تراجع فن التلاوة في مصر.. «نعينع»: لأن الأستاذ مات واندفن.. «بحيري»: «بضاعتنا ردت إلينا»..«الطاروطي»: مازلنا رواد العالم.. «عويضة»: الاستماع لمقرئي الحرمين «موضة»
الخميس، 10 نوفمبر 2016 01:49 م
تلاوة القرآن
اسماعيل السيد وأحمد يحيى
مصر دولة التلاوة وحاملة راية حفظ وتجويد كتاب الله، خرج من أرضها أجود الأصوات وأعظم المقرئين، الذين أمتعوا العالم برخامة أصواتهم، وجمعهم بين النغم والأحكام، وهو ما يفتقر إليه مقرئو اليوم، الذين انقسموا لفريقين، الأول يفضل النغم، والثاني يتبع الأحكام فقط، ما أدى لخلل واضح في منظومة التلاوة، وترصد بوابة «صوت الأمة» أسباب تراجع فن تلاوة القرآن في مصر.
«الأستاذ مات»
«الأستاذ مات» كلمات بدأ بها المقرئ أحمد نعينع حديثه عن تراجع المدرسة المصرية في تلاوة القرآن الكريم، لكنها ليست كلماته، لقد اقتبسها من الموسيقار محمد عبد الوهاب، عندما وجه إليه السؤال ذاته، عن تراجع أداء المقرئين المصريين في الثمانينات.
وقال «نعينع» إنه تبادر إلى ذهنه أن «عبد الوهاب» يقصد بـ«الأستاذ» الشيخ مصطفى إسماعيل، لكنه كان يقصد «الجمهور»، فحفلات مقرئي الرعيل الأول كانت تكتظ بالمستمعين ذوي الشغف والحس الموسيقي، المعروفين باسم «السميعة»، وكان أولئك السميعة يوجهون المقرئ إن أخطأ إلى أن يصير متمكنا يرضي أذواقهم الثقافية والطربية وجمال الاستماع للقرآن.
ورأى «نعينع» أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمصريين قديما كانت تساعدهم في إيجاد الوقت في الذهاب إلى احتفالات القرآن الكريم والمسارح والموسيقى، ما يعلي من الذوق الفني للمستمع، أما اليوم نمط الحياة صار سريعا، وبالكاد يكفي للبحث عن قوت يومهم، وقال: «أما الآن فالأستاذ مات واندفن».
واعتبر الشيخ نعينع الصوت هبة من الله، مشيرا إلى أنه في فترات نضوج الفكر تتجلى الأصوات، في الماضي برز العقاد وطه حسين وعبد الوهاب، أما اليوم فالجميع يقلد، فضلا عن ابتعادهم عن المقرئينة السليمة.
«بضاعتنا ردت إلينا»
اتفق المقرئ الشيخ محمدي بحيري عبدالفتاح، مع الشيخ نعينع، على أن البضاعة الصوتية المتاحة حاليا من المقرئين، هزيلة، وقال: «هذه بضاعتنا ردت إلينا»، وتابع: «الإذاعة لمت»، في الماضي كانت تعتمد قارئا كل عام، أما اليوم تقبل 26 قارئا في سنتين.
وأشار «بحيري» إلى أن الموجودين في إذاعة القرآن هم أفضل ما لديها، وبعضهم يقعون في أخطاء فادحة، كالتنفس أثناء المقرئينة، ولا يلتزمون بأحكام الوقف والابتداء.
«نعلم مقرئي العالم»
وخالف المقرئ الشيخ عبد الفتاح الطاورطي، » السابقين، في الرأي، مؤكدا أن المدرسة المصرية لازالت الرائدة فى مجال التلاوة، ودلل على ذلك بأن المقرئين المصريين يذهبون إلى جميع الدول الإسلامية لإلقاء المحاضرات في فن التلاوة.
ولفت إلى أنه تلقى مؤخرا دعوى من مقرئ عراقي، يطلب استضافته شهرين ليعلم المقرئين العراقيين، وعرض عليه أن ينشيء مدرسة تحمل اسمه.
وأشار «الطاروطي» إلى أنه تأهل هذا العام للمراكز العشرة الأولى 30 في المسابقة السنوية التي يقيمها لاختيار الأصوات الحسنة في التلاوة، وهو ما اعتبره دليلا آخرا أن مصر ولادة ورائدة، ولم تتأثر في التلاوة بغيرها من المدارس، وقال: «لو لم يبق في مصر إلا قارئا واحدا، لبقيت الأولى على العالم في التلاوة».
ورأى «الطاروطي» أن هناك حملة تشن على المقرئين وتقلل من قدرتهم، وقال إن أقل قارئ في الإذاعة المصرية أفضل من أي قارئ على مستوى العالم.
وأوضح «الطاروطي» أن استماع الناس لمقرئي الحرمين من باب التبرك فقط، مضيفا أن المقرئ السعودي لم يقنع العالم بتمكنه في الترتيل كما وصل الشيخ المنشاوي مثلا.
«مفيش سميعة»
وتباينت أراء خبراء الصوت والمقامات القرآنية، فمنهم من أيد رأي «نعينع» و«بحيري» في أن الأصوات على الساحة ليس لديها خبرة أو ذوق موسيقي، وآخرون يعتبرون أنه رغم كل الانتقادات، فمازالت مصر الرائدة في مجال التلاوة.
وقال الدكتور أحمد مصطفى كامل، خبير صوتيات: «في مصر لا بقى فيه صوت ولا سمعية»، مشيرا إلى أن الأصوات على الساحة ليس لديها خبرة أو ذوق موسيقي، ومنهم من لديه صوت قوي لكن يستخدم التنغيم.
«الأستاذ مات»
«الأستاذ مات» كلمات بدأ بها المقرئ أحمد نعينع حديثه عن تراجع المدرسة المصرية في تلاوة القرآن الكريم، لكنها ليست كلماته، لقد اقتبسها من الموسيقار محمد عبد الوهاب، عندما وجه إليه السؤال ذاته، عن تراجع أداء المقرئين المصريين في الثمانينات.
وقال «نعينع» إنه تبادر إلى ذهنه أن «عبد الوهاب» يقصد بـ«الأستاذ» الشيخ مصطفى إسماعيل، لكنه كان يقصد «الجمهور»، فحفلات مقرئي الرعيل الأول كانت تكتظ بالمستمعين ذوي الشغف والحس الموسيقي، المعروفين باسم «السميعة»، وكان أولئك السميعة يوجهون المقرئ إن أخطأ إلى أن يصير متمكنا يرضي أذواقهم الثقافية والطربية وجمال الاستماع للقرآن.
ورأى «نعينع» أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمصريين قديما كانت تساعدهم في إيجاد الوقت في الذهاب إلى احتفالات القرآن الكريم والمسارح والموسيقى، ما يعلي من الذوق الفني للمستمع، أما اليوم نمط الحياة صار سريعا، وبالكاد يكفي للبحث عن قوت يومهم، وقال: «أما الآن فالأستاذ مات واندفن».
واعتبر الشيخ نعينع الصوت هبة من الله، مشيرا إلى أنه في فترات نضوج الفكر تتجلى الأصوات، في الماضي برز العقاد وطه حسين وعبد الوهاب، أما اليوم فالجميع يقلد، فضلا عن ابتعادهم عن المقرئينة السليمة.
«بضاعتنا ردت إلينا»
اتفق المقرئ الشيخ محمدي بحيري عبدالفتاح، مع الشيخ نعينع، على أن البضاعة الصوتية المتاحة حاليا من المقرئين، هزيلة، وقال: «هذه بضاعتنا ردت إلينا»، وتابع: «الإذاعة لمت»، في الماضي كانت تعتمد قارئا كل عام، أما اليوم تقبل 26 قارئا في سنتين.
وأشار «بحيري» إلى أن الموجودين في إذاعة القرآن هم أفضل ما لديها، وبعضهم يقعون في أخطاء فادحة، كالتنفس أثناء المقرئينة، ولا يلتزمون بأحكام الوقف والابتداء.
«نعلم مقرئي العالم»
وخالف المقرئ الشيخ عبد الفتاح الطاورطي، » السابقين، في الرأي، مؤكدا أن المدرسة المصرية لازالت الرائدة فى مجال التلاوة، ودلل على ذلك بأن المقرئين المصريين يذهبون إلى جميع الدول الإسلامية لإلقاء المحاضرات في فن التلاوة.
ولفت إلى أنه تلقى مؤخرا دعوى من مقرئ عراقي، يطلب استضافته شهرين ليعلم المقرئين العراقيين، وعرض عليه أن ينشيء مدرسة تحمل اسمه.
وأشار «الطاروطي» إلى أنه تأهل هذا العام للمراكز العشرة الأولى 30 في المسابقة السنوية التي يقيمها لاختيار الأصوات الحسنة في التلاوة، وهو ما اعتبره دليلا آخرا أن مصر ولادة ورائدة، ولم تتأثر في التلاوة بغيرها من المدارس، وقال: «لو لم يبق في مصر إلا قارئا واحدا، لبقيت الأولى على العالم في التلاوة».
ورأى «الطاروطي» أن هناك حملة تشن على المقرئين وتقلل من قدرتهم، وقال إن أقل قارئ في الإذاعة المصرية أفضل من أي قارئ على مستوى العالم.
وأوضح «الطاروطي» أن استماع الناس لمقرئي الحرمين من باب التبرك فقط، مضيفا أن المقرئ السعودي لم يقنع العالم بتمكنه في الترتيل كما وصل الشيخ المنشاوي مثلا.
«مفيش سميعة»
وتباينت أراء خبراء الصوت والمقامات القرآنية، فمنهم من أيد رأي «نعينع» و«بحيري» في أن الأصوات على الساحة ليس لديها خبرة أو ذوق موسيقي، وآخرون يعتبرون أنه رغم كل الانتقادات، فمازالت مصر الرائدة في مجال التلاوة.
وقال الدكتور أحمد مصطفى كامل، خبير صوتيات: «في مصر لا بقى فيه صوت ولا سمعية»، مشيرا إلى أن الأصوات على الساحة ليس لديها خبرة أو ذوق موسيقي، ومنهم من لديه صوت قوي لكن يستخدم التنغيم.
وأوضح أن المقرئين يتبارون اليوم في الصراخ في الميكروفون، باعتبار «الصراخ» يبرهن موهبتهم، وأكد أن العلاج يكمن في استماع الناس إلى تسجيلات أحد عمالة المقامات الموسيقية للمقرئ الشيخ مصطفى إسماعيل.
وذهب الدكتور طه عبدالوهاب، أستاذ علم الصوتيات والمقامات، إلى ما قاله «الطاروطي» من أن دولة التلاوة ما زالت عامرة بالأصوات الجميلة، وذكر منهم » طه النعماني والمقرئ عبد الناصر حرك وآخرين، وقال إن معظم المقرئين يتمتعون بالموهبة والصوت الرخيم، إلا أنه ينقصهم الاهتمام، والفرصة.
«المصري له لون خاص»
وأشار «عبد الوهاب» إلى أن ما يميز المقرئ المصري حفظه المتقن للأحكام والتمتع بلون خاص به، اكتسبه من المدرسة المصرية في التلاوة، بعكس مقرئي الحرمين الذين تستمع إليهم الناس كحالة نفسية تنقلهم إلى أجواء الحرمين الشريفين.
وقال الأستاذ عبد العزيز عمران، مدير عام الإذاعات الخارجية والتراث وعضو لجنة اعتماد المقرئين، إن التراجع المصري في تلاوة القرآن الكريم مرتبط بتراجع المجتمع كله، مشيرا إلى أن المقرئين الحاليين، إما أصوات تغلب النغم على أحكام التجويد، أو تحافظ على التجويد وتضيع قواعد النغم.
وردا على الانتقادات الموجهة للمقرئين المعتمدين، أوضح «عمران» أن المقرئ ينضبط أمام لجنة الاختبار، ثم يهمل مستواه بعد اجتيازه، وقال: «أتحدى أي شخص يأتي بخطأ سواء موسيقي أو تجويدي فى التسجيلات أثناء اختبارات الاعتماد في الإذاعة».
«لجنة لمتابعة التلاوات»
وأشار «عمران» إلى أنه اعتمد قرارا بإنشاء لجنة لمتابعة تلاوات المقرئين بالإذاعة والتليفزيون، بعد الانتقادات التي وجهت للقراء، وكشف عن وجود بعض المعوقات المالية والفنية أمام عمل اللجنة.
ولفت «عمران» إلى أن الإذاعة تختار أفضل المتقدمين، في زمن صارت الأصوات الجميلة عملة نادرة، قائلا: «هذه البضاعة المتاحة حاليا».
وأوضح أن لجنة الاعتماد انبثقت عنها لجنة لاكتشاف الأصوات بالمحافظات، كما أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ينظم مسابقة الصوت الحسن بالتعاون مع وزارة الأوقاف.
«موضة سماع مقرئي الحرمين»
«موضة سماع مقرئي الحرمين» تعبير جاء على لسان الأستاذ محمد عويضة، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، عند سؤاله عن سبب انتشار الاستماع لمقرئي الحرمين في مصر، وأشار إلى أنه ليس مقياسا لجودة الأصوات، مؤكدا أن مصر الوحيدة التي لديها ضوابط للأصوات التى تخرج على الهواء.
وقال «عويضة» إن هناك لجنة متابعة في إدارة التخطيط الديني، تستمع للمقرئين وتكتب تقريرا دوريا، وفي حالة أي شكوى توجه للقارئ، يتم إيقافه إن اعتبر التجاوز خطيرا.
وأيد الشيخ ياسرعبد الباسط عبد الصمد، الآراء القائلة بتراجع دولة التلاوة، قائلا: «تراجعت مثل كل شئ في مصر، أناس في غير أماكنهم، ولجنة الاعتماد بالإذاعة قبلت أصواتا لا نشهد لهم تأثير على الساحة، والتقليد صار هو الرائج، ولجنة القبول لا تضم مقرئين لاختبار المتقدمين».
وأبدى مصطفى وحيد حفيد الشيخ مصطفى إسماعيل أسفه لما وصلت إليه الإذاعة، وأشار إلى أن مستوى المواهب اختلف، مضيفا: «وضع مصر في الثلاثينات عندما كانت دولة إقليمية كبيرة، وكان هناك وعي مجتمعي غزير، تبلور وساعد على ظهور شخصية مثل الشيخ مصطفى إسماعيل».