تنفيذ أعمال انتحارية في عواصم أوروبا، وشهدت العاصمة الفرنسية أول عمل إرهابي، ثم في برلين حيث أعلن داعش عن تبنيه عمليات الطعن التي حدثت منتصف أكتوبر الجاري، وفي روسيا أيضا حيث أعلن التنظيم عن تبنيه عملية طعن الأسبوع الماضي، استهدفت فتاة وشابين، فضلا عن اكتشاف 10 عمليات إرهابية قبل وقوعها بلندن، كان أعلن «داعش» عن تبنيها، وفي السويد أعلن التنظيم عن تبنيه هجمات إرهابية هناك، كما اعتقلت الشرطة الأسبانية عناصر داعشية كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية، فيما علمت مصادر أمنيه فرنسية عن تخطيط داعش لهجمات إرهابية في باريس.

ويساور أوروبا مخاوفا من فرار عناصر «داعش» من العراق وسوريا بعد الهجمات التي تشنها عليهم قوات التحالف، وبعد تضييق الخناق عليهم، من خلال تزوير جوازات سفر وبمساعدة العناصر المهاجرة من أوروبا والمنضمين إلى صفوف داعش من شباب وفتيات الاتحاد.

وفي تحليل سياسي أجري مؤخرا من جانب وكالة أبحاث الدفاع السويدية، أشارت إلى أن داعش سوف يصبح هشا ضعيفا، ويفقد أرضه في العراق وسوريا، وسوف يفقد السيطرة الإقليمية نتيجة أخطائه الاستراتيجية،مما يجعله يفكر جديا في التوجه إلى أوربا، ويعلن تأسيسه لداعش أوربي، بالتحالف مع الجهاديين الأجانب العائدين إلى بلدانهم، وسط خسائر التنظيم في الشرق الأوسط.

وقال المحلل السياسي بوكالة أبحاث الدفاع السويدية «مايكل جونسون» إن تعرض التنظيم لضربات عسكرية متتالية منذ بداية العام، أضعف من مقاومته، وأفقده جزء كبيرا من أرضه، وبعد أن كانت الخلافه في العراق وسوريا، فلا نستبعد أن تكون في بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ولفت «جونسون» إلى معلومة خطيرة، على حد وصفه، وهي أن الخسائر العسكرية لداعش ستجعله أكثر تعطشا لتنفيذ أعمال إرهابية، وسيصبح أكثر تصميما على تنفيذ أعمال إرهابية ضد أوروبا الغربية.

وقال روبرت إنجينيل، وهو أستاذ في جامعة الدفاع الوطني، في مقابلة مع صحيفة «سفنسكا» السويدية، أن هزيمة داعش في العراق، قد تكون له عواقب غير مرغوب فيها بالنسبة لأوروبا، وبخاصة وسط إجراءات الأمن الداخلية الضعيفة المتبعة في دول أوربا.

وفي السنوات الأخيرة، سافر ما يصل الى 7000 أوربي إلى العراق وسوريا للإنضمام الى القتال في صفوف الإرهاب، ناهيك عن الفتيات الملتحقات بالتنظيم، وتعد السويد واحدة من المصدرين الرئيسيين للجهاديين، والتي بلغ عدد سكانها أقل من 10 مليون نسمة، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن السلطات السويدية تعمل على تشديد قوانين مكافحة الارهاب الخاصة بهم، ومع ذلك، تستعد الحكومة السويدية إلى تضييق الخناق أكثرمن ذلك، مما حدا بخبراء القانون في السويد يحذرون من أن القوانين الجديدة لمكافحة الإرهاب قد تضر ببعض الأقليات الدينية والعرقية بها، ما دفع المدافعين عن حقوق الإنسان بالسويد بالمطالبة بالحقوق المدنية عن العواقب التي ستتعرض لها الأقليات من منظور التمييز.

ومن جانبه حذر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب «جيل دي كيرشوف» أمس الاثنين من أن الاتحاد الأوروبي قلق من أن تنظيم داعش قد يغير استراتيجيته في تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، ويبدأ في استخدام الأسلحة الكيميائية.

ووفقا لكيرشوف، فإن «داعش» لم تعد تسعى إلى مهاجمة بعض الأهداف الرمزية كما في السابق، ولكن تقوم تنفيذ هجمات ضد المدنيين في الأماكن العامة.

وتحدث منسق الإتحاد الأوربي لمكافحة الإرهاب أمام البرلمان الاوربي قائلا «إننا نخشى أن يغير داعش طريقة عمله من استخدامه للسيارات المفخخة، ويقوم باستخدام الأسلحة الكيماوية، لذا لابد من دعم عاجل، وعلى نطاق واسع، وإتخاذ تدابير السلامة والأمن في جميع أنحاء أوربا، وسط موجة من الهجمات القاتلة التي وقعت، والتى من المحتمل وقوعها».

من جانبها حذرت وكالة الأمن الألمانية، من أن آلاف الأوربيين يتعدون الـ7000 آلاف، المنضمين لداعش، سوف يعودون إلى أوروبا، عقب خسارة التنظيم في الشرق الأوسط.

وقال قائد الشرطة الجنائية الألمانية «هولغر مونش» أن عودة الجهاديين لبلادهم يعد تهديدا للأمن القومي، فألمانيا لديها أكثر من 500 منضم، قد يعودون قريبا برفقة زملائهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق