مسلمو أمريكا يرتعبون من «ترامب» وآخرين سعيدون بفوزه
الخميس، 10 نوفمبر 2016 10:44 ص
في أحد مقاهي ديربورن شمال الولايات المتحدة الصناعي، كانت منى مسعد 25 عاما، تتابع عبر حاسبها المحمول خطاب الفوز الذي يلقيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تقيم منى في هذه المدينة الواقعة في ضاحية ديترويت والتي يناهز عدد سكانها 100 الف نسمة، واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.
منى مسعد واحدة من أبنا الجالية المسلمة، وعلى غرار كثيرين، تحاول أن تفهم كيف أمكن انتخاب دونالد ترامب رئيسا رغم افتقاره إلى الخبرة السياسية ووعده بمنع المسلمين من دخول البلاد.
قالت منى: «أنا حريصة على الاستماع إلى ما سيقول، وإلى أين ستقودنا أقواله»، وتوضح الشابة أن كثيرا من أفراد عائلتها الكبيرة، يمنية الأصل والمقيمة في الولايات المتحدة منذ أربعينات القرن الماضي، يشعرون بالصدمة، مشيرة إلى أنهم لا يعرفون ما الذي سيواجهونه، لقد جاءوا إلى هنا بحثا عن حياة أفضل وهم خائفون من أن يحرمهم من هذا الأمل.
وخلال الحملة، كرر المرشح الجمهوري القول إنه سيمنع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية وسيأمر بإجراء «عمليات تدقيق مشددة» حول الوافدين من بلاد ضربها «الإرهاب».
أيام قاتمة قادمة
قال حازم باطا رئيس الهيئة الإسلامية لأميركا الشمالية التي تدافع عن حقوق الجالية، إن الأمركيون المسلمون يتساءلون كيف يمكن أن تكون رئاسة ترامب، مضيفا: «ما أشعر به هو مزيج من الخوف والقلق».
وأشار إلى أن أعدادا كبيرة من الناس يشعرون أنهم ضعفاء، والعديد منهم لم يحصلوا على الجنسية الأميركية، موضحا أنهم يقيمون بشكل قانوني لكنهم ليسوا مواطنين أمركيين، ويشعرون بالقلق، وبعضهم يشعر بخوف شديد.
لكن ترامب تحدث في خطاب الفوز بلهجة تتسم بنبرة تصالحية خلافا لتلك التي سادت خلال الحملةِ، ودعا إلى الوحدة، وقال: «أتعهد أمام كل مواطن في بلادنا بأن أكون رئيسا لجميع الأميركيين، من كل الأعراق والأديان والأصول والمعتقدات».
لكن هذه المفردات لم تحدث صدى جيدا لدى هؤلاء الأخوات الثلاث اللواتي كن في مطعم «ذي لافا لاونج» في ديربورن، وتتدافع شبكات التلفزيون أمام الشابات الثلاث اللبنانيات الأصل والأمركيات منذ خمسة أجيال، وتعتبر إحداهن تدعى أليس ولم تشأ الكشف عن اسم عائلتها، أن فوز ترامب «يكشف عن مقدار الحقد والكراهية في بلادنا». وقالت إن الأضرار كبيرة.
وأكدت شقيقتها نادين التي تبلغ الرابعة والعشرين من العمر «لدي انطباع بأن الأيام القاتمة قد بدأت للتو»، وأوضحت أن التقدم الذي تحقق خلال 60 عاما قد تبدد في ليلة واحدة».
مسلمون مقربون من ترامب
ويشكل فوز ترامب مصدرا للإرباك، ففي أكاديمية الشباب الأمريكي المسلم في ديربورن، بدأ التلامذة بطرح التساؤلات، سأل تلميذ مجموعة من المعلمين والأهالي «كيف انتخب الأمركيون ترامب ولم ينتخبوا هيلاري كلينتون؟ ولم يستطع المعلمون والأهالي تقديم إجابة مقنعة، وقالت تلميذة لدى دخولها المدرسة مع والديها «أن أربع سنوات من أعمارنا ستذهب سدى»، ويشير البعض إلى أن عواقب انتخاب ترامب سرعان ما ظهرت للعيان.
أشارت هبة ناصر 19 عاما الطالبة في السنة الثانية في «واين ستايت يونيفرسيتي» القريبة من ديترويت، إلى أنها شعرت بالخوف صباح الأربعاء ولم تشأ مغادرة منزلها، ترتدي الشابة الحجاب، وتتخوف من أن يشجع هذا الفوز أولئك الذين يريدون مضايقتها، وتؤكد أنها تعرضت من قبل للتحرش.
وتؤكد هبة ناصر «يقول لي الناس إني إرهابية، وأنه ليس ملائما أن أعيش في هذا البلد، وأنه يتوجي علي مغادرته»، لكن هذا القلق لا يشاطره كل المسلمين الذين يعيشون في ديربورن منذ أجيال، لا يشاطرونها قلقها ولا تشكل مسائل الهجرة قلقا كبيرا لهم، وأبدى عدد كبير منهم لوكالة «فرانس برس»، أنهم فرحوا بفوز دونالد ترامب، لأنهم لا يثقون بهيلاري كلينتون.
وبينما كان يشتري فطوره من فرن «نيو ياسمين»، قال حسن الحسني إنه يعتبر ترامب الأقل سوء بين الخيارات المطروحة، الشاب الذي أتى من لبنان قبل 17 عاما ويحمل الجنيسة الأمركية، أكد أن خطاب ترامب لا يقلقه، وقال: «إذا ما كنت أمركيا، لا يستطيع ترامب تغيير أي شيء».