«الاتحاد العالمي لمواجهة الارهاب» أداة الرئيس في مواجهة العنف المتوقع.. لماذا توقع السيسي تفشي الخطر المسلح بعد معركة الموصل؟.. خبراء: تنبؤ مثالي ويحتاج لتدخلًا دوليًا
الإثنين، 21 نوفمبر 2016 12:29 ص
صورة تنبؤية طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حواره مع وكالة الأنباء البرتغالية، طرح فيها تصورًا لمَ بعد معركة الموصل بالعراق، وامكانية تحول العالم كله إلى ساحة كبري للإرهاب بعد القضاء على تلك المدينة، مما يتطلب تكاتفًا دوليًا وتشكيل تحالفًا عالميًا لمواجهة ذلك، فما مدى خطورة ما طرحه الرئيس وامكانية ردعه؟.
- الاتحاد العالمي ضد للإرهاب
وكان الرئيس السيسي، قد قال في حوار مع وكالة الأنباء البرتغالية: إن «الإرهاب هو العدو الحقيقى الذي نواجهه وهو ليس موجودًا في العراق أو في سوريا أو في ليبيا فقط بل يحاول مهاجمة العالم بأسره»، وناشد المجتمع الدولي ضرورة العمل وفق استراتيجية واسعة النطاق تشمل إلى جانب الأمن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وهذا ما يؤثر في المجتمعات وفي طريقة الحياة بشكل عام.
وحذر الرئيس السيسي، الذى غادر أمس، إلى لشبونة فى زيارة رسمية للبرتغال تستمر إلى يوم غد الثلاثاء، من أن السيطرة على مدينة الموصل في العراق، والهزائم العسكرية التي لحقت بتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ربما تؤدي إلى فرار الإرهابيين إلى دول أخرى، داعيًا إلى العمل سويا من أجل منع هؤلاء الإرهابيين من البحث عن ملاذ آمن.
وقال إن المسئولين الأوروبيين تنتابهم مخاوف بشأن الهجرة واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، ولكنهم بحاجة إلى تركيز اهتمامهم على هذه المشكلة الأساسية منهم بحاجة إلى معالجة المرض وليس فقط أعراضه. مضيفا أن الإرهاب يعد تجسيدا للأيديولوجية المتطرفة ولنموذج الفكر المتطرف، ونحن بحاجة إلى معايير صارمة تجاه الدول التي تدعم الإرهاب سواء أكان في صورة أموال أو أسلحة.
وأكد على أن مصر تحارب الإرهاب فى سيناء. قائلًا: «إنهم ليسوا ثوارا أو متمردين بل هم إرهابيون، وأن استخدام أي مصطلح أخف أمر خاطئ تمامًا ولا يصف حقيقة هؤلاء الإرهابيين».
وقال: إن «تعداد سكان مصر 92 مليون نسمة وهو تعداد يفوق سكان سوريا والعراق وليبيا مجتمعين، وتخيل لو خرجت الأمور عن نطاق السيطرة كم سيكون حجم الهجرة غير الشرعية وعدد الضحايا الذين سيعانون نتيجة ذلك محليا وعالميا؟».
وأكد السيسي، حرص الدولة على تحقيق التوازن بين إرساء دعائم الأمن والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار من ناحية وبين إعلاء قيم الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والحريات من ناحية أخرى. مشددا على ضرورة عدم اختزال حقوق الإنسان فى حرية التعبير فقط وهى المكفولة بأحكام الدستور.
- السيسي يمثل رمزا لمحاربة الارهاب
في البداية يقول الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس السيسي وبمرور الوقت يظهر معدنه أكثر وأكثر في أنه صاحب نظرية هامة لمواجهة الارهاب التي تتطلب تعاونًا دوليًا.
وأضاف «اللاوندي» في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، أن الرئيس يحرص علي مناقشة ملف الارهاب مع أي دولة يزورها ليؤكد علي محاربة الإرهاب العالمي، والسعي نحو توحيد الراية الدولية في ذلك.
وتابع خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأرهاب يأخذ شكلا توسعيا وهو الأمر الذي نوه إليه الرئيس بصعوبة المعركة عقب عودة انتشار الارهابيين بعد القضاء المتوقع على عدد من مواقعهم في سوريا والعراق وليبيا.
- تنبؤ «السيسي» بانتشار الإرهاب الدولي بعد الموصل «واقعي»
ومن جانبه قال الدكتور رفعت السيد أحمد، مؤسس مركز «يافا» للدراسات والأبحاث بالقاهرة، إن تنبؤ الرئيس عبدالفتاح السيسي في حواره مع وكالة الأنباء البرتغالية، بانتشار الارهاب من مدينة الموصل بالعراق الي مناطق أخري صحيح، موضحًا أن مناطق حلب والرقة هي الأقرب لهؤلاء.
وأضاف مؤسس مركز يافا للدراسات والابحاث، في تصريح خاص لبوابة « صوت الأم»"، أن القضاء علي مدينة الموصل بالعراق وهو الامر الذي بات متوقعًا الايام المقبلة، سيؤدي إلي نشر الارهاب في اوروبا وأفريقيا وتحديدًا بلاد شمال افريقيا، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش هو عابر للقارات، وكل الوسائل المتبعة يمكنها اضعاف التنظيم لا القضاء عليه.
وأوضح السيد أن مقترح الرئيس السيسي بوجوب التحالف الدولي أمر هام للغاية لأن الارهاب عالمي ودولي ولا يخص وطن بعينه، ولكن يجب أن يكون حربًا علي الارهاب لا الإرهابيين، فالبيئة التي تنجب الإرهاب بشموليتها الثقافية والاجتماعية والسياسية هي الأولي بالمحاربة لا المواجهة والقضاء علي الأفراد، فالحرب أكدت عمقها وزيادتها خطورة اليوم تلو الآخر.