قلق فرنسي تجاه فوز «ترامب»
الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 04:07 م
أثار انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مفاجأة مدوية، وردود أفعال فورية لدى الطبقة السياسية في فرنسا التي تلقت في أغلبها نبأ فوزه بنوع من القلق باستثناء حزب اليمين المتطرف «الجبهة الوطنية» الذي عبر عن سعادته بوصول ترامب إلى البيت الأبيض مخالفا بذلك كل استطلاعات الرأي التي توقعت فوز مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
ووجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، التهنئة إلى ترامب، لفوزه بالانتخابات، قائلا: إن انتخاب ترامب هو بداية مرحلة من عدم اليقين وأن ما هو على المحك هو مكافحة الاٍرهاب والوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الاقتصادية والحفاظ على كوكب الأرض، متعهدا بمناقشة تلك القضايا في إطار من الحذر والصراحة مع الإدارة الامريكية الجديدة التي ستتولى مهامها في 20 يناير المقبل.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرولت: «علينا محاولة معرفة ما يريد أن يفعله الرئيس الجديد نظرا لأن ما قاله حتى الآن أثار قلقا عند الكثيريين»، مؤكدا أن فرنسا ستواصل عملها مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب لكنها بحاجة لاستيضاح موقف واشنطن من اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني والأزمة السورية.
ومن جهتها، أكدت وزيرة البيئة الفرنسية سيجولين رويال، أن ترامب لن يتمكن من منع تنفيد اتفاق باريس للمناخ الذي تم التوصل إليه العام الماضي؛ في ضوء تصريحاته في هذا الشأن خلال الحملة الانتخابية.
وأشارت إلى أن اتفاقية باريس تمنع خروج أي دولة منها قبل مرور 3 سنوات، بالإضافة إلى سنة هي مدة إشعار مسبق قبل الخروج، في إشارة إلى وصف ترامب من قبل قضية التغير المناخي بـ«الخدعة»، وتعهده بأن تنسحب بلاده من الاتفاقية حال فوزه في الانتخابات.
وحذّر جون كريستوف كومبادليس، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي من «الخلافات الصبيانية» بين أحزاب اليسار والتي اعتبر أنها ستنتهي عند وصول مارين لوبن إلى سدة الحكم، فيما أعرب نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق ومرشح الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، أن انتخاب ترامب يعكس رفض الفكر الموحد الذي لا يراعي مطالب الشعوب في السيطرة على الهجرة وضبط الحدود كما أنه فكر يتجاهل الضرورة القصوى لتبني إجراءات صعبة لحماية المواطنين مما وصفه بـ«الاٍرهاب الإسلامي».
ومن ناحيته، قال آلان جوبيه، الذي يعد المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، إنه أحيط علما بالقرار السيادي للشعب الأمريكي وحذّر الفرنسيين من خطر الديماجوجية «الخطاب السياسي التحريضي» والتطرّف على الديمقراطية.
ومن جهته، دعا برونو لومير، الوزير الأسبق ومرشح الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، إلى تجديد تام للنظام السياسي والنقابي والإداري وعمل استفتاء في هذا الشأن في يونيو 2017، لافتا إلى أن الشعبوية ستفوز إذا جاء دائما نفس الأشخاص سواء في فرنسا أو الولايات المتحدة.
وفي المقابل، رحب الزعيم التاريخي ومؤسس حزب الجبهة الوطنية جون ماري لوبن بفوز ترامب، قائلا «لقد أراد الأمريكيون أن يكون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ورئيسا لشعبه، اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا، الشعوب تحتاج إلى الحقيقة والشجاعة».
وقال فلوريان فيليبو، نائب رئيسة الجبهة الوطنية: «نحن نعيش عاما صعبا جدا لحكم الأقلية، فبعد البركسيت «تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي»، جاء انتصار ترامب فالشعب الأمريكي اختار بحرية وديمقراطية طريقا آخر، معتبرا أن انتخاب ترامب أفضل للعالم وسيحول دون وقوع حرب مع روسيا ويقود ربما إلى التهدئة.
وفي سياق متصل، هنأ رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي جون فريديريك بواسون، على «تويتر»، الرئيس الأمريكي الجديد واعتبر أنه بعد البركسيت وانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة يحقق الناخبون انتصارا جديدا على الأنظمة.