إسرائيل: انتخاب «ترامب» فرصة للتخلي عن دولة فلسطين
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 09:16 ص
قال وزير إسرائيلي بارز، إن فوز دونالد ترامب، قد يكون فرصة لإسرائيل لتتخلى عن التزامها المعلن نحو إقامة دولة فلسطينية.
تعكس تصريحات وزير التعليم، نفتالي بينيت، شعورا لدى اليمين القومي الإسرائيلي بأن رئاسة ترامب قد تكون إيذانا بعهد جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة.
ورغم أن البلدين حليفان مقربان، شهدت العلاقات بينهما توترا في بعض الأحيان بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب اختلاف آرائهما بشأن عدد من القضايا.
والأسبوع الماضي رحب «بينيت» بانتخاب «ترامب»، متوقعا تعزيز العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة، ومشيرا إلى أن حملة المرشح الجمهوري لم تشر إلى إقامة دولة فلسطينية، وأعلن حينها أن عهد الدولة الفلسطينية قد ولى.
ومتحدثا إلى صحفيين أجانب يوم الإثنين كان «بينيت» أكثر حرصا، مشيرا إلى أوامر من نتنياهو لوزراء حكومته بعدم الحديث علنا عن الانتخابات الأمريكية، إلا أنه أوضح أنه سيدفع من أجل أن تعيد حكومته النظر في التزامها باستقلال الفلسطينيين.
وقال: «مزيج التغييرات التي تحدث في الولايات المتحدة وفي أوروبا والمنطقة يمنح إسرائيل فرصة فريدة لإعادة التفكير في كل شئ».
وأضاف: ليس سرا أن فكرة إقامة فلسطين في قلب إسرائيل هو خطأ فادح، أعتقد أن علينا طرح بدائل وأفكار جديدة بدلا من منهج الدولة الفلسطينية.
ورغم أن «بينيت» لا يعلم ما إذا كان «ترامب» سيدعم هذا الرأي إلا أنه ذكر أنه من المهم بالنسبة لإسرائيل الآن أن تقوم بتعريف واضح لرؤيتها.
وقال: «توقعاتي لا تأتي من الخارج، فبعد سنين طوال يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ما الذي نريده بالفعل».
تصريحات «بينيت» تعد مؤشرا أيضا على الضغط الذي قد يواجهه نتنياهو قريبا للتخلي عن التزامه بحل الدولتين الذي يفضله أوباما والمجتمع الدولي.
وطوال عقدين، يضغط المجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات يشمل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ومن شأن التفكير في استمرار إسرائيل في احتلال هذه المناطق أن يخلق قنبلة ديموغرافية موقوتة، حيث سيفوق عدد السكان العرب نظرائهم من اليهود في نهاية المطاف، وهو ما يهدد مكانة إسرائيل كدولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية.
وبعد معارضته استقلال الفلسطينيين معظم فترات حياته، وافق «نتنياهو»، على مضض، على هذه الفكرة بعد فترة قصيرة من تولي أوباما منصبه عام 2009.
لكن منتقدين، بينهم أوباما، قالوا إن استمرار عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة قوضت هذا الهدف، وطالبت إدارة أوباما في بعض الأوقات نتنياهو بالسعي لتحقيق السلام.
ويقود «بينيت» حزب البيت اليهودي، وهو شريك في الائتلاف الذي ينتمي إلى حركة المستوطنين في الضفة الغربية وهو أحد أكثر الأصوات تأثيرا في السياسة الإسرائيلية، ويعارض هذا الحزب ومعظم أعضاء الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، إقامة دولة فلسطينية على أي أسس دينية أو أمنية.
ودعا «بينيت» بدلا من ذلك إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا في أجزاء أخرى، مع توفير طرق ومجمعات وفرص اقتصادية جديدة، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الشاملة.
ورحب الإسرائيليون المتشددون بانتخاب «ترامب» الأسبوع الماضي، مشيرين إلى دعمه القوي لإسرائيل في حملته الانتخابية، وارتفعت معنوياتهم بعد أن قال جايسون غرينبلات، مستشار ترامب للشؤون الإسرائيلية، لمحطة إذاعية إسرائيلية الأسبوع الماضي إن الرئيس المنتخب لا يعتقد أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية «عقبة في طريق السلام».
وفي أعقاب تصريحات جرينبلات، دعا الوزير بدون حقيبة في الحكومة الإسرائيلية أوفير أكونيس، والمقرب من نتنياهو، إلى موجة جديدة من البناء الاستيطاني.
لكن مثل هذه المشاعر قد تكون سابقا لأوانها.
فعدم قدرة ترامب على التنبؤ أثارت مخاوف بأنه قد يغير مواقفه حال تولي منصبه.
فخلال نهاية الأسبوع، على سبيل المثال، قال «ترامب» لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه يود تقديم المساعدة للتوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل الإنسانية.
وفي مقابلة مع «إسرائيل اليوم»، وهي صحيفة يومية توزع مجانا ويمتلكها الملياردير الجمهوري شيلدون أديلسون، قال «ترامب» إنه يعتقد أن إدارته قد تلعب دورا كبيرا في مساعدة أطراف النزاع في الشرق الأوسط على التوصل إلى اتفاق.
وقال «نتنياهو» لحكومته، الأحد الماضي، إنه سيلتقي «ترامب» قريبا، وأمر وزراء حكومته ونواب الكنيست بتجنب التحدث لوسائل الإعلام عن انتخاب «ترامب» حتى تعلن الإدارة الأمريكية الجديدة سياساتها.