تعرف على كيفية استخراج سم الأفاعي لإنتاج الدواء

الأحد، 20 نوفمبر 2016 01:38 م
تعرف على كيفية استخراج سم الأفاعي لإنتاج الدواء


باتت السموم الحيوانية مصدرًا واعدًا للصناعات الدوائية، إذ تستخدَم على نطاق واسع لتخليق بعض العلاجات التي تساهم في شفاء كثير من الأمراض، بفضل استخدام تكنولوجيا حديثة.

ويربي ريمي كاساس 850 أفعى من 60 جنسًا مختلفًا في مؤسسته قرب باريس، بهدف استخراج سمها الذي يجذب معاهد البحوث ومجموعات الصناعات الدوائية بفضل قدراته العلاجية المحتملة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ويعتمد كاساس في هذه المنشأة التي تحمل اسم «فينوم وورلد» والواقعة في منطقة سان تيبو دي فين الصناعية الفرنسية الصغيرة، أسلوبًا مبتكرًا، إذ يستعين بعصا معدنية طويلة لسحب أفعى من نوع «كروتاليني» البرازيلي ومن ثم يثبتها أرضًا.

ومع الإمساك المحكم بالشدق المفتوح، تنقل الأفعى باليدين المجردتين إلى أمام كوب زجاجي مغطى بشريط من مادة البارافيلم. عندها تغرز أنيابها داخل الشريط ويضغط كاساس على فكها لقذف السم منه، في عملية لا تستغرق سوى بضع ثوانٍ.

ويسحب كل واحدة من هذه الأفاعي مرة واحدة شهريًّا فقط لكيلا يكون الضغط عليها كبيرًا، ولإتاحة الوقت لها لإعادة تشكيل سمها. وبعد تطهيره وتجميده، تراوح قيمة سم الأفعى بين «مئتين إلى خمسة آلاف يورو» للغرام الواحد بحسب كاساس. أما لدى العقارب التي يهتم بها أيضًا بشكل موسمي، يصل سعر الغرام الواحد أحيانًا إلى 20 ألف يورو. ووفق هذا المستثمر فإنه «في حال أنتجنا بين 400 و500 غرام من السم الجاف سنويًّا، نكون قد حققنا مردودًا جيدًا».

170 ألف فصيلة

وفي مدينة غرونوبل جنوب شرق فرنسا، جعلت شركة «سمارتوكس» للتكنولوجيا الحيوية من تحليل جزيئات السم وتجزيئها اختصاصًا لها. وقد عقدت خلال السنوات الأخيرة اتفاقات شراكة بحثية مع شركات «سانوفي» الفرنسية و«باير» الألمانية و«زينون فرماسوتيكلز» الكندية المتخصصة في الصناعات الدوائية.

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة «سمارتوكس» ريمي بيرو لوكالة الأنباء الفرنسية أن «السموم معروفة منذ العصور القديمة بمنافعها العلاجية. غير أن الشركات العاملة في الصناعات الدوائية لم تبد اهتمامًا بهذا المنحى حتى أمس القريب» بعد أن ركزت طويلاً على الجزيئات الكيميائية.

ويحوي السم على مئات الجزيئات أكثريتها من توكسينات الببتيد. ولكل منها وظيفة محددة بدقة عبر العمل على مستقبلات عند سطح العضلات والخلايا العصبية والأعضاء بغية إعاقة عملها أو تشغيلها.
هذه الميزات يمكن أن يكون لها في حال استخدام الجزئيات بجرعات صغيرة، منافع في مواجهة أمراض متنوعة بينها السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والبدانة والاختلال في وظائف الكلى، إضافة إلى الأمراض الانتكاسية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وثمة نحو 40 مليون مادة سمية مختلفة مصدرها نحو 170 ألف جنس حيواني سام أُحصي حول العالم.

بنك للسموم

وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات، درس مشروع «فينوميكس» الأوروبي الذي يديره بالشراكة القطاعان العام والخاص بيانات عن الجينات والبروتينات للسموم المتأتية من 203 أجناس حيوانية بما يشمل العناكب والأفاعي مرورًا بالدبابير.

وتعرفت «فينوميكس» إلى 3600 مادة سامة حددت خاصياتها وأعادت إنتاجها مخبريًّا، ما يجعلها أكبر بنك من نوعه في العالم. غير أن مخزنها يتسم بالتواضع إذ أنه لا يعدو كونه ثلاجة عادية في مختبر واقع في حرم جامعة باريس - ساكليه في منطقة إيسون جنوب باريس.

وقال منسق مشروع «فينوميكس» نيكولا جيل «حُسنت هذه المواد السمية بفضل ملايين السنوات من التطور. وما تنتجه الطبيعة يبقى فاعلًا حيويًّا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق