باحث أمريكي: ترامب عليه الوقوف على أهمية التحالفات بالنسبة لأمريكا

الأحد، 20 نوفمبر 2016 12:14 ص
باحث أمريكي:  ترامب عليه الوقوف على أهمية التحالفات بالنسبة لأمريكا
دونالد ترامب

رصد الباحث بجامعة كولومبيا «ستيفن سيستانوفيتش»، ‏توجيه عدد من النقاد والباحثين والمسئولين السابقين والقادة الأجانب حديثًا، للرئيس ‏الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» يرتكز حول أهمية الحلفاء بالنسبة للولايات المتحدة في الفترة المقبلة. ‏

ونوه «سيستانوفيتش» في مقال بالـ«وول ستريت جورنال» عن تزامن هذا الحديث مع ضغوط ‏مورست مؤخرًا على حلفاء أمريكيين من جانب روسيا والصين، فضلًا عن أن ‏الحديث عن التحالفات كان مثار جدل بالفعل إبان الحملة الانتخابية لـ«ترامب».‏

وقال سيستانوفيتش، أما وقد فاز المستر ترامب، فقد بات النقاش في هذا الصدد أكثر أهمية، ‏ومن دواعي الأسف أن العديد من المبررات التي سيقت في معرض البرهنة على ضرورة ‏وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها، هذه المبررات قد لا تعني الكثير بالنسبة ‏للرئيس المنتخب ترامب.

وتساءل «سيستانوفيتش»، «كيف على سبيل المثال قد يستجيب ترامب لفكرة أن الولايات المتحدة ‏ينبغي أن تكون منارة للحرية والديمقراطية؟ وهو الذي قلل من شأن دور القيم في السياسة ‏الخارجية؟ أو ماذا عن فكرة أن الضمانات الأمنية الأمريكية تحرس النظام العالمي الليبرالي ‏القائم بعد 1945؟ أو ماذا عن اقتراح الرئيس باراك أوباما من أن الولايات المتحدة ‏لا يمكنها النكوص عن تعهداتها دون أن يؤثر ذلك على مصداقيتها أو يشجع قوى كبرى ‏على التنمر على غيرها؟».

وأكد «سيستانوفيتش» أن أمثال هذه المصطلحات من مصداقية واستقرار ونظام، قد لا تبدو أكثر من ‏كونها مجرد أكليشيهات بالنسبة للمستر ترامب، لافتًا إلى أنه في زمن «ترامب» يُستحسن عند شرح القضايا السياسية، انتهاج مبدأ ‏التبسيط، باستخدام مصطلحات‎‎‏ أمثال: ما العائد علينا من وراء ذلك؟، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث عن الحلفاء الأمريكيين.‏

ورأى الباحث بجامعة كولومبيا، أن العلاقات الدولية مدارُها ما إذا كان تحالفكَ قويًا بما يكفي، بحيث لا يمكن ‏لتحالفات أخرى الاستفادة منك، فيما يطلق عليه المؤرخون والسياسيون الأكاديميون اسم ميزان ‏القوى.‏

ونبه سيستانوفيتش، أنه على مدار أكثر من 70 عاما، كانت الولايات المتحدة في جانب التحالف ‏الأفضل عالميا، ونتيجة لذلك فإن الآخرين عموما لم يحاولوا العبث معنا، بل إنهم يفعلون ‏الأشياء على طريقتنا، غير أن بعضًا من منافسينا باتوا أكبر وأقوى من ذي قبل، ومن ثم بات ‏الميل إلى الانضمام لحلفنا أكثر أهمية من أي وقت مضى.‏

وقال إن ترجمة تلك الأساسيات إلى السياسة هو أمرٌ سهل، ولقد أظهر المستر «ترامب» ميلا ‏إلى انتهاج مسلك قتالي إزاء الصين على صعيد القضايا الاقتصادية، وتلك مشكلة معقدة، لكن ‏الرئيس المنتخب يقبض على نقطة قوة هائلة، وهي أن معظم البلدان الآسيوية تقاسم الولايات ‏المتحدة رغبتها في تحجيم القوة الصينية، سواء عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا.

‏وأضاف «لكن على الرغم من ذلك، فإن ما قاله المستر ترامب عن الحلفاء الآسيويين هو كفيل باستبعاد ‏إذعان الصين له؛ ذلك أن إخبار الحلفاء الآسيويين أن الضمانات الأمنية الأمريكية البعيدة الأمد ‏قد لا تعني الشيء الكثير، وأن الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل أعباء حلفائها، وأن اتفاقية ‏التجارة العابرة للباسيفيكي التي تفاوضت عليها إدارة أوباما قد ماتت، وهكذا، وتشجيع الأصدقاء ‏على فسخ اتفاقاتهم مع بكين، كل ذلك كفيل باستبعاد إصغاء الصين لشكاوى الرئيس الرئيس ‏الأمريكي المقبل».‏

وأكد سيستانوفيتش، أنه يمكن اللعب بخشونة مع الأصدقاء فقط أو مع الخصوم فقط، لكن ليس مع ‏كليهما معا.‏

‏واختتم الباحث قائلًا: «إن المستر ترامب يحتاج إلى فهم أنه في عالم فيه ميزان القوى متغير، فإن ‏فائدة التحالفات لا تقتصر على الحيلولة دون تنمُّر قوى كبرى على غيرها، وإنما تمتد فائدة ‏التحالفات إلى الحيلولة دون تنمر قوى كبرى علينا، وإذا ما كان رجل أعمال تحول إلى رئيس عاجزًا عن فهم ذلك فإنه قد تبوأ الوظيفة الخطأ. ‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة