مستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن في ظل الإنتخابات الأمريكية
السبت، 05 نوفمبر 2016 07:09 م
مجدي سمير
تتجه أنظار العالم الثلاثاء المقبل إلى الولايات المتحدة لمتابعة الإنتخابات الرئاسية التي يتنافس عليها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، لخلافة باراك أوباما الذي انتهت ولايته الثانية لرئاسة البيت الأبيض.
وتعد نتائج هذه الإنتخابات هامة جدًا بالنسبة لتركيا في ظل الخلافات الحادة الراهنة بين حكومتي أنقرة وواشنطن، بشأن عدد من القضايا المحلية والإقليمية، حسبما أوضح العديد من المحللين.
وذكرت رئيسة هيئة العلاقات الدولية بالرئاسة التركية، عائشة سوزر أوسلوير، أن الإنتخابات الأمريكية المقبلة تعد فرصة جيدة من أجل "إعادة تشغيل تروس مصنع العلاقات بين أنقرة وواشنطن".
قضايا خلافية
وأشارت المسؤولة التركية إلى أهم القضايا الخلافية بين تركيا والولايات المتحدة، والتي أدت إلى تراجع العلاقات بينهما إلى مستوى مقلق. وتتمثل في الخلاف في السياسات والإستراتيجيات بشأن الحرب الداخلية والصراعات المسلحة الدائرة في سوريا، والتي تربطها حدود مشتركة مع تركيا، وإعاقة الولايات المتحدة بالإتفاق مع الناتو؛ مشروع إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا لتسكين نحو 3 مليون لاجئ سوري وعراقي تستضيفهم تركيا بتكلفة تجاوزت 10مليار دولار، بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة طلب تركيا في تسليمها زعيم حركة الخدمة فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لأحداث منتصف يوليو الماضي.
فرصة التغيير
وأوضحت "أوسلوير"، أن الحكومة التركية تري في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في 8 من الشهر الجاري، فرصة سانحة لتغيير السياسات وتحسين العلاقات بين البلدين، إذ أن إدارة "أوباما" فشلت في إيجاد حلاً لمشاكل المنطقة وعلى رأسها مشكلة الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات.
وأشارت إلى أن خطابات الزعماء الأوروبيين وتصريحات مسؤولو القوى الإقليمية تعكس رغبتهم وأملهم في أن تسفر الإنتخابات الأمريكية عن رئيس قوى يستطيع تبني سياسات واضحة لتعزيز السلام في المنطقة.
كما تؤمن السلطة التركية بإمكانية التقارب في السياسات مع الرئيس الأمريكي المقبل، لإعادة تباحث طلبات أنقرة التي رفضتها إدارة "أوباما" مرارًا وتكرارًا، بشأن تعزيز التواجد العسكري في سوريا والعراق، في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والسماح بإقامة منطقة عازلة آمنة داخل العمق السوري، لتعزيز تأمين الحدود الجنوبية التركية.
وتأمل السلطة التركية أيضًا من الإدارة الأمريكية المقبلة، الموافقة على طلبها بشأن تسليم "جولن" المقيم في بنسلفانيا في منفى اختياري منذ عام1999، والمتهم في تشكيل كيان موازي داخل تركيا والتوغل في مؤسسات الدولة.