مسجد «سيدي شبل».. أكذوبة ضريح «أبو الفضل» (صور)

الأحد، 20 نوفمبر 2016 10:38 ص
مسجد «سيدي شبل».. أكذوبة ضريح «أبو الفضل» (صور)
نجلاء خالد

يقصده عشرات الآلاف من أتباع الطرق الصوفية، مسجد أثري يشبه في تصميمه الطراز المعماري التركي، يقع وسط منطقة مليئة بالمزارات الدينية، تُدعى «أرض الشهداء» بمحافظة المنوفية، يتكون من مربعين أحدهما صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما الثاني فهو عبارة عن إيوان القبلة، يتكون من أعمدة موازية للقبلة مغطاة بسقف مسطح، هكذا يبدو مسجد سيدي شبل في محافظة المنوفية، الذي يعد تراث أثري قديم.


أنوار خضراء تشع من مربع ذهبي يتجمع حوله المواطنون للتبرك به، عندما تسأل عن الضوء الأخضر اللافت يجيبك أحد المصلين بأنه ضريح سيدي محمد بن شبل الأسود، بني المسجد على ضريح يُزعم أنه لمحمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب، رغم أن كتب الأنساب والتاريخ أجمعت على عدم وجود أي ذكر للفضل بن العباس، حيث تقول الرواية أنه عندما هاجر الفضل إلى الحبشة تزوج من إمرأة فأنجبت له محمد، كان أسمر اللون، فلقبه أبوه بـ«شبل الأسود»، وفي فتح مصر شارك محمد بها واستشهد بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية بمصر، واستشهد معه أشقائه السبع، أم الفضل وأم الخير وذكية وأم السعد.

بعد عام60 هجريًا، تحديدًا بعد دخول مروان بن الحكم مصر، نشبت عدة حروب في أكثر من مكان بمصر، كان في كل واحدة منها شهداء كثيرون من التابعين و الصحابة الأقدمون عهدًا، ومن هذه المناطق التي حدثت بها إحدى معارك مروان «منطقة الشهداء»، التي يقع بها المسجد الآن، سميت بذلك، نظرًا للمقابر الكثيرة جدا التي بنيت لشهداء المعركة من العرب والتابعين وللصحابة.

«شخصية أسطورية لا صحة لها في الواقع»، هكذا يمكن وصف اسم المسجد الذي نُسب لـ«محمد بن الفضل»، وإنما الصحيح أن مقابر الشهداء بالمنوفية وقعت نتيجة حرب مروان، أي ليس بأثر الفتح الإسلامي لمصر، ولعل الضريح الذي يوجد بمسجد سيدي شبل بالمنوفية حاليا، يرمز لمقابر شهداء حرب مروان بن الحكم على الحقيقة.

يتكون الضريح من قبة واحدة تقوم على غرفه مربعة، في كل ركن من أركانها الأربعة مقرنص كبير ، توجد فوقه رقبة بها نوافذ صغيرة تعلوها قبة، وعلى الرغم من ذلك يتوافد ما يقرب من 250 ألف مواطن من أتباع الطرق الصوفية، من مُختلف المحافظات والمدن المصرية على محافظة المنوفية، للمشاركة في احتفالية محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب، أو كما عُرف بمولد العارف بالله سيدي شبل بن عم الرسول، ويقام المولد مرتين في كل عام، الأولى في أواخر شهر مارس ويسمى بـ«الليلة الرجبية»، والمرة الثانية في نهاية شهر سبتمبر.

وتتمثل الاحتفالية في افتراش العشرات من العجائز والمحبين من أتباع الطرق الصوفية والرفاعية والبُرهامية، الأرض ومداخل البيوت وبهو المسجد للمشاركة بالمولد، كما يُدشّن آخرون خيام الذكر لاستقبال المُحتفلين، بينما يُشكّل بعضهم مجموعات وحلقات يتوسطها المداحين لترديد الأناشيد والمدائح النبوية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق