تهديدات "ترامب" لـ"الناتو" ليست الأولى من نوعها
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 10:44 م
يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، مُتجهًا إلى تبديد أحلام الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والذي سعى كثيرًا لمزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، الأمر الذي بدا واضحًا بمحاولات إقرار اتفاق التبادل الحر بين الجانبين قُبيل رحيله عن البيت الأبيض.
واستبق "ترامب" نتائج الإنتخابات الأمريكية، التي أعلنت عن فوزه، بتصريحات شديدة اللهجة أثارت المخاوف الأوروبية من هزة مستقبلية في العلاقات الثنائية، حيث أكد اعتزامه التخلي عن ما أسماه دور "الشرطي العالمي"، مؤكدًا أن كل دولة عليها أن تتكفل بحماية نفسها، أو أن تدفع مقابلًا لهذه الحماية.
ومن ثم مثلت تلك التصريحات بداية لمخاوف دول الاتحاد من ولاية الرئيس الجديد لأمريكا، ولكن رغمًا من ذلك، فإن المستقبل الذي تشهده علاقة "ترامب" بالاتحاد لاتزال غير واضحة، فبعد سيل من التصريحات التي يعتبر فيها" ترامب" الاتحاد مهملًا؛ صرح لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في يوليو من العام الجاري، أنه سيحافظ على الاتحاد. كما رأى البعض في هذا الغموض الذي شاب تصريحاته منفذًا لتفاؤل ضئيل من قبل دول الاتحاد.
ليست التهديد الأول
وكان "أوباما" قد سبق "ترامب" بتصريحات مماثلة في مقابلة أجراها مع صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، في بداية العام الجاري، أشار فيها صراحة إلى ما أسماهم بـ "الراكبين بالمجان" لافتًا إلى أنهم يثيرون حنقه.
فيما ربطت الصحف الأمريكية تلك التصريحات بتحذير "أوباما" من أن بريطانيا العظمي لن تعود قادرة بعد الآن على ادعاء وجود "علاقة خاصة" لها مع الولايات المتحدة، إذا لم تلتزم بإنفاق 2% على الأقل من ناتجها المحلى الإجمالي على شؤون الدفاع، حيث قال "أوباما" لرئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، الذي أوفى في وقت لاحق بالـ 2% المطلوبة "عليكم أن تدفعوا حصتكم العادلة".
ووفق الصحيفة، فإن "أوباما" استطرد في الشرح قائلاً: "مهمتي كرئيس أن أحفز الدول الأخرى لإتخاذ خطوات للدفاع عن أنفسهم، دون أن ينتظروا قيادة أمريكا في ذلك"، لافتًا إلى أن الوقوف في مواجهة الإهاب الجهادي، والروس والصين، يعتمد على مشاركة الدول الأولى للعبء الذي تحمله الولايات المتحدة.
وفي عام 1984، أثناء ذروة الحرب الباردة، اقترح السيناتور سام نون، كبير الديمقراطيين بلجنة القوات المسلحة الأمريكية؛ سحب ثلث القوات الأمريكية من أوروبا الغربية، إذا لم يدفع الحلفاء حصتهم في الدفاع، وعلى الرغم من فشل الاقتراح في التطبيق بفضل إدارة "رونالد ريجان" الرئيس الأمريكي الأربعين؛ إلا أنها أكدت على المشكلة الأزلية في مشاركة الأعباء داخل حلف "الناتو".
مجرد لهجة أشد حدة
والجدير بالذكر أن تصريحات "ترامب" لم تختلف كثيرًا عن سابقتها مما صدرت عن "أوباما"، إلا أنه ربما كانت تحمل تحذيرات أكثر حدة، بشكل أثار مخاوف الاتحاد الأوروبي استنادًا على سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي المنتخب.