«مسجد العمري».. في ذمة الله (صور)
الجمعة، 18 نوفمبر 2016 01:44 م
قيمة دينية كبيرة، نشأته تعود للفتح الإسلامي، كما أنه من أقدم المساجد، تبلغ مساحته 4000 م2، أنشأه بدر الدين الجمالي عام 473 هجرية، وتم استخدامه كروابط حربية، نُسب إلى عمرو بن العاص، من أشهر معالمه المحراب المحصي، يمتلك ثقافة مختلفة في بنائه، هكذا يبدو المحراب الديني لقنا «المسجد العمري».
«المسجد العمري».. واحد من أهم المساجد بصعيد مصر، يقع في قرية «هو»، بنجع حمادي شمال محافظة قنا، كما أنه قلعة استغلها المسلمون قديمًا في التعبد، كما استخدم في القتال لما يمتلكه ن موقع استراتيجي، جعله أشه بالمدينة الشهيرة طروادة.
وما بين ركام وأطلال المسجد، توجد ذكريات عصور طويلة كانت جدرانه شاهدة عليه، وذكريات لم تتمكن كتب التاريخ من سردها على صفحاتها، لكن خلدتها جدران «مسجد قنا»، الذي أصبح الآن «في ذمة الله»، بعد الإهمال الذي طال جدرانه وأعمدته وجعلها تالفة، فلم يتبق من المسجد سوى أحجارًا متراكمة بعضها فوق بعض، لتوثق الإهمال الذي حدث بالمسجد، رغم أهميته كقيمة دينية وثقافية وأثرية أيضًا.
«دمرته يد الإهمال، أيادٍ مغلولة وبطء ولامبالاة، ردود أفعال كفيلة بالإطاحة بتراث وحضارة مرة عليها سنوات طويلة»، هكذا قال أهالي قنا، وسط حزن وعويل عقب أشهر الكوارث التي مرّ بها «مسجد داهية العرب»، عقب تعرضه للحريق عام 2014، حيث تعالت أصوات المواطنين آنذاك تستغيث بالجميع قائلة «الجامع بيتحرق»، وسط صراخ وعويل بصوت عالٍ، وهرولة المئات حاملين في أيديهم المياه، في محاولة غير ناجحة لإنقاذ «حصن قنا» الشاهد على بناء مدن الصعيد.
ويعد «المسجد العمري» أحد المساجد الثلاث التي تم تشييدها بمحافظة قنا، في «مراكز قوص، ونجع حمادى، وفرشوط»، مع بداية دخول الإسلام لتلك القرية، عند الفتح الإسلامي لمصر، يصل ارتفاع مئذنته، 17 مترًا، التي كانت تقع بالبلاطة الثانية جهة الصحن بالرواق الغربي للمسجد، وكانت مبنية بالطوب المحروق ومبلطة بطبقة من البياض من الطفل والتبن، كما أن هذه المئذنة أقدم من المسجد، وبعض الباحثين يَرَوْن إنها تعود إلى العصر الفاطمي، التي كان يصل ارتفاعها إلى 17.50م.