«الحلوى».. «طعمها مر».. مصانع مهددة بالإغلاق بسبب أزمة السكر.. «المخبوزات والعصارات والمقاهي»: «ملعون.. السوق السوداء».. ومتضررون: «حملات التموين تزيد الأزمة».. مسؤولون: لن تصل للإغلاق

الإثنين، 07 نوفمبر 2016 03:32 م
«الحلوى».. «طعمها مر».. مصانع مهددة بالإغلاق بسبب أزمة السكر.. «المخبوزات والعصارات والمقاهي»: «ملعون.. السوق السوداء».. ومتضررون: «حملات التموين تزيد الأزمة».. مسؤولون: لن تصل للإغلاق
صوره ارشيفيه
إعداد قسم المحافظات

لم تقتصر أزمة «السكر» على المواطنين فقط، بل إمتدت لمصانع الحلويات والمخبوزات والعصارات والقهاوى، لتهددها بالإغلاق وتشريد العمالة المتواجدة بها، ووصلت الحالة علي حد قول البعض إلي مرحلة «الشح»، فالمصانع بدأت في تقليل إنتاجها بسبب قيام مصانع إنتاج السكر بتوريده للشركة القابضة للصناعات الغذائية التى تقوم بتوزيعه على المواطنين والتموين دون مراعاة «أصحاب مصانع الحلويات الخاصة، والكافتريات، والمقاهى، والعصارات» مما جعلهم عُرضة للسوق السوداء.

ووسط حالة إرتفاع الأسعار التى ضربت أصحاب الصناعات التي تعتمد على السكر، لم يتمكن العاملين في هذه الصناعة من الاستمرار في ظل إنتشار السوق السوداء التى ترغمهم على الشراء بأسعار أغلى بكثير عن قيمته.

يقول عبده البدرى، صاحب مصنع حلويات، بمحافظة دمياط، لا يمكن أن نعبث بصنعتنا فنحن نمتلك إسم نريد الحفاظ عليه حتى وإذا جاء ذلك على حساب حركة البيع، مشيرًا إلى أن هناك من يريد العبث بتلك الصناعة التى لم تجد من يهتم بها نهائياً منذ أزمنة.
ويوضح «البدري»، أن أزمة إرتفاع أسعار السكر، أمر يجعل لإنهيار الصناعة وشيكًا، ولابد من الإلتفات إلى تلك المؤشرات قبل فوات الأوان .

يوكد هيثم محمود، صاحب مصنع حلوى بكفر بكفر الشيخ، أن أزمة السكر تسببت في قيامه بتقليل إنتاج مصنعه وبالتالى تقليل العمالة من 20عاملاً الى 13 فقط، قائلًا: «انا زعلان على الـ7بيوت اللى إتقفلوا.. لكن غصب عنى إحنا بقينا بنشترى الطن السكر بـ 7 آلاف جنيه من السوق السوداء».

«بقينا بنعتمد على سكر السوق لو موجود».. هكذا أكمل صاحب مصنع الحلوى حديثه، موضحًا أن أسعار السكر ارتفعت بنسبة 20% إلى 30%، مشيرًا إلى أن المصانع قللت الانتاج خلال الفترة الماضية.

ومن جانبه أكد عبدالله أحمد، صاحب كافيه بمدينة كفر الشيخ، أن أزمة السكر وحملات المداهمة من قبل مباحث التموين تسببت في ارتفاع أسعار المشروبات وتقليل العمالة المتواجدة في المقاهى، موضحًا أنه قام بتقليل رواتب العاملين معه نسبيًا حتى لا يقوم بتشريد بعضهم.

«كبار التجار يحتكرون السكر».. قالها «أحمد» ساخرًا، مشيرًا إلى أن كبار التجار يتحكموا في أزمة السكر التي شهدتها البلاد، قائلًا: «تجارة السكر اصبح يقودها مافيا.. وهم السبب في الأزمة»، مضحًا أن الأمن كثف حملاته خلال الفترة السابقة بسبب انتشار محتكرى السكر، وطالب الدولة بالتدخل للحد من سيطرة مافيا السكر على الأسواق، على حد وصفه.

يقول صاحب أحد مصانع الحلوى بكفر الشيخ: «قللت إنتاجى وعدد العاملين، بسبب إرتفاع أسعار السكر، الذي يدخل في عملية الإنتاج، لافتًا إلي أن السوق السوداء تتحكم في أزمة السكر.

ويؤكد على الجمل، حلوانى بدمياط، لدى العديد من العمال، وبهذه الطريقة لا أجد أمامى سوى غلق مصانعى حتى إشعار آخر، فتوقف الصناعة ليس فقط يضر بالمحافظة كونها خسرت واحداً من أهم الصناعة التى تميزها، بل خلقت أيضاً بطالة غير مبررة، بسبب ضعف المسؤولين فى مواجهة محتكرى السلع وتوفير السلع اللازمة لاستمرارنا.

أكد أشرف العربي صاحب مصنع حلويات العربي بالقليوبية، أن أزمة السكر تتسبب في وقف إنتاج الحلويات، ويعرضهم لغلق المصنع وتشريد العمال، موضحًا أن المصنع الواحد يعمل به أكثر من 60 عامل، ويوجد أيضًا عمال في محلات التجزئة، مضيفًا أن الأزمة تُساهم بشكل كبير في زيادة عدد البطالة بالدولة.

وأشار «العربي»، إلى توقف بعض خطوط الإنتاج لعدد من الشركات المُنتجة للصناعات الغذائية، خاصة وأن هذه الشركات قانونية وتعمل بشكل رسمي ولديها المستندات والتعاقدات التي تثبت قانونية إنتاجها، وتعطي لها الحق في امتلاك كميات السكر الخاصة بمستلزمات الإنتاج.

وقال الدكتور مدحت الفيومي، رئيس شعبة الحلويات، بالغرفة التجارية بالدقهلية، ونائب رئيس الغرفة، إن تجارة الحلويات في الدقهلية تحتاج الى 200 طن سكر شهريًا، وأن أغلب المحلات تعانى عجزًا شديدًا لأنها تعتمد في المقام الأول علي السكر لانتاج الحلويات، الذي يصعب الحصول عليه في الوقت الحالي بأي سعر نظرًا لعدم تداوله في السوق بين التجار واختفاءه.

وأكد «الفيومي» إختفاء السكر بشكل مفاجئ، بفعل فاعل، علي الرغم من إنتاج آلاف الأطنان التي تكفي للاستهلاك المحلي سواء للمواطنين أو لمصانع وتجار الحلويات المختلفة، وأصبح شيء مستحيل أن يحصل مصنع أو محل حلويات علي كمية سكر، وإذا استطاع الحصول عليها ، يحصل عليها بضعف تمنها، وهناك مشكلة نقل السكر أخرى فى حالة الحصول عليه.

ويؤكد اللواء فايز شلتوت، سكرتير عام محافظة دمياط، أن مصانع الحلويات، تواجه أزمة عادية لم ترتقى إلى حد الغلق، مؤكدًا أن المصانع صاحبة الترخيص لديها حصص تموينية بسعر السكر التموينى، وإذا واجهنا أزمة هذه الأثناء فهذا أمر طبيعى للظروف التى تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أن حركة إقبال الوافدين من خارج المحافظة تتأثر بفصل الشتاء، وهذا يؤثر على حجم المبيعات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق