«الأمن والأمان أعظم من نعمة الرزق».. خطبة الجمعة بالغربية
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 12:34 م
قال إمام وخطيب مسجد النور بمدينة طنطا إن من يطالع القرآن الكريم يجد أن الله وصف مصر ووصف حال من دخلها بالأمن والأمان؛ قال تعالى: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».
وأوضح إمام المسجد أن وصف مصر بكلمة «آمنين» بها دلالة على أن الله خص مصر بما خص به البلد الحرام، وهو الأمن والأمان، ولم تأت هذه الكلمة في غير هذين الموضعين في القرآن الكريم، لافتا إلى أن هذا يؤكد لنا أن مصر بلد الأمن والأمان وستظل إلى يوم الدين.
وأضاف إمام المسجد أن نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق؛ ولذلك قُدمت عليها في الآية الكريمة: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمنًا وارزق أَهله من الثَمرات من آمن منهم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ»، حيث بدأ عز وجل بالأمن قبل الرزق لسببين: الأول: لأن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتب ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فقد الأمن، والسبب الثاني: لأنه لا يطيب طعام ولا ينتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن؛ فمَن مِن الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم.
وأوضح أن الأمن والاستقرار إذا عم البلاد، وألقى بظله على الناس، أَمن الناس على دينهم وأنفسهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم ومحارمهم، ولو كتَب الله الأمن على أهل بلد من البلاد، سار الناس ليلًا ونهارًا لا يخشون إلا الله؛ وفي رحاب الأمن وظله تعمُ الطمأنينة النُفوس، ويسودها الهدوء، وتعمها السعادة.
وأكد إمام المسجد على أن مكانة الأمن كبيرة، فالأمن تحقن فيه الدماء، وتصان الأموال والأعراض، وتنام فيه العيون، وتطمئن المضاجع، ويتنعم به الكبير والصغير والإنسان والحيوان، وأن الأمن من نعم الله العظمى، لا تصلُح الحياة إلا به.