مصير "المعارضة السورية" بعد نجاح "ترامب"

الأحد، 13 نوفمبر 2016 10:29 ص
مصير "المعارضة السورية" بعد نجاح "ترامب"
سارة الحارث


يبدو أن التقارب الملحوظ مؤخرًا بين موسكو وواشنطن بخصوص الأزمة السورية سيأخذ منحنى أكثر إيجابية. هكذا تشير تطورات المشهد على الساحة الأمريكية بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي تحدث في حوار مع "ذا وول ستريت جورنال" عن ضرورة انهاء "الحرب الباردة" المقامة بين روسيا وأمريكا في إشارة إلى تقارب وجهات النظر بينهما، متابعًا: "سيكون هناك تحول بعيد عن نهج إدارة أوباما الحالية التي كانت تحاول إيجاد جماعات معارضة سورية معتدلة لدعمها في الحرب الأهلية هناك، فقد كنا ندعم الثوار ضد بشار دون أن نفهم من يكون هؤلاء الثوار؟". المعارضة السورية نفسها كانت تستشعر ذلك فاستبقت حديث "ترامب" ببيان تهنئة له في التاسع من نوفمبر الجاري، معربة فيه عن أملها في سعيه لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.


وتعتبر تصريحات الفائز الجمهوري تحول خطير في سياسات أمريكا التي تمسكت بدعم ما تسميه بـ"المعارضة السورية" منذ اندلاع الأزمة، وبناء على هذا التحول سيكون هناك تحولات مختلفة تنتظر المعارضة والأطراف المرتبطة بها، بعدما فقدت أقوى داعميها، وتأتي هذا التحولات في:

الدعم التركي والسعودي في تصاعد
في الغالب تنظر تركيا والمملكة العربية السعودية إلى تصريحات "ترامب" بخصوص المعارضة بتوجس، خاصة إن كلتاهما تشتركان مع أمريكا في دعم المعارضة السورية كلًا لأسبابه إلا أن الدعم يجمعهم.
ويعني التراجع الأمريكي عن الدعم اختلاف في وجهات النظر بينهم؛ ما قد يدفع أنقرة والرياض إلى زيادة دعمهما للمعارضة بقصد تعويض الدعم الأمريكي المفقود، سواء كان دعم سياسي أو عسكري.
كما قد يتطلب الأمر فتح أراضي الدولتين لمسلحي هذه الحركات، ما يعني ان تركيا على وجه التحديد ستعود إلى استضافة الإرهابيين بعدما كانت تشرف على نقلهم إلى سوريا عبر أرضها في بداية الأزمة.

أوروبا أخر الدعماء الغربيين
أوروبا أيضًا التي تعتبر أحد أهم الداعمين للمعارضة السورية ستكون مطالبة بزيادة هذا الدعم، وإلا تغير سياساتها وفقًا للتغيير الأمريكي.

المشهد هذا سينعكس على اجتماعات القوى الدولية إذ سنجد أمريكا وروسيا لأول مرة في جانب وألمانيا وفرنسا وباقي الدول الأوروبية في الجانب الثاني، شأن أخر سيتحول هي ضربات حلف الناتو الذي سيركز ضرباته على المعارضة السورية برغبة أمريكية، فيما ستتحفظ الدول الأوروبية على ذلك محاولة الإبقاء على توجيه ضربات الحلف إلى مناطق النظام.

العلمانية ربما تكون حل!
شيء أخر قد يطرأ على المعارضة السورية في المشهد المرتقب وهو تحول هذه المعارضة إلى العلمانية أو تخليها مؤقتًا عن أفكارها المتطرفة. في الوقت ذاته قد تتباهي الجماعات أصحاب التوجه العلماني بأيدولوجياتها مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تضم في صفوفها عرب وأكراد وسنة وشيعة.

إلا أن تصريحات "ترامب" ترفض كل الجماعات التي كان يدعمها "أوباما" وعلى رأسها "سوريا الديمقراطية"، ما قد يرجح أن يكون أول المستبعدين من الدعم الأمريكي هم: قوات سوريا الديموقراطية، والجيش السوري الحر.

إدراج "السوري الحر" جماعة إرهابية
وقتها لن يطرد فقط "الجيش السوري الحر" من الجنة الأمريكية التي سكنها منذ ست سنوات، ربما يتدهور به الحال أكثر ليحل ضيفًا على قائمة الجماعات الإرهابية المصممة بمعرفة وزارة الخزانة الأمريكية. وكما أدرجت الوزارة حركات تابعة لتنظيم "القاعدة"، منذ يومين، قد توسّع قائمتها لتضم كافة الحركات التي تحمل سلاح في وجه الدولة بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والدينية، ما يعني أن "السوري الحر" قد يصنف كجماعة الإرهابية، ومن ثم يتوقف الدعم المادي والسياسي له.

تحالف "داعش" و"القاعدة" وارد
إذ كان كلا من تنظيمي "داعش" والقاعدة" الإرهابيين، يأخذان من سوريا أرض صراع لا رباط، فقد يأتي التحول الأمريكي ليدفعهما للتقارب ليس حبًا ولا اتفاق إيدلوجيات ولكن خوفًا من التصفية.

السيناريو المتوقع في سوريا، نجد له نظير في اليمن التي تشهد تقارب بين التنظيمين لا يتواجد في أي دولة أخرى. ويرجع محللون هذا التقارب "العجيب" إلى مقومات دفعت لتكوينه وهي تعرض التنظيمان للضربات الجوية بشكل متساوي ما اقنعهم أن التقارب المؤقت خطوة حتمية.

بنفس المقياس إذا ما طبقناه في سوريا، لو توافرت مقومات التقارب "الداعشي –القاعدي" فربما نجد تفاهمات بينهما لم تكن متوفرة في وقت سابق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة