بعد اختفاء أدوية مهمة من الصيدليات.. تفاصيل معركة شركات الأدوية لـ«تركيع الدولة» على أنقاض «الغلابة».. عضو صحة البرلمان: لا زيادة في الأسعار.. و«سحب التراخيص» مصير المخالفين
الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 04:17 م
صورة أرشيفية
هناء قنديل
تخوض شركات الدواء، حربا شرسة ضد الدولة، هذه الأيام؛ من أجل إجبار الحكومة على الرضوخ لمطالبها، ورفع أسعار الأدوية، على حساب الغلابة، متجاهلة المكاسب الهائلة التي حققتها على مدار السنوات الماضية.
وأقدمت بعض الشركات على خفض إنتاجها من بعض الأنواع المهمة من الأدوية، بغرض الضغط على الدولة، للتراجع عن قرارها برفع الأسعار، خاصة مع تصاعد شكاوى المرضى من عدم وجود الأدوية المطلوبة بالصيدليات.
- سحب التراخيص
وتقول شادية ثابت، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن اللجنة بصدد مناقشة تلك القضية، خلال أول انقعاد لها في الأيام المقبلة، مؤكدة أنه لا مجال لزيادة أسعار الدواء مهما كانت الأسباب.
وأضافت في تصريح لـ"صوت الأمة": "غير مسموح على الإطلاق بزيادة أسعار الدواء، ولن نقبل برضوخ الحكومة لشركات الأدوية".
وحول اختفاء بعض أنواع العلاج من الصيدليات، بفعل تحركات الشركات؛ من أجل الضغط على الدولة، قالت "ثابت": "سحب التراخيص، سيكون المصير الحتمي؛ لأي شركة تتعمد وقف إنتاجها من الدواء، أو خفضه".
- طحن عظام البسطاء
من جانبه أكد عصام عبدالحميد، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات، إن شركات الدواء تمارس ضغطا هائلا على الدولة، دون أن تضع في اعتبارها الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن، واصفا ما يجري بأنه ابتزاز تتعرض له الحكومة؛ من أجل خلق أزمات تطحن عظام البسطاء، وتجبر الدولة على الركوع.
وكشف عن عقد اجتماع قريب يجمع أطراف عملية الإنتاج، والتوزيع، والبيع، من أجل إنهاء أي خلافات.
- أزمة كبرى
في غضون ذلك قال الدكتور أحمد عبيد، رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين، إن البلاد بصدد مواجهة أزمة كبرى؛ نتيجة اختفاء الأدوية، خاصة أن الكثير من المواد الخام المستوردة، على وشك الانتهاء.
وأضاف: "نستورد 95 % من المواد الخام لصناعة الدواء، وبالتالي ستواجهنا أزمة كبيرة، في ظل سعر الدولار الحالي، الأمر الذي يستدعي أن تعمل الدولة على إيجاد آلية لحل تلك المشكلة.
- تحريك أسعار الدواء
في المقابل قال الدكتور علي الغمراوي، المدير الفني لغرفة صناعة الدواء، إن الشركات لم تطلب من الدولة رفع أسعار الدواء، وإنما طالبت بإيجاد حل للخسائر التي يتعرضون لها، في ظل أزمة الدولار، بعد تعويم الجنيه، مطالبا بمنح شركات الأدوية الدولار مدعوما، على أن تتحمل الحكومة فروق الأسعار في الأدوية المهمة، مشيرا إلى ضرورة تحريك أسعار أكثر من 2700 صنف دواء، حتى لا تنهار هذه الصناعة المرتبطة بالأمن القومي للبلاد.