«دحلان» لـ«نيويورك تايمز»: «أبو مازن» يخشى عودتي للمشهد.. والفساد والديكتاتورية ينتعشان في عهده... ومحللون: لا يستطيع حشد الفلسطينيين

الخميس، 03 نوفمبر 2016 07:36 ص
«دحلان» لـ«نيويورك تايمز»: «أبو مازن» يخشى عودتي للمشهد.. والفساد والديكتاتورية ينتعشان في عهده... ومحللون: لا يستطيع حشد الفلسطينيين
بيشوى رمزي

السياسي الفلسطيني، محمد دحلان يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعيدًا بنحو 1300 ميل عن إخوته وأقاربه الذين يقطنون الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنه على ما يبدو سعيدًا في حياته الفارهة، التي يعيشها في أبو ظبي، هكذا استهلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرها بشأن الصراع المنتظر داخل السلطة الفلسطينية في الأيام المقبلة.

                        

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة، أنه على الرغم من أن الرجل لم تطأ قدمه تلك الأراضي التي ينظر إليها الفلسطينيون باعتبارها دولتهم المستقبلية منذ 5 سنوات، استطاع خلالها أن يصبح مليونيرًا في المنفى، إلا أنه محورًا لخطط العديد من القادة العرب الذين يسعون لإحداث تغييرات ملموسة في الداخل الفلسطيني رغم اعتراضات رئيس السلطة محمود عباس.

 

الشعور لدى الفلسطينيين يتزايد بأن الاقتتال الداخلي قادم لا محالة، داخل الضفة الغربية، بحسب ما قالت الصحيفة الأمريكية، خاصة في ظل إقدام عباس، والذي يبلغ من العمر 81 عاما، على مهاجمة كل من تسول له نفسه الإعراب عن دعم "دحلان"، حيث تزايدت الاعتقالات وانتشرت الاحتجاجات، وأصبح دوي إطلاق النار علامة تؤشر باقتراب المعركة بين الحرس القديم الذي يكافح من أجل الشرعية، وجيل جديد من القيادة يسعى من أجل الحصول على فرصة.

 

يقول دحلان: "أدرك أن أبو مازن ومعه آخرون يشعرون بالخوف من جراء عودة دحلان إلى المشهد من جديد، ولكن لماذا يشعرون بالخوف؟ لأنهم يعلمون جيدًا ما الذي اقترفوه خلال العشر سنوات الماضية، ويعلمون أيضًا أنني أعرف".

 

اتهامات الحكم القمعي لم تكن بعيدة عن "دحلان" نفسه، بحسب "نيويورك تايمز"، عندما تولى إدارة الأمن في قطاع غزة، كما أنه كان أول من تم إلقاء اللوم عليه عندما تمكنت حركة حماس من السيطرة على قطاع غزة في 2007، كما يراه فريقًا آخر بأنه أحد الأدوات التي تستخدمها إسرائيل، إلا أنه بالرغم من ذلك ربما أصبح الوجه المفضل لما يسمى بأعضاء "الرباعية الدولية"، حيث إنهم يمارسون ضغوطًا كبيرة، على أبو مازن للسماح لدحلان بالعودة إلى بلاده.

 

تقول الصحيفة إن "دحلان"، والذي يتمتع بقدر كبير من الرشاقة والحيوية، يبدو حريصًا على ممارسة الرياضة بصورة يومية حتى يحافظ على لياقته وبريقه، موضحة أنه يرفض تمامًا أن يلقب برئيس جهاز الأمن الذي لا يرحم، متسائلًا "هل أبدو خطيرًا لهذه الدرجة؟"

 

وأضاف، في حوار أجراه مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن البطالة متفشية في حين أن المدارس والمستشفيات في حالة يائسة، ليصبح الفساد هو المنتعش الوحيد في الداخل الفلسطيني، موضحًا أن "عباس فشل في إنهاء الاحتلال، بينما يقطع خطوات ثابته نحو إرساء الديكتاتورية وإسكات المعارضة".

 

"إنها نفس السياسات التي يتبناها نظام الأسد في سوريا، أو مارسها من قبل الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين"، هكذا يقول السياسي الفلسطيني البارز، مضيفا أن "كل ما فعله أبو مازن باقتدار خلال سنوات رئاسته هو تحويل كل ما تبقى من السلطة الفلسطينية إلى جهاز أمن".

 

"وبالرغم من أن الفترة التي قضاها "دحلان" في غزة كانت سببًا في تشويه سمعته في الضفة الغربية، إلا أن القادة العرب يتخذون خطوات هادئة لترتيب تقاسم السلطة، حيث أن الأمر لا يقتصر بالنسبة لهم على دحلان"، بحسب الصحيفة الأمريكية، مضيفة: "هناك ناصر القدوة، ابن شقيق الزعيم التاريخي لفلسطين ياسر عرفات، ربما يكون الرئيس القادم أو جزءًا من الفريق الذي سوف يدير الدفة في المرحلة المقبلة، وهناك أيضًا مروان البرغوثي، والمتواجد بأحد سجون الاحتلال الإسرائيلية حاليًا، بتهمة القتل، والذي كان يحظى بتأييد دحلان".

 

ويقول دحلان: "لا أريد أن أخوض الانتخابات الرئاسية، هل هذا واضح، ولكني مستعد تمامًا أن أكون جزءًا من أي فريق، مستعد أن أكون جنديًا، ولكن فقط إذا كانت هناك رؤية أو خطة واضحة وقيادة حقيقية".

 

ومع ذلك، فإن الأمر لا يبدو بهذه السهولة، حيث كان "القدوة"، والذي شغل عدة مناصب في الحكومة الفلسطينية ومنها منصب وزير الخارجية، أكد في لقاء منفصل أن عودة "دحلان" إلى المشهد الفلسطيني يبدو أمرًا صعبًا للغاية على الأٌقل في المرحلة الراهنة، وأضاف: "عندما تحرق الجسور يصعب للغاية إعادة بناءها".

 

ويقول جرانت روملي، وهو زميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن "الرئيس محمود عباس، لديه قبضة حديدية يصعب على منافسيه الوقوف أمامها في المرحلة الراهنة، كما أنه يبقى أحد أكثر الساسة مكرًا في منطقة الشرق الأوسط، ولعل الدليل على ذلك ركوعه من أجل التخلص من خصومه".

 

وكان "عباس" سافر إلى تركيا وقطر مؤخرًا، كما جلس مع عدد من قيادات حماس في محاولة من جانبه لتخفيف الضغوط المفروضة عليه من قبل قيادات الدول العربية، كما طرد مؤخرًا عدد من أعضاء حركة فتح وقبض على آخرين بسبب مواقفهم المناوئة له.

 

وأضاف "روملي": "تلك الحملات القمعية التي يتبناها عباس لن تساهم في حشد الفلسطينيين إلى صف دحلان، وربما ذلك بسبب حالة عدم الثقة تجاهه من قبل الشارع في فلسطين"، بحسب الصحيفة.

 

ويقول يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين، والمحلل السياسي، إن "دحلان ليس لديه مصداقية في الشارع الفلسطيني إطلاقا، فهو شخصية مشبوهة، حيث تنظر إليه الحكومات الأجنبية باعتباره الرجل الذي يمارس الأعمال القذرة بهدوء، بل وأنه يبدو على استعداد لذلك في كثير من الأحيان".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق