«الفوضى الخلاقة» تهدد أمريكا.. وانتهاكات الشرطة شرارة الانطلاق
السبت، 12 نوفمبر 2016 06:08 م
"الحرية.. الديمقراطية.. المساواة" تلك الشعارات التي ترفعها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل انتهاكات مستمرة للشرطة الأمريكة خاصة تجاه المواطنين "السود"، الأمريكيين من أصل أفريقي، ما كان حافزا قويا لتظاهرات واحتجاجات واسعة على مدار السنوات الماضية.
وخلال الاحتجاجات التي انطلقت في أعقاب أعلان الجمهوري دونالد ترامب فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أعلنت الشرطة الأمريكية مقتل أول مظاهر في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية، ما أعقبه مزيد من الاحتجاجات ضد تعامل الشرطة التي اعترفت بالفعل باستخدامها الرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي توجه فيها اتهامات بالعنصرية والعنف للشرطة الأمريكية، فأصبح ذلك سمة أساسية لها في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، وفق ما ذكر تقرير لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الصادر عام 2006 والذي أكد أن "الحرب على الإرهاب خلقت مناخًا عامًا مكن أفراد الشرطة من الإفلات من العقاب إذا ارتكبوا انتهاكًا ما، مما كان سببًا في وحشية الشرطة وانتهاكاتها التي استمرت بلا رادع في جميع أنحاء البلاد".
بوابة "صوت الأمة" ترصد أبرز حالات انتهاكات الشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود والتي تسببت في اندلاع الاحتجاجات.
-مايكل براون
الاسم الأشهر في تاريخ انتهاكات الشرطة للسود، حيث قتل بـ 6 رصاصات، أطلقها شرطي أبيض البشرة، في أغسطس عام 2014، بعد اتهامه بسرقة علبة سجائر من متجر بمدينة فيرجستون بولاية ميزوري، فيما قالت رواية أخرى أن الشرطي أوقف براون أثناء سيره ثم أطلق عليه النار إثر مشادة كلامية.
اندلعت الاحتجاجات في فيرجستون وتضامنت معها ولايات أخرى أبرزها نيويورك وشيكاغو والعاصمة واشنطن.
-طفل أسود ومسدسه "الدمية"
في نوفمبر من عام 2014، قتلت الشرطة الأمريكية في مدينة كليفلاند الأمريكية فتى أسود يدعى تامير رايس، ويبلغ من العمر 12 عاما، كان يلعب بمسدس دمية يشبه إلى حد كبير سلاح حقيقي، وبعد مطالبة الشرطى للطفل برفع يديه أطلق عليه الرصاص مرتين، أصابت إحداهما صدره.
وواجهت السلطات الأمريكية الاحتجاجات، الناتجة عن الحادث الذي وقع بمنتره بولاية كليفلاند، بسلسلة الكتل الخرسانية والحواجز المعدنية حول المبانى الحكومية.
-مقتل مواطن أثناء احتجازه
في أبريل من عام 2015، قتل فريدي جراي، الذي كان محتجزا لدى الشرطة في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند.
-مقتل اثنين في يومين متتاليين
خلال 48 ساعة، شهدت الولايات المتحدة مقتل أمريكيين من أصول أفريقية على يد الشرطة الأمريكية، في يوليو من العام الجاري، حيث سقط شاب في ولاية مينيسوتا وذلك بعد يوم من مقتل آخر في ولاية لويزيانا، وسط احتجاجات على عنف الشرطة ضد الأمريكيين من ذوي البشرة السمراء.
-دالاس في مواجهة الشرطة
في أحداث وصفت بأنها الأكثر دموية بأمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، قتل 5 من أفراد الشرطة الأمريكية، حيث أعلنت شرطة دالاس حينها إصابة اثنين آخرين، لافتة إلى أن الهجوم نفذه قناصان من مكان مرتفع، وهي الأحداث التي وصفها الرئيس باراك أوباما بأنها "مخططة" داعيا إلى بذل مزيد من الجهد لمعالجة العلاقة العنيفة بين الشرطة والأمريكيين.
-عنف الشرطة بالإحصائيات
وفق موقع (mapping police violence) الأمريكي المختص برصد انتهاكات الشرطة، فإن 346 مواطن أسود البشرة قتل على يد الشرطة الأمريكية خلال العام 2015، مؤكدا أن النسبة الأكبر من هؤلاء قتلوا بعد مزاعم بالعنف والجرائم، على الرغم من أنهم لم يكونوا "مسلحين".
وقال الموقع أن 97% من حالات انتهاكات الشرطة لم يتم توجيه أية اتهامات للمسئولين عنها، موضحا أن المواطنون السود يمثلون 3 أضعاف ذوي البشرة البيضاء ممن تستهدفهم الشرطة.