تونس بعد عام من «حادث باردو».. السياحة على طريق التعافي رغم عوائدها البسيطة

السبت، 19 نوفمبر 2016 01:57 م
تونس بعد عام من «حادث باردو».. السياحة على طريق التعافي رغم عوائدها البسيطة

"بدأنا نلحظ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وجوها أجنبية بكثافة نسبية في الشوارع التونسية عما كان عليه الوضع في مطلع هذا العام،وجوها أجنبية غربية من أوروبا وروسيا لكن تبقى الأكثرية عربية، أما الجزائريون بكل تأكيد فهم في تونس بشكل يومي وكذلك يفعل الليبيون.

بهذه العبارات عكس سائق تاكسي بمنطقة "سيدي بوسعيد" السياحية فى "تصريحات صحفية بتونس" التحسن الملموس في حركة السياحة الوافدة إلى تونس وخطوها خطوات كبيرة نحو التعافي تزامنا مع استقرار الأوضاع السياسية وتحسن الأوضاع الأمنية".

ويقول محمد الهادي سائق تاكسي بالعاصمة تونس "في مستهل هذا العام لم يكن هناك سياحة أجنبية تقريبا وكانت مقتصرة فقط على الجزائريين الذين يعتبرون تونس امتدادا لهم وأيضا الليبيين الذين يأتون إلى تونس إما هربا من جحيم ما يجري على الأراضي الليبية من اقتتال أو يأتون إلى تونس من أجل تلقي العلاج".

فيما تؤكد بيانات وزارة السياحة التونسية أن إجمالي عدد السياح الذين زاروا تونس منذ مطلع 2016 وحتى نهاية سبتمبر الماضي بلغ أكثر من 3ر4 مليون سائح بعدد ليال 84ر14 مليون ليلة بعائدات تجاوزت 8ر1 مليار دينار، كما بلغ إجمالي عددهم خلال العام 2015 بأكمله 2ر4 مليون سائح بعدد ليال 14 مليون ليلة وعادات 9ر1 مليار دينار، ومقارنة بأرقام عام 2014 فقد أظهرت أن من زاروا تونس عام 2014 بلغ 8ر5 مليون سائح بعدد ليال 2ر24 مليون ليلة بعوائد 75ر2 مليار دينار.

ومع التحسن الملحوظ في أعداد السائحين الوافدين إلى تونس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة بعام 2015 بأكمله، تبقى هذه الارقام بعيدة عن عام 2010 بشكل كبير والأعوام التي سبقت ثورات الربيع العربي حيث تجاوز عدد السائحين الذين زاروا تونس في 2010 نحو 7 ملايين سائح قضوا 5ر35 مليون ليلة سياحية بمداخيل 5ر3 مليار دينار "كان الدولار وقتها يعادل دينارا تونسيا تقريبا بعكس الآن حيث يعادل الدولار 23ر2 دينار".

وأظهرت إحصائيات المركز الوطني التونسي للسياحة أن الجزائريين تصدروا حركة السياحة الوافدة إلى تونس في الشهور التسعة الأولى من العام الحالي بنحو من 3ر1 مليون سائح تلاهم السائحون الوافدون من الاتحاد الاوروبي بما يزيد على مليون سائح ثم الليبيون بأكثر من 950 الف سائح ليبي ومن روسيا ما يزيد على 450 الف سائح روسي والبقية من جنسيات اخرى.

وقالت وزارة السياحة التونسية إن عدد السائحين الذين زاورا تونس خلال سبتمبر الماضي بلغ أكثر من 800 ألف سائح من جنسيات مختلفة مقابل 300 ألف سائح فقط في مارس الماضي، وهو ما يوضح التحسن الكبير في اعداد السائحين.

ويفسر هيثم العذاري المسئول بإحدى شركات السياحة بمنطقة سوسة التونسية عدم تحسن الإيرادات السياحية لتونس رغم تحسن أعداد السائحين الوافدين إلى نوعية السياحة الوافدة،موضحا إن السائح الأوروبي أكثر إنفاقا،وهم يرتادون الفنادق للإقامة،وأن هذه النوعية من السياح باتت قليلة الآن ولم ترجع إلى معدلاتها السابقة بعد، كما أن السياحة الروسية " سياحة فقيرة" ومتوسط إنفاق الروس ضعيف جدا مقارنة بالسائح الأوروبي أوالأمريكي وهو ما يعكس عدم تحسن مداخيل السياحة".

وبالرغم من إعلان الحكومة التونسية عن استراتيجية في 2012 لاستقطاب 10 ملايين سائح سنويا بحلول عام 2016 عبر حملات ترويجية إلى أغلب مناطق العالم مع بدء تحسين البنية التحتية السياحية، إلا أن "الرباح تأتى بما لا تشتهي السفن " بعد البدء في التحسن السياحى ليأتى حادثا "متحف باردو نوفمبر 2015 وفندق سوسة يوليو 2015 " التي راح ضحيتها أكثر من 20 قتيلا لتشكل ضربة جديدة للسياحة التونسية،فيما أكد مسئولى وزارة السياحة التونسية وبالأرقام أن هناك تعافيا نوعيا على صعيد الأرقام وعدد السائحين،لكن ربما تظل العوائد أقل عما كانت عليه لأسباب تتمثل في نوعية السائحين الوافدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق