الإخوان رقم ضعيف في الانتخابات الأمريكية.. والجماعة تخشى وصول«ترامب»

الخميس، 03 نوفمبر 2016 07:59 م
الإخوان رقم ضعيف في الانتخابات الأمريكية.. والجماعة تخشى وصول«ترامب»
دونالد ترامب
سارة الحارث

خمس أيام تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثامن من نوفمبر الجاري،ويواجه خلالها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تقارير تكشف عن علاقات جنسية تورط فيها، فيما لا تعتبر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في موقع أفضل بعد سلسلة اتهامات وجهها لها منافسها تفيد بتبنيها لمشروع «الإسلام السياسي» في المنطقة، إضافة إلى الدور الذي لعبته في وصول الإخوان إلى السلطة في مصر.

واعتادت جماعة الإخوان اعتبار نفسها صاحبة شأن في المعادلة الأمريكية، شجعها على ذلك الوعود التي تتلقاها من مسئولين في الإدارة الأمريكية كانت تجمعهم بها لقاءات سرية بعيدة عن الإعلام، إلا أن الامر الأمر اختلف جذريًا هذه المرة، إذ تمر الانتخابات الأمريكية فى الوقت الذى تعانى فيه الجماعة أعنف انقسام داخلي، لاسيما خروجها من السلطة ورفضها شعبيًا في أكثر من قطر عربي، ما يعنى أن المميزات التي كانت تقنع الإدارة الأمريكية بالإخوان لم تعد قائمة ومن ثم يرجح مقربون من الجماعة تخلي أمريكا عن ورقة الإخوان.

إدارة «"أوباما» الأقرب للإخوان


تصنف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كأكثر الإدارات الداعمة للإخوان، ليس لكونها باركت وصول الإخوان إلى السلطة في مصر ولا لتبني الإخوان في سوريا وليبيا، ولكن لتولى مسئولين بخلفيات وعلاقات إخوانية مهام فيها.

حيث أكدت صحيفة "أمريكان ثينكر" واسعة الانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير لها عن علاقة الإدارة الأمريكية بالجماعات الراديكالية أن جماعة الإخوان تمكنت من التوغل داخل جدران البيت الأبيض وإدارة أوباما.

وكشفت الصحيفة عن أن السيدة الأولي في البلاد ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت، وقبل تولي زوجها مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية قد تعرفت على منظمات إغاثة يشرف عليها أفراد من جماعة الإخوان وذلك في بدايات عمل أوباما وميشيل بالعمل السياسي، وكانت زوجة باراك أوباما قد اعترفت في أكثر من لقاء صحفي لها بأنها استفادت بشكل مباشر من الفكر السياسي لجماعة الإخوان، كما كانت ميشيل تتعامل مع منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة وهي منظمة تضم أعضاء من جماعة الإخوان، وعندما تولي أوباما رئاسة أمريكا أعلنت الإدارة عن تعاون وشراكة بين منظمة الإغاثة والمركز الأمريكي لشراكات حوار الأديان، وتعهدت المنظمة باستضافة 50 ممثلا للأديان كجزء من مبادرة زوجة الرئيس أوباما.

كما تضمن تقرير الصحيفة الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالية أكد أن ثلاثة عناصر من جماعة الإخوان استطاعوا التوغل واختراق البيت الأبيض وإدارة أوباما.

وأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حذرت الحكومة الفيدرالية من تسلل عناصر جماعة الإخوان داخل النظام الأمريكي، في الوقت الذي كان فيه الرئيس أوباما يتقرب ويخطب ود جماعة الإخوان ويسعي للتعاون مع قياداتها.

كما كشفت الصحيفة عن المنظمات الأمريكية التي تعمل تحت مظلة التنظيم الدولي للإخوان ومنها "الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية"، وذكرت أن الإخوان تنشر الإسلام السياسي، حيث تخلط الجماعة الدين بالسياسة لتحصل على قوة فعالة تتحدى بها التعددية الديمقراطية، فضلا عن الإرهاب الذى يروجونه.

ولا تعتبر العلاقة بين ميشيل أوباما والإخوان هي الوحيدة التي تربط إدارة زوجها بالتنظيم المصري، إذ يعتبر الشقيق الأكبر للرئيس الأمريكي، أبونغو مالك أوباما، منتميا إلى الجماعة، إذ عمل أمين صندوق العمل الدعوي للإخوان في السودان.

مهدي الحسني، القيادي الإخواني، شغل منصب عضو في مجلس الأمن القومي، أعلى هيئة تنفيذية في الولايات المتحدة، في الفترة من عام 2009 إلى عام2012، علاوة على إخواني ثالث، رشاد حسين، سفير الولايات المتحدة إلى المؤتمر الإسلامي. فيما شغل الإخواني السوري لؤي صافي عضو ما يعرف بـ"التحالف الوطني السوري"،منصب مستشار في وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي أبريل 2009، قبل شهرين من خطابه في القاهرة، استقبل الرئيس أوباما سرًا، وفدا من جماعة الإخوان في البيت الأبيض، فيما دعا إلى حفل توليه مقاليد الحكم، إنغريد ماتسون، رئيسة جمعية الأخوة والأخوات المسلمات في الولايات المتحدة.

في نفس الشأن عينت مؤسسة كلينتون "جهاد الحداد" مسؤول عن مشروعها لـــ «المناخ»، وهو واحد من القادة العالميين لجماعة الإخوان، وعاد إلى مصر عقب فوز الرئيس المخلوع محمد مرسي، ليشغل منصب المتحدث باسم الرئاسة.


«كلينتون» والإخوان


وكشف موقع "ويكليكس" المعني بتسريب الوثائق عن لقاءات سرية عقدتها هيلاري كلينتون أثناء توليها لوزارة الخارجية الأمريكية، مع الرئيس المخلوع، محمد مرسي. وقال الموقع في تسريباته عن "كلينتون" أبلغت "مرسي" بالرضا الأمريكي عليه، قائلة له أن أهدافهم متباعدة لكن المصالح تجمعهم، وهو نفس الرد الذي قاله "مرسي"، مضيفًا: «قد لا يكون لدينا رأى مشترك، ولكننا لدينا مصلحة مشتركة؛ لذلك فنحن ملتزمون بما يتم الاتفاق عليه معكم».

في نفس السياق جاء هجوم "ترامب" على كلينتون وأوباما، إذ قال إنهما المسئولين عن تأسيس «داعش»، مشيرًا إلى أنهما متورطين في إيصال دول المنطقة إلى «الفوضى والإقتتال».

«"ترامب» يهدد الجماعة

في لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في مقر إقامة الأول في نيويورك، في سبتمبر الماضي، تعهد ترامب بسعيه لإصدار قانون ينص على اعتبار الإخوان كيان إرهابي، وهو الأمر الذي لم تقدم عليه إدارة أوباما رغم مشاريع القوانين التي تسعى لذلك.

كما يضم فريق دونالد ترامب، الجنرال مايكل تي فلاين، الذي حاول الاعتراض على إنشاء دولة الخلافة من قبل البيت الأبيض، واستقال من قيادة وكالة استخبارات الدفاع و«كالة الاستخبارات العسكرية» كتعزيز لاستنكاره.

وزن الإخوان في أمريكا

تقلص الوزن وتركت الجماعة فراغ، هكذا علق طارق أبو السعد، المنشق الإخواني عندما سألناه عن موقع الإخوان في الانتخابات الأمريكية المرتقبة بالمقارنة بسابقتها.

وأوضح «أبو السعد» إن أمريكا لم تعد تعتمد على الإخوان كما كان نظرًا للانشقاقات الداخلية التي تعانيها، مشيرًا إلى أن التنظيم الإخواني ترك فراغ في السياسة الأمريكية ولا يتمكن تنظيم في المنطقة من شغله.
وبخصوص ميول الإخوان تجاه المرشحين الامريكيين، قال إن الجماعة تتمنى أن تفوز «"كلينتون» نظرًا للعلاقات الجيدة معها، أما إذا فاز «ترامب» فهذا يعني انهم سيسعون للتواصل معه عبر منظماتهم في أمريكا للحصول على المكتسبات التي كانوا يحصلون عليها في وقت أوباما.

ونفى أن يكون للإخوان لوبي داخل أمريكا، قائلًا إن التنظيم مهما كان لا يقوى على ذلك..

مساعد وزير الخارجية الأسبق، حسن هريدي، رأى أن الانتخابات قد تحمل مفاجأة، قائلًا إن الإخوان يسعون لإيهامنا بأنهم محافظون على وزنهم لدى صناع القرار الأمريكي ولكن الحقيقة عكس ذلك.

وفيما يخص سياسات «ترامب» أو«"كلينتون» تجاه الإخوان في ظل تقلص نفوذ الجماعة في مصر، قال إن الأمر لا يمكن التنبؤ به في ظل الوضع المشتعل على مستوى أغلب دول الشرق الأوسط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة