لبنان العربي

الجمعة، 11 نوفمبر 2016 12:21 م
لبنان العربي
سميح المعايطة


عبر عقود طويله كانت الدوله اللبنانيه ذات معادله خاصه بتركيبتها السكانيه والدينية والسياسيه ،وكان بلدا صامدا ،ولشعبه قدرات خاصه تجعله قادرًا على الحياه رغم كل الحروب والفتن والاحتلال والعبث من الاشقاء والاصدقاء ،وربما لو عاش شعب اخر ذات الظروف الصعبه التي عاشها لبنان لما استطاع تجاوزها بذات السهولة ،انه الشعب الذي يستحق ان يوصف بانه السهل الممتنع .
وعبر التاريخ كان لبنان بلد الثقافه والصحافه والفن والسياسه ،وكان ايضا بالنسبه لمجموعات من العرب بلد الرفاه والسياحة ،انه بلد الوجه الواحد الذي ينسجم كل شخص فيه مع نفسه ،لكنه للأسف كان محل استقطاب من دول كبيره وصغيره صديقه وشقيقه ،وكان لوجود منظمه التحرير فيه منذ بدايه السبعينيات وحتى خروجها الى تونس بعد حرب وعدوان ١٩٨٢ ،كان لهذا الوجود اثرا كبيرا قي جعل لبنان هدفا لعمل الدول واجهزه المخابرات والجيوش،وهدفا للعدوان والاحتلال والتدمير .
خلال الأسبوع الماضي شهدت بيروت خطوه سياسيه كبيره بانتخاب ميشيل عون رىيسا للبنان بعد فراغ استمر اكثر من عامين ،وبغض النظر عن خارطة الاستقطاب اللبناني لقواه السياسيه بين دول ومحاور فان المهم ان لبنان ذهب خطوه كبيره وسيكون كل حريص على لبنان العربي المستقر سعيد بهذه الخطوه وما تبعها من خطوه سياسيه بتكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومه اللبنانيه الجديده لان لبنان المستقر هو لبنان العربي ،وهو لبنان القادر على ان يحافظ على هويته ومعاداته السياسيه .،فاستقرار المؤسسات الدستوريه هو في مصلحه لبنان اما العبث باستقراره حرصا من اي محور على تحقيق مصالح خاصه فهذا امر لاعلاقه لها بالحرص على الدوله اللبنانيه .
لبنان يحتاج الى من يقف معه ويعزز استقراره ،ولايحتاج الى من يحاول ويعمل على تحويله لورقه في محفظته يقايض بها على طاوله أزمات الإقليم ،والاختبار الحقيقي لكل من يدعي حب لبنان من أهله في الداخل وأشقاءه وأصدقاءه في الخارج هو الوقوف في صف استقراره وتقويه مؤسساته الدستوريه وجيشه الذي يمثل كل اللبنانيين وليس طرف دون اخر ،ولبنان الذي يجب ان يبقى ويتمً دعمه هو لبنان العربي الذي يحتاج من الجميع فتح احضان العرب له وليس تركه وحيدا يواجه كل التحديات .
لبنان في نظر بعض الدول والقوى ساحه من ساحات الصراع لهذه الدول مع بعضها او مع غيرها ،وهذا ما جعله يدخل حروبا ليست حروبه ،وان يعيش سنوات الاحتلال والموت والتدمير لم تكن خياره ولا أولويه لبنانيه ،وحتى حربه الأهليه فانها لم تكن لتكون او تستمر كل هذه السنوات الطويله لو كان لبنان يمثل أهله وليس ساحه صراع او ورقه لهذا الطرف او ذاك .
سعيدين بالخطوات الذي ذهب اليها لبنان الذي يواجه تحديات الاٍرهاب وآثار اللجوء السوري واستفزاز الاحتلال ،وما يحتاجه لبنان من كل من يدعون حبه ان يعاملوه كدوله وليس كورقه .فلبنان ليس ساحه بل دوله لها نكهتها الخاصه سكانيا وسياسيا ،وهو دوله عربيه على حدود مع كيان الاحتلال وهذا له ضريبه كبيره ،وبلد يخوض منذ عقود معركه اللجوء الفلسطيني بما يشكله من اثار سلبيه على هويته واستقراره ،وهو بلد دفع نيابه عن الامه ثمن استقباله لعقود قوى منظمه التحرير بكل ما تركه هذا على لبنان وشعبه .
لبنان العربي المستقر هو العنوان والاختبار لكل من يدعي حب لبنان والحرص عليه ،اما ادعاء الحب ودفع لبنان للفوضى السياسيه او تحويله الى حديقه خلفيه لدوله او محور فليس له علاقه بالحرص على لبنان او حبه وحب شعبه .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق