لا "مرسي" راجع.. ولا "كلينتون" راجعه
الخميس، 17 نوفمبر 2016 09:50 ص
يبدو أن العدوى الإخوانية انتقلت خلال الأيام الماضية إلى بعض من وسائل الإعلام الأمريكية، فالمُتابع لها منذ بوادر المؤشرات الأولية لفوز المُرشحٍ الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، يُدرك سريعًا مدى التحيُز لـ"كلينتون"، وعدم التقبُل لخسارتها.
كثيرًا من التحليلات والتعليقات تناولتها أشهر الصُحف الأمريكية، من نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، والنيوزويك، وغيرهم، تُبدي الإعتراض بشكل واضح على فوز "ترامب"، في حين أشارت مواقع أمريكية أخرى ليست على نفس القدر من الشهرة إلى فكرة إمكانية عودة "كلينتون" مرة أخرى لتحقيق النصر، وتولي منصب الرئاسة الأمريكية، وذلك قُبيل دخول "ترامب" رسميًا إلى البيت البيض في يناير المُقبِل. وذلك من خلال القول بأن الدستور الأمريكي يُتيح لما يُعرف بـ"كلية الناخبين"، والتي تشتمل على مُمثلي الولايات المتحدة الأمريكية؛ أن يُدلوا بأصواتهم لتحديد من يكون الرئيس، وأنها من المقرر أن تعقد اجتماعًا لها في ديسمبر المُقبِل.
ولم يتوقف الأمر عند حد المُعالجة الإعلامية الأمريكية السابقة الذكر؛ حيث انتقل بدوره إلى الشارع الأمريكي، والذي امتدت به التظاهرات والإحتجاجات لأسبوعها الثاني على التوالي رفضًا لفوز "ترامب".
هذا المشهد ليس بالجديد على الشعوب العربية، وخاصة مصر، فهو ذاته الذي عايشناه منذ عزل محمد مرسي؛ فطالما دأبت جماعة "الإخوان" وأذرعتها الإعلامية من خلال وسائل مختلفة تقليدية كانت أو "سوشيال ميديا"؛ في الدعوة إلى التظاهرات، أملًا في عودة "الإخوان" إلى المشهد السياسي، من خلال رئيسهم المعزول.
ولكن فشلت دعوات "الإخوان" الأخيرة بتظاهرات "11/11" لتُعلن بذلك فقدان التنظيم قدرته على الحشد مرة أخرى، ما مثل انعكاسًا ملحوظًا لفقدانهم أقوى أسلحتهم؛ ألا وهو الإعلام، حيث بات غير مؤثرًا كما سبق سواء على الساحة الواقعية أو الإفتراضية.
ان الأحداث الأمريكية والمصرية جاءت مُتزامنتين، وربط الرأى العام عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بينهما، وأصبحت الفرحة بمصر والعالم العربي، مُزدوجة حيث خسارة "كلينتون" بالإنتخابات الأمريكية، والتي عُرفت بدعمها القوي لجماعة "الإخوان"، في الوقت ذاته الذي فشلت فيه دعوات "11/11"، ذلك التاريخ الذي تحول إلى علامة مُميزة تُشير إلى إن "لا مرسي راجع.. ولا كلينتون راجعة"...